توجت الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة الجزائرية السورية في ختام أشغالها أول أمس الخميس بدمشق بالتوقيع على ست اتفاقيات وأربعة برامج تنفيذية، وتوصلا الطرفان الى اتفقا في مجال الطاقة يقضي بتزويد الجزائردمشق بالغاز ابتداء من العام القادم على ان تتبع بإمدادها بالنفط في 2010. وستثري هذه الاتفاقيات الهامة الإطار القانوني المنظم لعلاقات التعاون بين البلدين كما ستعطي دفعا في سبيل تمتين العلاقات الثنائية وتحقيق الأهداف المشتركة المنشودة.وفي هذا الاطار فقد وقع رئيسا الحكومتين على إنشاء اتفاقية تأسيس اللجنة العليا المشتركة الجزائرية السورية وعلى محضر دورتها الاولى.وكان قبل ذلك قد تم التوقيع على الاتفاقيات الاخرى بحضور رئيس الحكومة احمد ويحيى ونظيره السوري محمد ناجي عطري، وتوصل الطرفان الى التوقيع على اتفاقية قنصلية تهدف الى تأطير نمو التواصل الانساني بين البلدين وحركية التنقل واقامة مواطني البلدين قصد تسهيل اقامة وتنقل وعمل مواطني البلدين.كما تم التوقيع على اتفاقية للتعاون في مجال الصحة تهدف الى تعزيز التعاون والشراكة في مجال العلاج والرعاية الصحية وتبادل الخبرات في مجال الوقاية وصناعة الادوية وتسجيل المنتوجات الصيدلانية والمستلزمات والالات الطبية.وتهدف اتفاقية التعاون في مجال النقل الدولي عبر الطرقات وعبور الركاب والبضائع إلى تسهيل انسياب الاشخاص والسلع والى تنظيم النقل البري عبر الطرق للركاب والبضائع بين البلدين. وتم أيضا التوقيع على اتفاق تعاون بين مركز التجارة الخارجية السوري والوكالة الوطنية لترقية الصادرات الخارجية الذي يهدف الى زيادة زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.كما صادق الطرفان على اتفاق تعاون في مجال الشؤون الاجتماعية حيث يهدف إلى إرساء التعاون قي ميادين الشؤون الاجتماعية خاصة الرعاية الاجتماعية لفئة المعاقين وذوي الحاجات الخاصة وتأهيلهم الاجتماعي ورعايتهم وتبادل الخبرات في هذا الشأن. كما تم التوقيع على ثلاثة برامج تنفيذية و يتلعق الأول بالتعاون الثقافي لتعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين في مجالات السينما والمسرح والمكتبات والآثار والمتاحف والموسيقى وكل النشاطات التي ترتبط بالحياة الثقافية بين البلدين.أما الثاني فيخص مجال الزراعة والهدف منه تنفيذ انشطة التعاون وتبادل الخبرات في مجال البحوث العلمية ووقاية النباتات والانتاج الحيواني والشؤون الزراعية والارشاد الفلاحي والتبادل التجاري في الميدان الزراعي. وبخصوص البرنامج التنفيذي الثالث فيتعلق بمجال التعليم العالي والقصد منه تشجيع التعاون بين الجامعات ومعاهد التعليم العالي بين البلدين وإزالة الصعوبات التي قد تعترض تبادل الوفود الطلابية والعلمية بين البلدين. والى جانب ذلك تم تحديد خريطة طريق بشأن آفاق التعاون بين البلدين تتلخص في الاتفاق المبدئي في المجال التجاري التفاضلي بنظام القوائم. وفي المجال الجمركي تم الاتفاق مبدئيا ايضا على وضع ميكانيزمات تقنية لتنفيذ اتفاق التعاون والوقاية والبحث وقمع المخالفات الجمركية وكذا تنظيم لقاءات عليا بين مصالح الجمارك في البلدين وتبادل المعلومات التجارية.وعرف مجال الطاقة انجازا مهما حيث اتفق الطرفان على تزويد تزويد سوريا بالغاز الطبيعي الجزائري ابتداء من 2009 على ان تلي هذه الخطوة امدادها بالنفط في 2010.وفي مجال الصناعة تم تحديد مجالات التعاون الصناعي وتبادل الخبرات في ميدان المراكز التقنية الصناعية حيث يتمتع الجانب السوري بخبرة في مجال النسيج والمنتوجات الصيدلانية والزراعات الصناعية وكذا تبادل المعلومات التقنية والاحصائية. وفي مجال الاستثمار تم الاتفاق على اقامة علاقات مباشرة بين الوكالة الوطنية لترقية الاستثمار ونظيرتها السورية الى جانب تعديل الاتفاق المتضمن الحماية والتشجيع المتبادل للاستثمارات الموقع في سنة 1967. وقد برمج الاجتماع الاول في الثلاثي الأول من 2009 بالجزائر.وفي الميدان المالي اتفق الطرفان على إقامة التعاون بين البنوك المركزية وبحث امكانية اقامة تعاون مباشر بين البنوك التجارية العمومية في البلدين. اما في القطاع الفلاحي فقد تم الاتفاق المبدئي على برنامج تنفيذي 2009-2010 يتضمن تبادل قوائم المنتوجات الفلاحية والنباتية والحيوانية الكفيلة بأن تكون محل تصدير وامكانية رفع الاجراء المتضمن منع دخول التمور الجزائرية الى السوق السورية.وفيما يخص النقل تم الاتفاق على عقد اللجنة المشتركة الخاصة بالنقل الجوي. وأكد أويحيى في تصريح للصحافيين بعد حفل التوقيع على هذه الاتفاقيات أن لجنة المتابعة ستعقد اجتماعاتها كل ستة اشهر لمتابعة تنفيذ هذه الاتفاقيات والبرامج.واعتبر رئيسا حكومتي الجزائر وسوريا في ندوة صحفية مشتركة نتائج اللجنة بالانجاز الكبير الذي سيساهم في دفع العلاقات الثنائية.واعتبر اويحيي ما تم التوصل اليه بخارطة طريق العمل الثنائي.ومن جهة اخرى اعلن اويحيي عن قبول الرئيس بشار الاسد لدعوة وجهها له الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لزيارة الجزائر.وكان اويحيي قد استقبل من طرف الرئيس السوري وسلمه رسالة وجهها له الرئيس بوتفليقة. وقال اويحيي انه نقل رسالة خطية من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الى الرئيس بشار الأسد "تتضمن حرص الرئيس بوتفليقة للعمل مع نظيره السوري للاستمرار في التشاور وتنسيق المواقف بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك".واضاف "إنني حملت دعوة من الرئيس بوتفليقة إلى الرئيس السوري لزيارة الجزائر وقد قبل الدعوة على ان يحدد موعدها لاحقا".ويذكر ان اويحيي تنقل الاربعاء الماضي الى سوريا وترأس الدورة الاولى للجنة العليا المشتركة رفقة نظيره محمد ناجي العطري.