تمركز ضغط جوي بين الصحراء الغربية والمغرب سبب كارثة غرداية يكشف، بوعلام خليف، رئيس مصلحة التنبؤات الجوية بمصالح الأرصاد الجوية بالدار البيضاء بالعاصمة، عن حقيقة الضغط الجوي المتسبب في كارثة فيضانات واد ميزاب بغرداية الذي خلفأكثر من 60 ضحية، وأفاد خليف في حوار مع "المستقبل"، أن ذلك الاضطراب الذي وصلت درجته (- 28 درجة)، كان متمركزا في الحدود بين الصحراء الغربية والمغرب، وانتقل تدريجيا عبر النعامة وبشار ليصل غرداية. المستقبل: كيف تفسرون ظاهرة الفيضانات التي عرفتها العديد من مناطق الوطن، مؤخرا، هذه السنة؟ بوعلام خليف: الفيضانات شهر نوفمبر كانت تأتي غزيرة بعواصف على ولايات الشمال بالأخص الجزائر العاصمة، والحالة، هذه السنة، تعتبر استثنائية هذا العام في كل من بشار، النعامة، أدرار، غردايةوورقلة بالعموم شمال منطقة الصحراء. ما هي الأسباب في نظركم التي جعلت الاضطرابات قوية واستثنائية؟ هناك ضغط جوي منخفض نوعا ما، على ارتفاع 5 آلاف و500 متر، تمركز ما بين الصحراء الغربية والمغرب، وكان متبوعا بدرجة حرارة منخفضة نوعا ما تحت الصفر بلغت ( - 28 درجة)، على المنطقة بين المغرب والصحراء الغربية، الحدود بين الجزائر والمغرب، " لابوند سود" الواقعة على الحدود، وهو ما أدى إلى تمركز هواء ساخن تبعه ضغط جوي مرتفع من الحدود الجنوبية لغاية السواحل والهضاب العليا، والدليل على أن تلك الاضطرابات استثنائية هو تسجيل كميات مطر فاقت 30 ميلمترا في 24 ساعة في تلك المنطقة.
كيف تحرك ذلك الضغط الجوي، وأحدث كارثة غرداية؟ الضغط الجوي لا يتحرك، وإنما تسرب هواء بارد من اسبانيا وهبط نحو شمال موريتانيا ثم يصعد فيه الرطوبة ويختلط مع الهواء الساخن، ويؤدي إلى أمطار تكون قوية كلما ينخفض في الطبقات العليا، ويشرع في التوجه نحو بشار والنعامة، البيض، الجلفة، نحو الجهة الشرقية، ومع تسرب الهواء البارد من الشمال يؤدي الى كميات أمطار كبيرة في تلك المناطق بشار، النعامة، الاغواط، وسجلنا هذه المرة بأن الاضطراب مس منطقة غرداية، وضاعف في كميات الأمطار المتساقطة، الهواء المملوء بالرطوبة، قبل أن يزحف الضغط نحو وسط شمال صحراء البلاد، لينتقل الى ورقلة، وهو ما حصل في الكارثة الأخيرة التي حلت بغرداية. ونظرا لكون سكان غرداية لم يكونوا مهيئين فقد تلقوا ذلك كصدمة، علما أن الأحد القادم - اليوم- تكون أمطار في الفترة المسائية بغرداية، وتكون بداياتها من بشار، النعامة والجلفة، ولن تكون طوفانية أو غزيرة كالتي حصلت من قبل، وتشمل الأمطار المنتظرة كذلك أدرار وتيميمون، وتتواصل بعد الأحد لتمس ورقلة. ويشار أن العام الماضي كان الضغط متمركزا بشمال المغرب، وكلما ينحدر إلى الأسفل- جنوبا- يمس شمال الصحراء الجزائرية، والجدير بالذكر بأن الضغط المتمركز المرة الفارطة كان فعالا مما تسبب في الفيضانات. أضحى الجزائريون يتخوفون مع عودة كل اضطراب جوي، فهل سببه في نظركم الكوارث الطبيعية أم أن الاضطرابات في حقيقة الأمر قوية مقارنة بالسنوات الماضية؟ الاضطراب الجوي هذه المرة حقيقة زائد عن السنوات الماضية، لكن ضاعفت فيه هشاشة البناءات وعدم اتخاذ السكان للاحتياطات اللازمة في البناء، بوجود مثلا سكان يقطنون على حواف الأودية، وما تشكله من خطورة الانجرافات مع كل تساقط للأمطار. أعطى وزير الأشغال العمومية، تزامنا مع إحدى فترات الاضطراب الجوي، تعليمات للمشرفين على ورشات المشاريع الكبرى، بالسرعة في الانجاز، وأخذ الاحتياطات تفاديا لأضرار قد تلحق بالمنجزات، فهل مرد ذلك لتحذيرات من طرف مصالحكم.؟ نحن نقوم بإرسال نشريات جوية خاصة وعامة، ويكون خاصا بقطاع معين، حسب طلبات المعنيين، ونحن نضعه بمنطقة محددة على مستوى الولاية، والكل يستفيد من ذلك، وبخصوص وزارة الأشغال العمومية هم يلاحظون أين تقع مشاريعهم في تلك الولاية، وتسجل تعليمات وزير القطاع ضمن الاهتمام بالنشرات الجوية في خدمة قطاع معين، ودرجة التقدير تعود للمعنيين فمن يأخذها على محمل الجد، يأخذ احتياطاته، ومن يستهزئ بها هو الآخر يتحمل مسؤوليته في ذلك، ويبقى ذلك من واجبنا ومهمتنا تكون بالإبلاغ بالتنبؤات الجوية بداية من رئيس الحكومة لغاية رئيس البلدية، الحماية المدنية، مصالح الداخلية، الجيش الوطني الشعبي، الدرك الوطني، الشرطة، .. وغيرهم. كيف تتم تلك التحذيرات؟ عن طريق نشريات جوية خاصة ويتم ارسالها في أي وقت سواء 12 ليلا، أو السادسة صباحا، أو منتصف النهار، المهم ليس لدينا وقت خاص للإرسال، ويتكفل مسؤول الاحوال الجوية بالانذار بالخطورة لكل السلطات المعنية المستقبلة. على أي مقياس يتم تقديرها؟ يقوم المسؤول عن متابعة الرصد الجوي ببعض التحاليل، ولما يتبين له أن الحالة تستدعي الإخطار يرسل " بي أم أس" نشرة خاصة من دون انتظار سواء الخميس أو الجمعة ليلا أو نهارا. وحسب التوقعات تكون المقاييس هي درجة فعالية الضغط الجوي من عدمه، وكذلك بالنسبة لسرعة الرياح أو الزوابع الرملية والثلوج يتم الإخطار بها مهما كان حجم تساقطها لتفادي الانزلاق بالطرقات. هل تقومون بتخفيف من حقائق الاضطراب لتفادي زرع هلع لدى المواطنين، أم تلتزمون بإعطاء كل التفاصيل؟ الحقيقة تقال كما هي.. إذا كانت كمية الأمطار 100 ملم نصرح ب 100 ملم، و لا نقول 20 ملم إذا كانت 100 ملم مثلا، للتنبيه بالخطر ويكون الخطأ لنا بتقديم رقم زائد أحسن من تقديم رقم ناقص، تهمنا الصراحة وتسهيل المهام وربح الوقت وسرعة الإرسال إلى جانب الفعالية. حصل خريف العام الماضي، أن شهدت العاصمة تساقط البرَد بأحجام كبيرة قاربت 6 سنتمتر، ما هو التفسير العلمي لتلك الظاهرة الخارقة التي أحدثت أضرارا في سيارات المارة؟ سجلنا في الفترة المذكورة، السنة المنصرمة، هواء باردا في الطبقات العليا، مصدره من الأرض، وصعد لينتج السحابات الباردة بدرجات متدنية كثيرا، وصلت ل 40 درجة تحت الصفر، ومع تحركات الهواء حصل انفجار في سحابات الغيوم، وبعد تكتل كبير للهواء " تتكركب" لقطر معين، وتسقط على شكل برد كبيرة الحجم، لم يستبعد تسجيل، هل هناك آليات جديدة أو تجهيزات خاصة للتنبؤ بالاضطرابات القوية، قبل أيام من حصوله؟ لدينا رادار جديد لم يدخل الخدمة، ولدينا تجهيزات يتم تنصيبها حاليا لتسهيل عملية التنبؤ الجوي، وسابقا كان كل شيء يتم باليد، على غرار رسم الخرائط وتحديد الضغط الجوي، وحاليا تتم العملية عن طريق الإعلام الآلي، وفق نظام " كوروبور" الذي شغل منذ 4 سنوات ويتم، هذه الأيام، تجديده من قبل مهندس جزائري مقيم بباريس يعمل لذات الشركة الفرنسية.
حاوره/ محمد بن يوسف شهور قليلة قبل عيد الأضحى هلاك 1500 رأس ماشية بالنعامة جراء كارثة الفيضانات الأخيرة كشفت مصادر محلية من ولاية النعامة، أن حوالي 1500 رأس ماشية هلكت بولاية النعامة، في الفيضانات الأخيرة التي اجتاحت منطقة النعامة وبشار، حيث تعرضت المنطقة لاضطراب جوي قوي تسبب في فيضانات عارمة قضت على عدد من المواشي، إلى جانب تخريب عدد من البيوت. ويشار أن الحكومة كانت قد أعلنت بعض بلديات ولايتي النعامة وبشار ضمن 11 بلدية منكوبة، نتيجة الأمطار التي اجتاحت المنطقة، وبذات الصدد، فقد أفادت مصادر مطلعة من ولاية النعامة، أن والي الولاية اتخذ إجراءات صارمة، وأمر جميع المصالح والطقم التقني التابع للولاية بالتجند، وعقد اجتماعات دورية يوميا كل صباح، لمتابعة الوضعية، ونشرات المصالح الجوية، نتيجة هلاك عدد كبير من المواشي بلغ 1500 رأس. وتكون هذه الخسارة المسجلة بالولاية، حسب عدد من الموالين، إحدى الأسباب التي ساهمت في تحرك الأسعار وارتفاعها بالنسبة لكباش العيد في الآونة الأخيرة، حيث تصادفت الكارثة، مع موعد عيد الأضحى، الذي لا تفصلنا عنه سوى أيام فقط. قائد الباخرة يستلم ملفا جويا كل 3 أيام الرصد الجوي في خدمة قطاع الطيران كل 3 ساعات م. بن يوسف تعمل مصالح الرصد الجوي مع قطاع الطيران بالجزائر، سواء العسكري أو المدني، بتقديم نشرات جوية كل ثلاث ساعات، لمعرفة التغيرات الجوية في الفضاء الجوي، حيث تبرمج عدة رحلات، خلال اليوم الواحد، مما يقتضي مراقبة مستمرة من قبل مصالح الملاحة الجوية. وأكد رئيس مصلحة التنبؤات الجوية، في حديث معه، أن قائد الطائر يستلم ملفا عن الوضع الجوي، لعدة أسباب منها معرفة مدى الرؤية وسرعة التحليق، وكثافة الغيوم، وقوة الرياح إلى جانب مدى تأثير العواصف خلال تواجدها أثناء فترات التحليق. ويتم التركيز على التنبؤات الجوية بالخصوص في المطارات لمعرفة قدرة الطيارين على إمكانية الإقلاع والهبوط من عدمه وسهولته على أرضيات المطارات. أما بالنسبة للقطاع البحري، فان مصالح الأرصاد الجوية ترفق قائد الباخرة، بملف جوي كذلك يستلمه كل ثلاث أيام، على سبيل المثال ميناء العاصمة، يتم إعطاءه كل التغيرات الجوية، نظرا لكثافة النشاط التجاري، ولا يقل الأمر أهمية بالنسبة لباقي الموانئ التجارية العشرة المتواجدة على الشريط الساحلي. وأهم ما يتم تحديده بالنسبة لقادة البواخر سرعة الرياح في البحر، اتجاه الأمواج، الحرارة القصوى، الضغط الجوي على مستوى البحر، إضافة إلى حركات البحر داخل الميناء، المسمى " روساك"، أما البرقيات فتصل الميناء كل 12 ساعة، لتمكين البواخر من تسهيل مهامهم خلال عمليات التزود بالوقود، بالخصوص الموانئ المشتغلة بها قاطرات المحروقات كميناء بجاية، سكيكدة، أرزيو بوهران، إضافة لميناء العاصمة. كيفية تحضير النشرات الخاصة " بي أم أسي" : الخطأ غير مسموح به والذكاء مطلوب تكتسي النشرات الجوية الخاصة، التي تعدها مصالح الرصد الجوي، أهمية كبيرة لدى السلطات العمومية، بالأخص في الفترة الأخيرة، عكس السنوات الماضية، ويتم تحضير النشرات الجوية كل صباح، وتحسب الرياح من المساحة الأرضية لغاية 5400 متر علوا، ما يعادل 500 ميليبار جوي، وترسل لكل قطاع النشرة الخاصة به، بإضافة معطيات خاصة يعنى بها القطاع بعينه. وتوضع التحاليل بدقة، خلال تحضير نشرات خاصة " بي أم أس"، والخطأ غير مسموح به، وكلما قدرت التنبؤات بوجود تجاوزات في نسبة التساقطات لأكثر من 30 ملم، ترسل نشرة خاصة، أما الثلوج فنشرتها الخاصة تكون مع بدايات التساقط، لتفادي حوادث الانزلاق بالطرقات، الرياح نفس الشيء، أما عن درجات الحرارة، فخلال تسجيل معدلات مرتفعة، تخصص الوضعية بنشرة خاصة. وتمنح مصالح الأرصاد الجوية مهمة وضع النشرات الخاصة للأشخاص الذين لديهم خبرة وذكاء في تقدير التنبؤات الجوية، لخدمة جل القطاعات في تسيير شؤونها اليومية، من دون عوارض أو أحداث مفاجئة.
أمطار معتبرة اليوم في المناطق الشرقية وأقل فعالية في الوسط يرتقب أن تسجل اليوم أمطار معتبرة بالمناطق الشرقية من الوطن، على أن ينتقل ذات الاضطراب الفعال بمستوى أقل إلى المناطق الوسطى ، ويدوم الاضطراب الجوي يومين، وذكرت مصادر مسؤولة في الأرصاد الجوية أن الاضطراب الجوي سيمس بأقل فعالية منطقتي غرداية في المساء وكذا ورقلة.