انفردت أسبوعية "الدعوة" الجزائرية في عددها لهذا الأسبوع بحوار مع الداعية الشهير الدكتور طارق السويدان مدير قناة الرسالة الفضائية وذلك خلال تواجده بالعاصمة الفرنسية باريس. وأكد الداعية السويدان أنه سيلبي قريبا الدعوات الكثيرة التي وصلته من الجزائر، مشيرا إلى أن زيارته إلى الجزائر قبل سنتين ولمدة أسبوعين "لا تنسى" وقال "لعل أكثر شيء بقي في ذاكرتي هو حماس الشباب غير العادي الذي لم أره في أي مكان آخر، ما شاء الله إقبال غير عادي وحرص على العلم والتعلم وهمة عالية في إنشاء المشاريع وتطويرها والحرص على أن يرتقوا بأنفسهم ويبدعوا فهذا أكثر ما شدني في الحقيقة بالجزائر" وأضاف "لاشك أيضا أن جمال الجزائر أرضا وشعبا يشد الإنسان لكن جمال الروح والهمة والعطاء وهو الذي بقي في الذاكرة أكثر". واعتبر مدير قناة الرسالة الفضائية أن موضوع الإرهاب والتشدد مسألة موجودة في الأمة منذ زمن الخوارج الذين بدأوا في خروجهم على الإمام علي كرم الله وجهه ولم تتوقف ولن تتوقف، موضحا أن الحل في هذه المسألة هو أن نركز أكثر على الإيجابية ونؤكد على نشر الفكر الوسطي وعلى الانتشار بين الشباب ونقيهم بالوسطية قبل أن تصل إليهم هذه الأفكار المتطرفة. وشدد الداعية طارق السويدان على أن الحل ليس هو السلاح إلا لمن حمل السلاح، لكن الحل حسبه هو نشر الفكر، والفكر يواجه بالفكر والوعي يواجه بالوعي هذا بالنسبة لعامة الناس، أما بالنسبة للذين في الجبال فذكرهم بقوله تعالى "واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"، وأشار إلى قول الصحابة "من علامات انحراف الخوارج أنهم ما كان معهم صحابي واحد"، وأضاف الدكتور السويدان أنه "من علامات انحراف هذه الجماعات أن ليس معها في كل الأمة عالم كبير واحد يؤيدها". ووجه الداعية طارق السويدان نداء إلى أفراد الجماعات المسلحة "إرجعوا لأهل العلم أنتم شباب متحمس للدين ونياتكم صافية بفضل الله وتريدون الأجر من الله عز وجل ولكن كذلك كان الخوارج وانحرفوا لقلة علمهم" ناصحا إياهم بالعلم وحذرهم من التكبر على العلماء والإصغاء للصغار من طلبة العلم وقال "إلجؤوا إلى العلماء الكبار لأن الله أمرنا بذلك لحمايتنا من الانحراف". وأكد الداعية السويدان أن الجزائر عندها فرصة غير عادية لأن تكون نهضة عالمية، ففيها كل المقومات للنهضة العالمية.. شعب مجاهد، أرض واسعة، خيرات كبيرة، موارد غير عادية والبلد مازالت بكرا" داعيا المسؤولين في الجزائر إلى "فتح باب الاستثمارات وإتقان إدارة الأموال".