أكد الشيح بربارة، مدير الديوان الوطني للحج والعمرة، أن دفاتر الحج استوفيت على مستوى الدوائر، فيما قال إن جوازات السفر ل 36 ألف حاج جزائري مودعة على مستوى وزارة الداخلية للتكفل بعملية التأشير عليها، في خطوة نحو القضاء على التجاوزات الحاصلة في عملية تأشير الجوازات لدى السلطات السعودية والاعتصامات التي كان ينظمها المواطنون أمام السفارة السعودية. ونفى بربارة في حوار ل "المستقبل" قضية تخفيض عدد الحجاج بسبب خطر وباء أنفلونزا الخنازير، على غرار بعض الدول، مضيفا بأنه حتى كبار السن مسموح لهم بالحج بشرط توفر الصحة باستثناء القصور الكلوي الحاد أو مرض السكري والنساء الحوامل. * أعلن الديوان الوطني للحج والعمرة، بحر الأسبوع الماضي، عن دفع الحاج لمبلغ 19.2 مليون سنتيم كمستحقات الخدمات بالمملكة العربية السعودية، فكم هي قيمة التكلفة الإجمالية، ونسبة دعم الدولة؟ - تصل التكلفة الإجمالية للحج هذا العام 29 مليون سنتيم، ولولا دعم الدولة لكان يفوق 32 مليون سنتيم، معناه أن الدعم يصل 3 مليون سنتيم، ومن اليوم - أمس الثلاثاء- سيشرع الحجاج في دفع الدفعة الأولى المقدرة ب 19 مليونا و200 ألف سنتيم، عبر وكالات بنك الجزائر وشبابيك بريد الجزائر، على المستوى الوطني، في انتظار استكمال مبلغ تذكرة الطائرة المقر ب 98 ألف دينار؛ أي 9 ملايين و800 ألف سنتيم، وجميع الناجحين في القرعة مدعوون لاستلام دفاتر الحج المرافقة لجوازات السفر وهي بكامل الصفحات الخاصة بالتنازل والإسكان والصحة، ويجب على المعنيين وضع ختم بنك الجزائر أو البريد واللجنة الطبية الولائية، ومنذ، يوم الثلاثاء 25 أوت، تسحب الدفاتر على مستوى الدوائر. * ما هي قيمة عملة الصرف المقدمة للحاج؟ - قيمة الصرف سابقا 23 ألف ريال سعودي، وهذه السنة 25 ألف ريال؛ معناه بزيادة 200 ريال، من أجل أن يتكفل الحاج بنفسه في الأكل والشرب في منى وعرفة. * العديد من الدول، على غرار مصر، اتخذت إجراءات خاصة منها تقليص عدد الحجاج ومنع كبار السن من الحج بسبب وباء الأنفلونزا، هل نتوقع إجراءات مماثلة في الجزائر إذا تفاقم خطر الوباء؟ - أنا لا أقلد هذه الدولة أو تلك، ونؤكد بأن توصيات المؤتمر الإقليمي ليست قرارات ولا تلزم إلا أصحابها، وقد أحدثت بعض التوصيات الشك وسط الجزائريين، لكن السلطات الجزائرية متمسكة ببعض التوصيات التي تناولها مسبقا المجلس الوزاري المنعقد يوم 16 مارس 2009، فيما يخص قرارات الجوانب العلاجية بتوفير الدواء واللجان الطبية بالولايات المكونة من ثلاثة أطباء غير مقيمين بنفس الولاية للابتعاد عن المحاباة، والتي تقوم بفحص دقيق للناجحين في القرعة. ويشار إلى أن هناك وفدا طبيا مكونا من المرشدين والأطباء يضم 20 عضوا، يقوم بالمعاينة في الوقت الراهن بالبقاع المقدسة لصحة المعتمرين، ووفد ثانٍ سيتنقل يوم 05 سبتمبر المقبل، ويباشر مهامه في ظرف 15 يوما، وهي الفكرة التي استحسنها المعتمرون كثيرا، وهي تتم لأول مرة. أما عن قضية التقليص، فلا يوجد تقليص لعدد الحجاج والعدد يبقى 36 ألف حاج، ولن نمنع المسنين من هم في صحة جيدة تمكنهم من أداء الفريضة، والمنع سيشمل المصابين بقصور كلوي حاد وداء السكري، والحوامل. * ماذا عن الحجوزات في البقاع، خصوصا وأن تقارير إعلامية تتحدث عن تراجع كبير للأسعار بسبب الوباء؟ وهل ينعكس ذلك إيجابا على تكلفة الحج؟ - ليس لدي أي تعليق في ذات الجانب، والمهم أن الأخبار التي تأتيني تشير إلى أن ذلك غير صحيح، والدليل العدد الكبير القادمين من الدول بتسجيل أكثر من 120 ألف معتمر، منذ بداية الموسم في جانفي الماضي إلى يومنا هذا، فيما يبلغ عدد المعتمرين الجزائريين في رمضان فقط 30 ألفا أو أكثر، مما يوضح بأن كل العمائر مؤجرة، ولا يهمني الأسعار لأن الجزائر أجرت كامل العمائر، ولا نستطيع القول بأن الأمر ينعكس على التكلفة وإنما ينعكس على هامش دعم الدولة الذي قل عن الموسم الفارط، ولم يتخيل أصحاب العمائر السعر الذي فرضناه عليهم، حيث خفضنا قيمة الحجوزات. * تحدثت تقارير عن تجاوزات وقعت فيها عدد من الوكالات في تنظيم العمرة، منها رفع الأسعار والعمرة بالتقسيط؟ وكيف يتعامل الديوان معها؟ - التجاوزات تقع فيها بعض الوكالات الطفيلية التي تريد خوض التجربة في الحاج أو المعتمر، والديوان يقوم بالمتابعة لكل وكالة والمراقبة، والسعر المفروض على الحاج أو المعتمر الديوان لا يتدخل فيه، ودور الديوان هو الوقوف على تطبيق الاتفاق بين الوكالة والحاج، لأن بعضهم يطلب خدمات إضافية ويكون اتفاق بين الطرفين وليس لدينا حق التدخل. * كيف ضبط الديوان الحجاج خارج القرعة؟ - البعثة مكونة من 800 عضو عن عدة قطاعات وزارية، أما الحجاج فعددهم 22 ألفا بين الديوان والوكالات، أما بالنسبة لحصة المؤسسات فتحديدها يتم خارج الديوان، ونحن ننتظر قوائم الحجاج المحسوبين على المؤسسات، وتباشر الوكالات عملية إيداع للجوازات لدى وزارة الداخلية والجماعات المحلية لجميع ال 36 ألف حاج، لتفادي ما وقع من مشاكل وتجاوزات لبعض الوكالات واحتجاجات للمواطنين أمام مقر السفارة السعودية لافتكاك تأشيرة سفر، حيث أنشئ مكتب خاص بالتأشيرات بمقر وزارة الداخلية. * تحدثت في السابق عن بعض الإهانات الصادرة عن المطوفين السعوديين، كيف تم التعامل مع هذه التجاوزات؟ - ما حصل السنة الماضية هو تقليص مساحة لأربع وكالات في منى، وقد استدعي المطوف وراسلت وزير الحج السعودي ورئيس المؤسسة للمطوفين وطلبت الاستفسار حول سلوك المطوف بسبب تقليص المساحات، وهذا ظلم واعتداء على الوكالات ولا أقبله مستقبلا، وسجلت ملاحظاتي للمطوف. والجديد هذا العام أنه، لأول مرة، كل مخيم بمنى سيضم 2000 حاج بدل 2500 حاج، السنوات الماضية، ونشير إلى أن منى مساحة لمليون و400 ألف حاج بينما نجد أكثر من 3 ملايين حاج، أي تتقلص المساحة، وإذا لم يصبر الحاج ساعات من حياته للتعبد ماذا أقول هنا، يجب الصبر والتعب، المشاعر عرفة أو منى والحج عرفة ومنى للعبادة وتلاوة القرآن وليس للتحدث في شؤون الدنيا، وعند امتطاء الحاج سلم الطائرة عليه أن يطلق الدنيا لأنه لا يعلم رجوعه من عدمه، ويودع أهله الوداع الأخير، والحج مشقة وتحمل وليس نزهة أو جولة سياحية. وعلى حجاجنا متابعة حصص التوعية التي يقوم بها الديوان عبر كافة وسائل الإعلام السمعية والبصرية، بالإضافة إلى الإرشاد الديني ودروس الأئمة التي تؤطرها وزارة الشؤون الدينية.