اشتكى سكان ''حي الشانطي'' ببن طلحة ببلدية براقي عن الأوضاع المزرية التي لازمتهم منذ أمد طويل ولم يتغير واقعهم طيلة 15 سنة حيث يعيشون تحت رحمة سكنات تنبئ بغبن كبير تترصدها النفايات والأوساخ التي جرت معها الكثير من الأخطار والأمراض التي عتمت حياتهم واصبحوا بين المطرقة والسندان. شبح اسمه الأوساخ والقاذورات حوالي 100 عائلة تجتر الوضعية المقرفة والمؤذية في نفس الوقت، سيناريو طال أمده وامتدت أخطاره منذ بداية 1997 حيث وجدوا أنفسهم في هذا المكان فاتخذوه حيا لهم بعدما كان مقررا ليكون مجمعا سكنبا، لكن الأشغال توقفت دون سابق انذار لأسباب مجهولة وغير مبررة حسب قولهم، ولم يجد هؤلاء السكان إلا جيوبهم لإضافة روتوشات على هذه المساكن على قدر استطاعتهم من الصفيح والقصب التي لاحت بمظهر من المعاناة والغبن الذي لم يفارقهم منذ ذلك الحين لتصبح هذه الوضعية مستعصية مع لجوء الكثيرين إلى هذا الحي لتزيد الفوضى ويغرق المكان في الأوساخ مع غياب أبسط أساليب الحياة البسيطة التي ترقع ولو قليلا من تعسف الزمان، حيث أكد محدثونا أن المشكل لم يتوقف عند وضعية السكنات بل خرج إلى بعد آخر أرهق سكينتهم وأصبحت تأمين الماء الشروب هو شغلهم الشاغل، حيث يضطرون إلى جلبه من حنفيات على مرمى من قنوات الصرف الصحي التي تفيض وتشكل سيولا متعفنة وتغرق أزقه الحي، ناهيك عن الرائحة الكريهة التي تعيق المكان إضافة إلى النفايات المتعفنة والمتكدسة بكم هائل داخل أزقة هذا الحي، أصبحت ملجأ للحيوانات الضالة كالقطط والكلاب التي وجدت حاجتها داخل هذه النفايات، مشكلة بذلك خطرا محدقا للسكان، إضافة الى الحشرات السامة، لتبدأ رحلة الرطوبة وتضفي خليطا من امراض الحساسية التي استحوذت على الكبير والصغير، والربو والروماتيزم الذي تمكن خاصة من الأطفال لقلة المناعة وصغر سنهم، وما زاد من استياء القاطنين أن هذه المعاناة تقع بمحاذاة دار البلدية والمسؤولين عنها ولم يحركوا ساكنا حسب قولهم. هاجس آخر اسمه الكهرباء اعرب السكان عن تزايد وكبر المعاناة وأن السكنات في حالة جد مزرية والاهتراءات أصبحت متمكنة من أساساتها، واضحت تنذر بالخطر خاصة مع أول قطرة مطر تنزل بالإضافة إلى بساط الأوحال الممزوج بالأوساخ المتناثرة هنا وهناك، فالتنقل يصبح مستحيلا في ظل غياب الكهرباء التي عبر عنها الكثير أنها حلم يتجدد مع الليل الدامس ويتبخر من طلوع النهار. وقالت إحدى القاطنات أنها لم تشهد ضوءا في بيتها منذ حقبة طويلة لتقاطعها ابنتها المريضة ذات الخمس سنوات أنها أمنية تجول بخاطرها كلما عتم الليل وهي أن تشاهد التلفزيون مثلها مثل الأطفال في سنها، وعبرت بنبرة بريئة ويائسة انها في العصر الحجري، حيث أضحت الشموع هي الوسيلة الوحيدة لإنارة مسكن يفتقر لأدنى شروط الحياة، ناهيك عن مياه الشرب التي تجلب ببعض الدلاء القديمة التي أعيت كاهلهم، أما عن وسائل التدفئة فحدث ولا حرج فالقارورات هي الملجأ الوحيد والتي لا تفي بالغرض خاصة في فصل الشتاء ولا تكاد تغطي حاجياتهم، ليتناسوا غاز المدينة فهم لا يكادون يتذكرونه. وعلى حد قول السكان فإن مصالح سونلغاز قد شرعت منذ أزيد من أربعة أشهر في تركيب عدادات في مدخل الحي، لكن الأشغال توقفت لأسباب تبقى في نظرهم مجهولة في حين أن البعض تحصل على الكهرباء من المساكن المجاورة ويدفعون لأصحابها مبالغ تتراوح ما بين 2000 دج إلى 5000 دج مع مجيء كل فاتورة، ليجدوا أنفسهم أمام واقع مر والدفع محتم رغم أن الاستهلاك لا يصل إلى هذا المبلغ، كما أن الانارة العمومية هي مشكل قائم واكتفى السكان بالصمت لأن الظلمة مرتبطة بالسكنات في حد ذاتها فكيف للأزقة أن تنار. مخاطر صحية كبيرة أما فيما يخص الصحة فأكد لنا السكان أن الحياة أصبحت مستحيلة داخل هذا الحي الذي يعج بالقوارض ''الفئران والجرذان'' التي تعشش داخل الجدران وتقتات من النفاياتو حيث قال محدثونا أن طفلة عمرها 9 أشهر تعرضت لعظة فأر نقلت على عجل إلى الاستعجالات، كما كلفت عائلتها مصاريف باهظة لخطورة الجرح، ومن خلال ما سبق صنف هذا الحي على سلم الخطر من طرف المصالح الصحية حيث لا تخلو عائلة قاطنة بهذه السكنات إلا ويعاني فرد من أفرادها من مرض ما، ولم يتوقف المشكل عند هذا الحد بل علمنا من بعض القاطنين أن بناية قائمة لم تكتمل فيها الأشغال أودت بحياة طفل عمره أربع سنوات سقط من أعلاها. هذا الوضع المتأزم دفع بعض شباب الحي إلى تصوير فيديوهات لتوضيح مدى المعاناة والخطر الذي يترصد بهم.