ثمّن الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز الخطوات الثابتة التي يسير فيها النضال الصحراوي السلمي، واعتبر أن التضحيات الكبيرة التي يقدمها أبناء الصحراء الغربية الأحرار في المناطق المحتلة تعد أحسن رد ومقاومة ضد الاستعمار المغربي. وخلال الكلمة التي ألقاها الرئيس الصحراوي أمس الأول بمخيمات اللاجئين الصحراويين، على هامش الملتقى الثاني للتضامن مع المرأة الصحراوية، أكد أن قضية الصحراء الغربية هي مسألة تصفية استعمار تحل عن طريق تقرير المصير، مضيفا انه ''لا يوجد أي حل آخر لذلك، وأنه لا بد من استفتاء بخيارات متعددة، والأول منها الاستقلال الوطني. وأضاف الرئيس محمد عبد العزيز أن الاستقلال هو الحل الوحيد والأمثل للمنطقة ككل، مستشهدا بقرارت محكمة العدل الدولية الداعمة لذلك، وفي ما يتعلق بالزيارة الأخيرة التي قادت ممثل الأمين العام للامم المتحدة كريستوفر روس للمنطقة، قال الرئيس الصحراوي ان ''الجبهة عبرت للمبعوث الأممي كريستوفر روس عن انشغالنا فيما يتعلق بمسألة انتهاكات حقوق الإنسان بالصحراء الغربية، وطالبنا الأممالمتحدة أن تتكفل في انتظار الحل النهائي بحماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، وأحسن طريق لذلك هي اعتماد المينورسو ''. كما ندد الرئيس محمد عبد العزيز في ذات المناسبة بخطاب الملك المغربي محمد السادس''، واصفا إياه بالمتعنت والذي أقر فيه رفض مبدأ تنظيم الاستفتاء بخيارات متعددة، حيث اعتبره تراجعا عن مواقف الملك الحسن الثاني، وأضاف ''نحن نندد أيما تنديد بتراجع الحكومة المغربية الحالية عن التزامات الحكومة المغربية في عهد الحسن الثاني، والتي كانت ملتزمة بتطبيق استفتاء حر وديمقراطي يحترم مبدأ تقرير المصير، ومن هذا المنطلق تم إنشاء بعثة الأممالمتحدة بالصحراء الغربية ''المينورسو'' ومن أجل هذا الهدف تم وقف إطلاق النار''، وفي سياق الحديث عن الانتهاكات المغربية لحقوق الإنسان أشار رئيس الجمهورية الصحراوية إلى أن كل المنظمات الدولية وعلى رأسها هيومن رايت وتش وأمنيستي إنتر ناشيونال وفرونت لاين ومفوضية الأممالمتحدة المختصة لحقوق الإنسان وحتى وزارة الخارجية الأمريكية كلها تثبت وتأكد انتهاكات المغرب لحقوق الإنسان بالصحراء الغربية، وهذه كلها معطيات تثبت ما نطالب به من حماية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان بالصحراء الغربية. كما حمّل رئيس الجمهورية الصحراوية صراحة الحكومة الفرنسية استمرار الأزمة، وقال بأنها هي من تقف وراء التعنت والتماطل المغربي، مما يشجعه على التملص من التزاماته الدولية، معبرا عن ذلك بقوله ''الحكومة المغربية الحالية تراجعت وهي مدعومة من طرف الحكومة الفرنسية والإسبانية، وفي الحقيقة الحكومة الفرنسية تقود مغامرة خطيرة قد تؤدي إلى انزلاق خطير، كما فعلت في سنة 1975 عندما أقنعت كلا من الحسن الثاني والمختار ولد داداه وإسبانيا للتوقيع على اتفاقية مدريد وتقسيم الصحراء الغربية بشرا وأرضا، الشيء الذي أدى إلى 35 سنة من الحرب إلى الآن، والحكومة الفرنسية تكرر نفس المغامرة وتجر إلى انزلاق خطير للأوضاع في المنطقة. وفي آخر كلمته أشاد الرئيس الصحراوي بنتائج الملتقى الدولي، مثمنا مبادرة تشكيل شبكة دولية لنساء العالم المتضامنات مع المرأة الصحراوية برئاسة المناضلة الكبيرة ''ويني مانديلا''، معربا عن ''ارتياحه'' لتأسيس الشبكة النسائية الدولية من أجل استفتاء حر وديمقراطي وحق تقرير المصير في الصحراء الغربية واختيار ''ويني منديلا'' كرئيسة للشبكة.. من جهتها قالت المناضلة ''ويني منديلا'' بأنها تعتز بهذه المهمة الإنسانية النبيلة الموكلة إليها، معتبرة إياها مسؤولية وتكليفا لها من اجل النضال من أجل الحقوق العادلة والشعوب المستعمرة. واغتنم في الأخير الرئيس محمد عبد العزيز الفرصة لمطالبة المجتمع الدولي بإطلاق سراح 56 أسير حرب المتواجدين بالسجن لكحل بمدينة العيونالمحتلة وسجون مغربية أخرى (سلا، تيزنيت، ايت ملول، القنيطرة، مراكش، تارودانت، بن سليمان، انزكان، عكاشة) من بينهم 5 يضربون عن الطعام منذ السبت الماضي، الى جانب 19 معتقلا سياسيا آخرين، مطالبا بإنقاذ أرواحهم.