طعن حسان بن نعمان، مدير دار الأمة والقيادي السابق في نقابة الناشرين، في شرعية المكتب الحالي للنقابة الوطنية لناشري الكتب، نظرا لعدم تزكية الجمعية العامة له ولبرنامجه الجديد، كما لم يزك المكتب السابق الذي ترأسه فيصل هومة، واتهم بن نعمان كلا من رئيس النقابة ونائبه بتعمد عدم دعوة الجمعية العامة للناشرين للانعقاد، معتبرا أن ذلك هو السبب الرئيس لقرار الاستقالة التي قدمها رفقة عدد من أعضاء المكتب والمجلس الوطني للنقابة. 38 ناشرا لم يتحصلوا على مستحقاتهم المالية من وزارة الثقافة، هل هذا الأمر راجع لأسباب إدارية بحتة، أم أن هناك رغبة لدى جهات معينة لخلط الأوراق داخل نقابة الناشرين؟ - وزارة الثقافة هي المسؤولة عن تطبيق السياسة الثقافية في الجزائر، وقامت في 7002 خلال تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية بالتكفل بنشر 0031 كتاب وسعت للخروج بحركة النشر في الجزائر إلى مستويات أحسن، ومع نجاح ''الجزائر عاصمة الثقافة العربية'' خاصة في شقها المتعلق بإصدار الكتب، وأتذكر مقولة الوزيرة بعد انتهاء التظاهرة ''لم يبق من الجزائر عاصمة الثقافة العربية سوى ألف كتاب وكتاب ومتحف الفنون''، طبعا الأمور تمت على ما يرام، مما دفع الوزارة إلى مواصلة المشروع من خلال نشر ألف كتاب كل سنة لإكمال مشروع إنجاز المكتبات العمومية التي ترى النور في كل ولاية وفي كل بلدية، ما حدث في 8002 أن المشروع تأخر قليلا، حيث أنجزت الكتب وقدمت في 9002، والكتب التي صدرت في بدايات 9002 تم دفع مستحقاتها كاملة في جويلية 9002، ما حدث بعد ذلك وحسب قراءتي الشخصية أن إجراءات إدارية أخرت دفع مستحقات الناشرين، ولا أرى في ذلك أي محاولة أيا كان نوعها في زعزعة استقرار النقابة أو ضغطا على الناشرين، لأنه كلام غير منطقي ويتعارض مع مصلحة وزارة الثقافة في إنجاز مشاريعها الكبرى، مما يجعل الوزارة أشد حرصا من الناشرين أنفسهم على دفع مستحقاتهم. هل المشكل مطروح إذن على مستوى وزارة المالية؟ - بحكم أني كنت ممثلا للناشرين في الجزائر عاصمة الثقافة العربية، كنت أرى الحرص على دفع مستحقات الناشرين وتدليلهم، ولكن الذي حدث منذ 9002 إلى يومنا هذا هو أن هناك اجراءات ادارية بين وزارة الثقافة ووزارة المالية عطلت الأمور، ومن بينها مشكل عالجناه في 7002 وبإجراءات التعاقد بالتراضي، والتي لا يمكن أن نطبقها على الكتاب، ذلك أنه لا يمكن عقد مناقصة للكتاب لأنه ملك لناشر واحد ولا يمكن اذن تطبيق قوانين المناقصات على الناشرين في حالة مشروع الألف كتاب، انجر عن هذا وجود فواتير على مستوى وزارة الثقافة تفوق قيمتها ما هو مسموح به، وهذا ليس خطأ الوزارة أو الناشر ولكن هناك تعقيدات ادارية في هذا الجانب، وهذا أحد الأسباب التي تأخر فيها دفع فواتير بعض الناشرين التي تجاوزت 004 مليون سنتيم، فهناك فواتير أقل من هذه القيمة عالجتها وزارة الثقافة رويدا رويدا حسب ما يسمح به القانون، وفي جويلية 0102 دفعت فواتير صغيرة لا تتجاوز 002 مليون سنتيم. لماذا لم يحدث تأخير في دفع الفواتير التي تجاوزت حتى 004 مليون سنتيم في 7002 ويحدث ذلك في 9002؟ - لأنه كانت هناك ميزانية خاصة للجزائر عاصمة الثقافة العربية خارجة عن ميزانية الوزارة والقوانين المسيرة لتلك الميزانية كانت قوانين خاصة سهلت العمل، أما الآن فمشروع ألف كتاب يدخل حسب علمي في ميزانية التسيير للوزارة وميزانية كتب المطالعة العمومية، وتخضع لقوانين مختلفة عن قوانين الجزائر عاصمة الثقافة العربية، مما خلق بيروقراطية معينة ولا أقول تعقيدات عرقلت موضوع مستحقات الناشرين. ما هو السبب الحقيقي وراء التململ الحادث في نقابة الناشرين؟ - بعد الجمعية العامة التي انعقدت في أفريل 9002، وبعد اجتماع مجلس النقابة استقال الرئيس السابق (أقيل) وجاء بعده رئيس آخر، أقيل بعد شهرين من تعيينه ليستخلفه رئيس ثالث، وخلال كل هذه المراحل لم يحدث اجتماع الجمعية العامة، رغم أنها توضع في المرتبة الأولى في مناقشة أو قبول أو رفض أي أمر يخص النقابة، ولكن بعد مرور سنة ونصف لم تجتمع الجمعية العامة لمناقشة أحوال النقابة، ومن المفروض أنه منذ اليوم الأول الذي ينصب فيه مكتب جديد يدعو إلى جمعية عامة لاعتماد المكتب الجديد وبرنامجه لمحاسبته يوم يقدم المكتب التقرير المالي والأدبي، وكل هذا لم يحدث، فعلى ماذا أحاسب المكتب الجديد، وإلى اليوم نحن لا نعرف برنامجه منذ سنة ونصف، ورغم تحول الرئاسة من فيصل هومة إلى أحمد ماضي إلا أن هومة أصبح نائبا للرئيس؛ أي أنه لم يتغير في برنامج مكتب النقابة شيء، ولكن الحقيقة أن كلاهما تعمد عدم إجراء جمعية عامة لأسباب يعرفانها هما أكثر من غيرهما، وقد نعرفها نحن أيضا. وأنا أعتبر المكتب الحالي منذ أن نصب نفسه مكتبا غير شرعي لأنه لم يأخذ اعتماده من الجمعية العامة، وقد قدمت وبعض اخواني الناشرين استقالتنا الجماعية من مكتب ومجلس النقابة في ذلك الحين احتجاجا على هذا التجاوز. لماذا رفض جميع الناشرين الانضمام إلى قرار رئيس النقابة بمقاطعة الصالون الدولي للكتاب بخيمة ساحة ملعب 5 جويلية؟ - هناك خلط كبير لدى رئيس النقابة ونائبه بين الشخصية الفردية والشخصية المعنوية في النقابة، فكل من ماضي وفيصل حرين في التعبير عن أفكارهما سواء بمقاطعة المعرض أو المشاركة فيه، ولكن أن يدعو ماضي باسم رئيس نقابة الناشرين بمقاطعة المعرض فهذا خطأ لا يغتفر لأنه يقحم النقابة كاملة في شيء كل أعضاء النقابة غير مسؤولين عنه، فهذه تصريحات فردية، بدليل أن نائب الرئيس نفسه أعلن مشاركته في المعرض، فما دام القرار شخصيا فلماذا إقحام النقابة في هذا الأمر، وما الهدف من إصدار بيان في الصحافة الوطنية يقول فيه ''إن الناشرين يرون أن المكان غير مناسب''، وأوّل هذا الكلام على أنه مقاطعة للمعرض، وأصدر ذلك البيان دون علم المجتمعين حينها، وهذا البيان لم يكن يمثل سوى رئيس النقابة، وهذا خطأ كبير جدا. وماذا عن قرار إقالة ناشرين من النقابة؟ - فصل ناشرين من النقابة بهذه الطريقة غير قانوني، وللأسف هناك حالة شغور واسعة في هياكل النقابة خاصة في المجلس الوطني المشكل من 71 عضوا استقال معظمهم وكذلك مكتب النقابة المنقوص عدديا منذ أن نصب نفسه، رغم أن القانون الداخلي ينص على استبدال كل منصب شاغر في المكتب بعضو آخر من المجلس فيما يتم استبدال أي عضو في المجلس في جمعية عامة تعقد خصيصا لذلك، وكذلك وجوب تعيين لجان خاصة لمعالجة مثل هذه الأمور وهذا ما لم يحدث، مما يجعل المكتب الحالي من جهة أخرى غير مؤهل لاتخاذ إجراءات إدارية حتى ولو أن القانون الداخلي للنقابة يتضمن هذا النوع من الاجراءات، فما بالك بقرارات تضرب عرض الحائط بجل القوانين المسيرة للنقابة.