أعلنت وزارة الداخلية في مصر "رفع حالة الطوارئ" بشتى أنحاء الدولة "لمواجهة أي أعمال إرهابية"، وذلك بعد مقتل 235 شخصا في هجوم على مسجد بمحافظة شمال سيناء. أوضحت وزارة الداخلية في بيان أن أجهزة الأمن كثفت انتشارها، كما تم اتخاذ إجراءات لتأمين منشآت حيوية. وبحسب مصادر بالشرطة، عززت الداخلية التأمينات حول الأقسام ومؤسسات الشرطة، والبنوك، والمناطق السياحية. جاء هذا بعدما أعلن الجيش أن قواته الجوية طاردت المسلحين المسؤولين عن الهجوم ودمرت عددا من المركبات المستخدمة فيه. حقائق عن مصر وقد تعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "برد غاشم" على الهجوم الذي استهدف مسجد الروضة ببلدة بئر العبد، القريبة من مدينة العريش. واستهدف المسلحون المسجد بقذائف قبل أن يطلقوا النار على المصلين الذين حاولوا الفرار. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الأشد دموية في تاريخ مصر الحديث. ومنذ سنوات، تقاتل قوات الأمن المصرية مسلحين إسلاميين في شبه جزيرة سيناء، بشمال شرق مصر. وشن مسلحون مرتبطون بتنظيم الدولة الإسلامية العديد من الهجمات التي أسفرت عن مقتل كثيرين. وعادة ما يستهدف المسلحون الإسلاميون قوات الأمن والكنائس القبطية، لكن الهجوم على مسجد مرتبط بالصوفيين تسبب في صدمة شديدة في مصر. هل تشهد سيناء نزاعا بين المسلحين الإسلاميين؟ وبعد ساعات من الهجوم، قال السيسي في خطاب بثه التلفزيون إن "ما يحدث هو محاولة لوقف جهودنا لمكافحة الإرهاب". وأضاف "القوات المسلحة والشرطة ستقوم بالثأر للشهداء واستعادة الأمن والاستقرار"، متعهدا بالرد على الهجوم "بقوة غاشمة". وأعلنت الرئاسة المصرية الحداد العام في البلاد لثلاثة أيام. ما الذي حدث؟ أحاط عشرات المسلحين بالمسجد في سيارات، وقصفوه بقذائف قبل أن يفتحوا النار على من حاولوا الفرار. تشير تقارير إلى أن المهاجمين أضرموا النار في مركبات مصفوفة بمحيط المسجد لمنع الوصول إليه، وأنهم أطلقوا النار على سيارات الإسعاف التي حاولت مساعدة الضحايا. وأُصيب 110 أشخاص على الأقل، تكدست بهم المستشفيات. بلدة بئر العبد نحو 211 كيلومترا عن العاصمة القاهرة. من الذين استهدفهم الهجوم؟ تنقل تقارير عن سكان بالمنطقة أن أتباعا للطرق الصوفية اعتادوا ارتياد هذا المسجد. وبالرغم من أن الطرق الصوفية مقبول بها على نطاق واسع في العالم الإسلامي، إلا أن بعض الجماعات الجهادية، ومنها تنظيم الدولة الإسلامية، تعتبر أتباعها مهرطقين. وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قال قيادي بتنظيم الدولة في سيناء إن الصوفيين الذين لا "يتوبوا" سيقتلون، وذلك بعدما ذبح التنظيم رجلين مسنين، أشارت تقارير إلى أنهما كانا من شيوخ الصوفية. ما هي الصوفية التي استهدف مسجدها في سيناء؟ وكان بين ضحايا الهجوم مجندون عسكريون. وينتمي كثير من مرتادي المسجد كذلك إلى قبيلة السواركة التي تساند الجيش والشرطة بشكل واضح ضد المسلحين في سيناء. ما هي الجهة المسؤولة عن الهجوم؟ كثّف المسلحون الإسلاميون هجماتهم في سيناء بعدما عزل الجيش الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين بعد احتجاجات حاشدة ضد حكمه في يوليو/ تموز 2013. ومنذ ذلك الحين، قتل المئات من أفراد الجيش والشرطة وكذلك المدنيين، راح غالبيتهم ضحايا هجمات شنتها جماعة "ولاية سيناء" المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية. وشنت "ولاية سيناء" كذلك هجمات على الأقلية المسيحية القبطية في أنحاء أخرى من مصر، وقالت إنها المسؤولة عن تفجير طائرة تجارية روسية تقل سائحين في عام 2015، وهو الحادث الذي أسفر عن مقتل 224 شخصا. وتنشط "ولاية سيناء" بصفة أساسية في منطقة شمال سيناء، التي تفرض فيها السلطات حالة طوارئ منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2014، حين قتل 33 فردا من قوات الأمن في هجوم أعلنت الجماعة مسؤوليتها عنه. جماعة "ولاية سيناء" تحد يواجه المؤسسة الأمنية في مصروخلال السنوات القليلة الماضي، لم يكن بوسع الصحفيين، ومنهم العاملون بصحف رسمية، القيام بتغطية إعلامية من المنطقة. ويرى مراقبون أن معدل هجمات المسلحين يثير تساؤلات بشأن مدى جدوى العمليات العسكرية ضد المسلحين. ما هو رد الفعل الدولي؟ أدان أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية الهجوم، قائلا "جريمة اليوم المروعة تأتي لتؤكد من جديد أن الدين الإسلامي الحنيف برآء ممن يتبنون هذا الفكر الإرهابي المتطرف". بدورها، أدانت الهجوم حكومات أخرى، بينها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا وإسرائيل وإيران والسعودية. وذكرت مصادر إعلامية مصرية أن عدد ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجد "الروضة"بالعريش بمحافظة شمال سيناء المصرية ارتفع إلى 235 قتيلا و125 جريحا . وذكر التلفزيون المصري ووكالة أنباء الشرق الأوسط ان حصيلة الهجوم على المسجد بلغت 235 قتيلا و125 مصابا. وكانت أخر حصيلة للهجوم الإرهابي تحدثت عن مصرع 184 شخصا وإصابة 125 أخرين . واستهدف مجهولون مسجدا بقرية ببئر العبد بالعريش شمال سيناء بعبوات ناسفة وأطلقوا الرصاص على مصلين كانوا خارج المسجد بحسب وسائل إعلام محلية. وعقب هذا الحادث الإرهابي أعلنت رئاسة الجمهورية المصرية الحداد لمدة ثلاثة أيام في جميع أنحاء البلاد.