ليست المحاكم قتلا وضربا واختلاسا وإرهابا، وإنما هي طرائف وغرائب، فبقدر ما أبكتنا قضية قتل بشعة أو مسلسل اختطاف مرعب، بقدر ما أضحكتنا عفوية شاهد أو سذاجة متهم وخطأ محامي.. • ذكاء القاضي أوقع بفتاة منحرفة نظرت محكمة باب الوادي في قضية شاب اتهمته امرأة في الثلاثين من عمرها باغتصابها في منزله، غير أن الشاب أنكر ذلك »لقد مارست معها الجنس برغبتها« وهنا سألها القاضي: »أين تمت عملية الاعتداء تحديدا؟«، فأجابت: »أخذني إلى غرفة نوم والدته«. ليرد القاضي: »إذن لطخت إزار الغرفة بحذائك« وهنا أجابت: »كلا سيدي الرئيس لقد نزعت الحذاء قبل عملية الاغتصاب!!« وهكذا تمكن القاضي بذكائه الإيقاع بالمرأة التي أرادت إدخال عشيقها إلى السجن بعد رفضه الاقتران بها. • »هل أنت جزائري... لا أنا وهراني!« • مثُل شخص أمام محكمة البليدة بتهمة عدم تسليم طفل وخلال الجلسة استجوبته القاضية عن هويته فلاحظت أن اسمه ذو صبغة شرقية فانتابها الشك في جنسيته لتستفسر منه قائلة: »هل أنت جزائري«؟، فأجابها »لا أنا وهراني«، ما أثار موجة من الضحك من قبل الحاضرين. • محامي وقاض سابقو يطالبان بتحليل الحمض النووي للنحاس شهدت محكمة البليدة محاكمة 5 شبان بتهمة سرقة نحاس الكوابل الكهربائية فبدأت الرئيسة في مساءلة المتهم الرئيسي الذي ألقي عليه القبض متلبسا »بالكوابل« وهنا تدخل دفاعه (كان قاضي سابق): »أنبّهك سيادة القاضية أن ملف القضية يجب أن يحتوي على وثيقة تحليل الحمض النووي للنحاس!!« وهي زلّة لسان بدل أن يقول التحليل الكيميائي للنحاس لمعرفة مكوناته للتأكد ما إذا كان هو نفسه المستعمل من طرف الضحية »شركة سونلغاز«، الأمر الذي جعل رئيس الجلسة يضحك أما القاضي السابق فقد وقع في حالة إحراج لأنها كانت المرة الأولى التي يخطئ خلال المرافعة. • عجوز تجرّ كنّة جارتها إلى المحاكم لشراء آلة غسيل • قضية خالتي يمينة 75 سنة، تقطن بإحدى الأحياء العتيقة بالقصبة تحولت إلى إحدى سكاتشات الفكاهة التي تبرمج في شهر رمضان، حيث وقفت أمام محكمة سيدي امحمد كضحية اعتداء بالضرب والجرح العمدي من طرف كنة جارتها التي كانت غائبة عن الجلسة، ولأن العجوز تعاني من اضطرابات في السمع طلبت منها القاضية الاقتراب منها لتستجوبها، فاستهلّت سؤالها عن نوعية الآلة التي استعملتها جارتها في عملية الاعتداء فأجابت ب»لوحة الصابون« و»سببت لي عجزا لمدة أسبوع« وتلمح في تعابير وجهها تضخيما للوقائع، ولتوقيف المهزلة من طرف القاضية طلبت من خالتي يمينة تحديد قيمة التعويض عن الأضرار التي تعرضت إليها، فأجابتها وبدون تفكير بعد أن خفضت من نبرة صوتها قائلة: »يا ابنتي أنا لا أستطيع تحديده لكن ما أريده هو أن لي مبلغا أستطيع به شراء آلة غسيل الملابس«. لتعتري القاضية والمحامين نوبة من الضحك. • تقدم إلى القاضية حافيا خوفا من إحراجه • مثل مواطن أمام قاضية بمحكمة بوفاريك معروفة بالصرامة، وهو يرتدي نعلا بلاستيكيا، فوجهت له عبارات التأنيب قائلة: »أن المتقاضين أمام المحاكم الأوروبية يمتثلون في هيئة لائقة ومحترمة«. ثم تقدم متهم آخر نحوها حافيا فسألته إن كان مجنونا؟ وهنا رد: »أنا في كامل قواي العقلية، لكنني كنت أرتدي نعلا بلاستيكيا وخوفا من إحراجي تركته تحت المقعد«. فأصيبت القاضية بنوبة من الضحك أجبرتها على توقيف الجلسة. • محامي يخلط بين المخدرات مدام كوراج وامرأة • أحرج محامي مبتدئ نفسه أمام هيئة محكمة البليدة خلال مرافعته في قضية موكله المتهم بالمتاجرة واستهلاك المخدرات، بعدما تم ضبط بحوزته كمية معتبرة من الحبوب المخدرة من النوع الأزرق والتي تسمى بالعامية الجزائرية »مدام كوراج« لأنها تمنح القوة لمستهلكها، حيث استهل المحامي المعروف بخجله وحيائه الشديدين مرافعته قائلا: »موكلي أنكر التهمة المنسوبة إليه في جميع مراحل التحقيق معه وأتساءل هل »مدام كوراج« هذه لديها الشجاعة الكافية للامتثال أمامنا لتؤكد علاقتها بموكلي. « يبدو أنه لم يدرس جيّدا ملف القضية وظنّ أن مدام كوراج هي امرأة!. • عمود فقري بدل القضيب الحديدي • رافعت محامية بمحكمة الشراقة في قضيتين: الأولى، تتعلق بجنحة إصدار شيك بدون رصيد وأخرى تتمثل في عدم دفع النفقة وفي حدود الساعة التاسعة ليلا شرعت في المرافعة في قضية ثالثة متعلقة بالضرب والجرح العمدي بالسلاح الأبيض التي راح ضحيتها موكلها، ولأن الإرهاق والتعب نال منها أخطأت في التعبير عن أداة الجريمة فبدل أن تقول إن الضحية تعرض إلى الضرب بواسطة قضيب حديدي قالت: »موكلي أعتدي عليه بالعمود الفقري«. • »المرأة لا تتكلم إلا بإذن وليّها« • وحدث في محكمة شراقة أن امتثل شخص شبه مجنون متهم بضرب شقيقته التي رفعت شكوى ضده وعند امتثاله أمام القاضية وسؤالها له، أدار لها ظهره قائلا: »أنا من يطرح الأسئلة لأنني الرجل وأنت تستمعين!!«، فتوجهت بسؤال لشقيقته، لكن المتهم منعها من الإجابة، معتبرا أن المرأة لا تتكلم إلا بإذن من وليّها!! • القاضية ترفع الجلسة للتحدّث مع والدتها • أمّا الهواتف النقالة فلها قصص طريفة في المحاكم، فرغم إلصاق ورقة »الرجاء إطفاء هواتفكم داخل الجلسة«، إلا أنه عند اشتداد وطيس المحاكمة تنطلق مختلف الرنات الغريبة من غناء وحتى أصوات حيوانات، فينزعج القاضي ويطلب حجز الهواتف. غير أن إحدى قاضيات الحراش رنّ هاتفها عدة مرات في الجلسة فلم تجد إلا أن تعتذر من الحاضرين قائلة: »إنها أمّي لابد أنه أمر مستعجل« وخرجت لتكلمها... وفي المحكمة نفسها حضرت فتاة مراهقة كضحية بعدما فسخ زوجها الشاب عقد زواجهما، لكن الفتاة ظهرت في حالة يرثى لها ولم تتمكن من حبس دموعها الحارة وهي تنظر لزوجها الشاب الذي يبدو أنها تحبّه كثيرا، في حين بدا هو غير آبه بحالتها ومصرّا على الطلاق، وحتى القاضي انزعج من ذلك طالبا منها الكف عن البكاء أو المغادرة. • »الدارجة ولا فرنسيتك المكسرة« • بمحكمة جنايات العاصمة امتثل رجل كهل متورط في جريمة قتل والذي تمسك بالإنكار الشديد لكنه سرعان ما وقع الفخ بعدما فاجأنا النائب العام مخاطبا إياه: »أنت بالذات لقد أزهقت ثلاثة أرواح« وهنا نطق المتهم: »كلا سيدي الرئيس لقد أزهقت روح شخصين فقط«. حيث علمنا أنه قتل امرأة قبل ذلك. • في محاكمة أخرى بالحراش، تفنّن أحد المتهمين في تكسير اللغة الفرنسية التي لا يجيدها مطلقا ومع ذلك أصرّ على الإجابة على أسئلة القاضي بالفرنسية، ما جعل القاضي ينزعج قائلا: »الدارجة ولا فرنسيتك المكسرة«. • إفريقي مسجون يعرض الزواج على مترجمة بالمحكمة • أما محاكمات الأفارقة فهي الأغرب على الإطلاق، حيث تراهم يتوسلون للقاضي ويلحون على عفوه إلحاحا غريبا لدرجة بكائهم كالأطفال الصغار وبصوت مرتفع، وهو حال متهم ليبيري متابع بالتزوير بكى بصوت مرتفع لما التمس بحقه النائب العام 15 سنة سجنا نافذا، وأحدث فوضى بصوته لدرجة أن الشرطي الذي يحرسه اغرورقت عيناه بالدموع حزنا عليه. لكن المتهم ورغم بكائه وحسرته استغل الفرصة وشرع في مغازلة المترجمة الشقراء لدرجة عرض عليها الزواج، ربّما ليضمن وثائق الإقامة في الجزائر بعد خروجه من السجن ولقد ارتعبت المسكينة خوفا منه لعلمها أن الأفارقة بارعون في الشعوذة.