أعلن الجيش الأميركي أن قوات أفغانية ودولية مشتركة قتلت 30 مسلحاً في ولاية هلمند جنوبأفغانستان، في حين صرح الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بأن الجهود الرامية لتحقيق استقرار البلاد "جاءت متأخرة سبع سنوات"، وذلك بينما وافقت ست دول أوروبية على إرسال قوات شرطة في مهمة تدريب. ووقعت الاشتباكات العنيفة في مقاطعة غيرشك التي قتل فيها صباح أمس -في انفجار قنبلة تبنته حركة طالبان- نائب أفغاني كان كثير الانتقاد لطالبان مع ثلاثة من حراسه الشخصيين وضابط في الشرطة. وقال بيان للجيش الأميركي إن الجيش الأفغاني قاد دورية من الجنود إلى المنطقة التي يعرف بوجود مسلحين فيها فتعرض لهجوم بالأسلحة الثقيلة وقذائف المدفعية، مما دفعه للرد تسانده قوة جوية فأردى 30 مسلحاً. ومن ناحيته قال كرزاي في مقابلة مع شبكة التلفزيون العام الأميركي إنه يطلب منذ عام 2002 زيادة القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتوفير الأمن في البلاد، لكن مطالبه لم تنفذ، مشيراً إلى أنالقوات الأميركية الإضافية جاءت متأخرة سبع سنوات. لكن كرزاي استدرك بالقول إنه يرحب بمجيء ال17 ألف جندي أميركي إضافي "من أجل تحسين أحوال الأمن وحماية الحدود ومنع عبور الإرهابيين إلى أفغانستان". وأضاف أنه يرحب بمراجعة إدارة الرئيس باراك أوباما للإستراتيجية الأميركية بشأن أفغانستان التي سيعلنها خلال الشهر الحالي، ويأمل أن تتضمن إجراءات لتقوية قوات الأمن الأفغانية.في هذه الأثناء وافقت ست دول أوروبية -كانت ترفض إرسال قوات إلى أفغانستان- خلال قمة للاتحاد الأوروبي ببروكسل ، على مقترح فرنسي بإرسال مزيد من الشرطة المشتركة لتدريب الشرطة المحلية الأفغانية. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند إن الدول الأعضاء في قوة الدرك الأوروبية وهي فرنسا وإيطاليا وهولندا والبرتغال ورومانيا وإسبانيا قبلت بإرسال شرطة لأفغانستان فيما لا يزال التباحث جاريا مع تركيا التي قد تشترك في هذه المجموعة. ومن ناحيته قال وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنر إنهم سيحاولون بأسرع ما يمكن التوصل إلى اتفاق على موعد ومكان نشر هذه الشرطة التي سيرتفع عددها بذلك في أفغانستان إلى 400 شرطي من 180. وفي إطار متصل أشار رئيس الوزراء الأسترالي كيفين رود إلى أن بلاده لن ترفع عدد قواتها في أفغانستان بشكل كبير، وذلك بعد مقتل جندي أسترالي أمس هو الثاني خلال أسبوع والعاشر الذي يقتل في أفغانستان منذ سقوط طالبان عام 2001. وقال في حديث لإذاعة بيسبان راديو/4 بي سي "نعتقد أن التزامنا الحالي مناسب"، مضيفاً أن الاستماع لما يريد أن يقوله أوباما -الذي سيلتقيه الثلاثاء المقبل في واشنطن- لا يعني بالضرورة الموافقة على كلامه. يأتي ذلك بينما حذرت الأممالمتحدة من أن مخاوف المعارضة من انتخابات غير نزيهة في أفغانستان هذا العام لها ما يبررها، وأن التلاعب بالانتخابات سيغذي عدم الاستقرار السياسي ويقوض دعم الديمقراطية. وحث المبعوث الخاص للأمم المتحدة في أفغانستان كاي إيدي حكومة كابل على معالجة مخاوف المعارضة إزاء هذه المسألة، معتبراً أن مجالات التحسن في البلاد هي بإصلاح الشرطة، وتقليص الفساد، وتحسين الزراعة.