دعت الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى حوار حقيقي مع كافة أطراف المعادلة السياسية, مرحبة في الوقت ذاته بالانفتاح الأوروبي على الفصائل. وطالب رئيس الحكومة إسماعيل هنية في بيان بالذكرى الخامسة لاغتيال مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ أحمد ياسين, إدارة أوباما بترجمة شعار التغيير إلى أفعال, والتخلي عن المواقف التي سببت المعاناة للشعب الفلسطيني على مدار ستة عقود. كما رحب بالانفتاح الأوروبي على الفصائل الفلسطينية, ووصفها بأنها خطوة في الاتجاه الصحيح, داعيا إلى تطوير تلك الاتصالات واتخاذ ما سماها قرارات جريئة تتمثل في رفع حركة حماس عن قائمة المنظمات الإرهابية. وتعهد البيان الحكومي بالعمل على إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني موضحا أن المصالحة حاجة وطنية, مؤكدا بالوقت ذاته التمسك بما تم التوصل إليه بجولات الحوار المنعقدة بالقاهرة والاستمرار إلى أن يتم التوصل لحل للقضايا العالقة. وكانت الفصائل أعلنت الخميس الماضي عن تعليق أعمال الحوار الوطني الذي انطلق يوم 10 مارس الجاري بالقاهرة من دون التوصل لاتفاق بشأن تشكيل الحكومة, على أن تستأنف المحادثات بعد عودة رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان من زيارته الحالية لواشنطن. وفي نفس السياق نفى زياد الظاظا وزير الاقتصاد ونائب رئيس الحكومة في غزة في تصريحات للجزيرة وجود أي اتصالات مع الإدارة الأميركية, مطالبا إياها بأن تكون أكثر اتزانا وأن تراعي تطلعات الشعب الفلسطيني. كما انتقد انحياز واشنطن لإسرائيل ووصفه بأنه ظالم.وجاءت تلك المطالب والدعوات, بينما قال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يستخدم "لغة جديدة" في العلاقات مع الشرق الأوسط, وإن اتخاذ مبادرة رسمية تجاه حماس مسألة وقت. ونقلت صحيفة لا ريبابليكا الإيطالية عن مشعل قوله "تصدر عن الرئيس أوباما لغة جديدة تجاه المنطقة، والتحدي بالنسبة للجميع هو أن يكون ذلك مقدمة لتغيير حقيقي في السياسات الأميركية والأوروبية، أما فيما يتعلق ببادرة رسمية تجاه حماس فهي مسألة وقت".وأضاف مشعل أن "القوى العظمى تحتاجنا لحل الصراع العربي الإسرائيلي، وثقلنا في المشكلة الفلسطينية يأتي من جذورنا الضاربة في المجتمع والسكان الذين صوتوا لنا وسيفعلون ذلك مجددا".وذكرت الصحيفة أن رئيس المكتب السياسي لحماس كان يعلق على عرض أوباما إقامة علاقات أفضل مع إيران، لكن مشعل لم يشر بصورة مباشرة في المقابلة إلى مبادرة أوباما ولم يتحدث أيضا عن رد طهران عليها.ومن جهة أخرى قال مشعل إن الهجوم الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة يوم 27 ديسمبر 2008 واستمر 22 يوما لا يزال متواصلا، لكنه لم يفتّ في عضد حماس.