قتل جنديان أميركيان أول أمس برصاص قناص في مدينة العمارة مركز محافظ ميسان جنوب العراق، في حين ارتفعت حصيلة قتلى انفجار سيارتين ملغومتين في سوق مزدحمة ببغداد مؤخرا إلى أكثر من 50. وقال مصدر أمني عراقي إن دورية تابعة للجيش الأميركي تعرضت لإطلاق نار من بندقية قناص أثناء مرورها بمنطقة الجديدة بمدينة العمارة، مما أدى إلى مقتل اثنين من جنودها. ووفقا للمصدر نفسه فقد سارعت قوات أميركية إلى إغلاق الطرق المؤدية إلى مكان الحادث وقامت بعدها بعملية دهم وتفتيش للدور السكنية القريبة بحثا عن القناص، فيما حلقت طائرات مروحية أميركية في سماء المنطقة، لكن لم يصدر عن الجيش الأميركي أي بيان حول الحادث. على صعيد آخر أعلنت الشرطة العراقية أن حصيلة ضحايا قتلى انفجار سيارتين ملغومتين في سوق مزدحمة بمدينة الصدر شرق بغداد ارتفعت إلى 51 قتيلا، و76 جريحا، مؤكدة أنها أبطلت مفعول سيارة ثالثة في المنطقة نفسها. وأشعل أحد التفجيرين النار في محال قريبة من السوق من بينها محل لبيع البوظة (آيس كريم) قال سكان إنه يكون مزدحما عادة بالعائلات في بداية المساء. وانفجرت السيارة الثانية على بعد 60 مترا تقريبا قرب منطقة في السوق متخصصة في بيع الطيور والحيوانات الأليفة. ومن جانبه أدان الحزب الإسلامي العراقي التفجيرات ووصفها بأنها محاولة صارخة لإشعال العنف مجددا بين السنة والشيعة. أما وزير النفط العراقي السابق إبراهيم بحر العلوم فرأى أن اتساع موجة العنف والانفجارات بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة خلال الشهر الجاري ناتج عما وصفها بحالة الاسترخاء في صفوف القوات الأمنية، متهما تنظيم القاعدة وأنصار النظام السابق بالضلوع فيها. فيما ذهبت الحكومة العراقية لاتهام الموالين لنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بالوقوف وراء هجمات مدينة الصدر الأخيرة. وقال الناطق باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا إن "هذه السلسلة من التفجيرات كان من المفترض أن تحدث خلال ذكرى مولد الرئيس العراقي الراحل التي تصادف 28 أبريل "، مؤكدا أن الإجراءات الأمنية المشددة حالت دون تنفيذها في ذلك اليوم. وقد ارتفع عدد ضحايا العنف بالعراق خلال شهر أبريل إلى 290 شخصا. وفي وقت سابق اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن التفجيرات الأخيرة في العراق تبعث على القلق، لكنه أكد تراجع التفجيرات قياسا بتلك التي كانت تحدث العام الماضي. على الصعيد السياسي أجرى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي محادثات في لندن مع نظيره البريطاني غوردون براون ركزت على قضايا الأمن والتنمية الاقتصادية. ومن المقرر أن يشارك المالكي وعدد من الوزراء من بينهم وزير النفط حسين الشهرستاني في مؤتمر استثماري بالعاصمة البريطانية يضم نحو 250 شركة.