قال بعض الصالحين يُوبخ نفسه ويعظها: يا نفس؛ بادري بالأوقات قبل انصرامها، واجتهدي فِي حراسة ليالي الحياة وأيامها، فكأنك بالقبور قد تشققت، وبالأمور وقد تحققت، وبوجوه المتقين وقد أشرقت، وبرؤوس العصاة وقد أطرقت، ألم يقل الله تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ)، يَا نفس أما الورعون فقد جَدّوا، وأما الخائفون فقد استعدّوا، وأما الصالحون فقد فرحوا وراحوا، وأما الواعظون فقد نصحوا.