أجرى بنك الجزائر منذ أيام قلائل عملية تزويد سوق المال بأوراق مالية جديدة من فئة 200 دينار بمراكز البريد والبنوك الأخرى في إطار عملية تجديد الأوراق المالية المهترئة التي أثارت جدلا كبيرا في الآونة الأخيرة. وهذا بعدما أضحت الورقة النقدية المتهرئة من فئة ال 200 دينار هاجسا أمام المواطنين الذين كثيرا ما يجدون أنفسهم مقحمين في شجارات مستمرة، بسبب رفض التعامل بهذه الأوراق من طرف التجار أو حتى البنوك ومراكز البريد، وهم يتلقون رواتبهم أو يسحبون من حساباتهم الجارية· فقد تحولت الورقة النقدية المتهرئة بسبب الاستعمال المفرط ونسبة الرطوبة إلى قطعة متعفنة ذات رائحة كريهة، إضافة إلى الشريط اللاصق الذي رقع به معظمها، والذي بات الميزة الأساسية لهذه الأوراق، التي لم تعد صالحة تماما للاستعمال؛ بل أصبحت تسيء لصورة الجزائر في نظر القادمين إليها من الأجانب، ورغم ذلك فهي لا تزال متداولة .و فوجئ المواطنون نهاية الأسبوع الماضي خلال سحب أموالهم من مراكز البريد و البنوك بأوراق مالية جديدة من فئة 200 دينار بدل الأوراق المالية القديمة و التي تسببت في العديد من المشاكل في الفترة السابقة الأمر الذي جعل المواطنين يستبشرون خيرا بهذه الأوراق المالية الجديدة. وكانت السوق المالية الوطنية قد شهدت تداول مئات الملايين من الأوراق النقدية من فئة ال 200 دينار وهي في حالة متقدمة من الاهتراء، بلغت حدا لا يوصف، خلال السنوات الماضية الأمر الذي أحدث شيئا من التوتر أمام العديد من شبابيك البريد، وحتى البنوك، إضافة إلى سخط المواطنين الذين يتساءلون عن سبب بقاء هذه الأوراق التي أرهقت أعصاب مستعمليها لسنوات عديدة، رغم بلوغ بعضها حد التعفن· وقد طالب العديد من التجار وحتى المسؤولين على مستوى البنوك وبريد الجزائر خلال الفترة الماضية بضرورة الإسراع في استبدال هذه الأوراق بأخرى تليق بسمعة الدولة الجزائرية، بصفتها رمزا من رموزها·و حسبما وقفنا عليه بمكاتب البريد في وقت سابق ، فقد لاحظنا الحالة "الكارثية" لهذه الأوراق، إما مقطعة وإما مهترئة، وإما مرقعة بالشريط اللاصق· والغريب في الأمر هو أن 95 بالمائة من هذه الأوراق التي تمت معاينتها رفقة القابض الرئيسي لبريد الجزائر، مرقعة بواسطة الشريط اللاصق؛ بل الأخطر في كل هذا هو اكتشافنا لورقة من فئة 200 دينار تم إلصاق جزئيها بشكل غير متطابق، ولم يستبعد أحد الأعوان بالبريد المركزي الذي كان يرافقنا أن تكون أوراق مماثلة متداولة في السوق دون آن يعلم أصحابها·