قال الكاتب والمحلل السياسي الأميركي مايكل جيرسون إن الولاياتالمتحدة متواطئة مع "الدكتاتورية" التي يحكم بها الرئيس المصري حسني مبارك بلاده، بل إنها شجعتها باسم "الواقعية".وأضاف جيرسون –وهو زميل في مجلس العلاقات الخارجية- في مقال له في عدد أمس من صحيفة واشنطن بوست إن مبارك "باسم مواجهة وإضعاف الإسلاميين قوض كل المعارضة الشرعية، وإذا كان من هم الآن يفترض أن يحلوا محله ضعفاء فلأنه هو الذي سعى إلى ذلك". محمد / ك – وكالات واعتبر جيرسون الذي كان مستشارا سياسيا للرئيس الأميركي السابق جورج بوش بين عامي 2000 و2006، أن كل إرث مبارك هو أنه حاصر وعزل وأنهك معارضيه. وتساءل "ما الذي يجعل مبارك أهلا ليحكم الآخرين؟"، قبل أن يجيب "لقد عاش بخنق معارضيه وبخدمة الإستراتيجية الأميركية، فما أثر هذه التبريرات اليوم على الشارع في القاهرة؟". وأكد أن "التواطؤ الأميركي" في هذه الإستراتيجية التي اعتمدها مبارك كان يوصف دائما بأنه "واقعية" تساعد في استقرار النظام المصري، وقال "وهذه هي العادة الدبلوماسية نفسها التي جعلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تصرح بأن أميركا تريد استقرار حكومة مبارك، وذلك لحظات فقط قبل أن تشتعل النيران في المقر المركزي للحزب الوطني" الذي يتزعمه الرئيس المصري. ويضيف الكاتب "لكن هذه الواقعية الأميركية طالما كانت تفتقر إلى نهايات واقعية، فالدكتاتوريون يكونون ضعفاء خصوصا في المراحل الانتقالية"، وتابع "فالحكومات التي تفتقر إلى اللشرعية والتي بنيت على الأسلحة الثقيلة، دائما يلازمها عدم الاستقرار".وقال جيرسون إن "الدرس الذي على الولاياتالمتحدة أن تستفيده من هذه الأحداث هو أن عليها أن تبادر إلى إشاعة التقاليد الديمقراطية قبل أن تندلع الأزمات، وأن تشجع الأنظمة المستعدة للقيام بإصلاحات مهما كانت صادمة وقاسية".وخلص الكاتب إلى أن "الفشل الذريع لنخب السياسة الخارجية الأميركية راجع إلى عدم ثقتها في المبادئ الأميركية"، وقال "ليس من المبدئي ولا من الحصافة أن تبني أميركا إستراتيجيتها في الشرق الأوسط على التنكر لمبادئنا وقيمنا".