أسندت رئاسة التنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية الخاصة بعمال القطاع، التي حضرها عدد كبير من الأئمة قدموا من مختلف ولايات الوطن لشيخ جلول حجامي، الذي يؤم المصلين حاليا بمسجد تيليملي بالعاصمة ويخوض منذ سنوات معركة ضد السلفية الوهابية التي تنتشر في الجزائر بشكل ملفت للانتباه بحيث صارت تشكل "تهديدا حقيقيا للتماسك الوطني وقيم الجمهورية". وبالتالي من شأن هذه التنسيقية أن تكون "أداة فعالة" للدفاع عن مهنة الإمامة وحمايتها من التيارات الأجنبية المختلفة الغريبة عن ثقافتنا الأصيلة الضاربة جذورها في التاريخ. وقد أوضح الشيخ جلول في كلمته الأهداف المتوخاة من هذه التنسيقية، والتي ترمي حسب ما صرح به إلى الدفاع عن "إسلام جزائري" بعيد عن أي غطاء سياسي أو تيار إيديولوجي وقال في هذا الخصوص: "ينبغي أن يكون الإمام محاطا بالحماية وبكل الطرق القانونية ضد أي استغلال سواء أكان سياسيا أو إيديولوجيا. كما ينبغي أن يكون الإمام حرا ومستقلا عن أي مدرسة فكرية، يجب أن يخدم بلده من خلال صده لكل تيار دخيل. ولا بد له من التمتع بالوطنية دوما وألا يستند إلى أية مرجعية أخرى، عدا ممارسة الشعائر الدينية الجزائرية الخالصة". ويرفض الشيخ جلول أن يصبح المسجد مسرحا لصراعات سياسوية أو إيديولوجية، ويوضح بهذا الشأن أن المسجد "مكان للعبادة يجب صونه من أية رياح، سواء أكانت قادمة من الشرق أو من الغرب". ويتأسف الشيخ لحال بعض الأئمة الذين يقعون في فخ الاستغلال الإيديولوجي الذي يهدف إلى المساس باستقرار البلاد. ويذهب إلى أن أفضل حماية للإمام تتم عبر "إعداد ميثاق يسمح له بتجنب كل سلوك منحرف". وتوجه إلى الأئمة الذين غصت بهم قاعة المؤتمرات بفندق مزفران بزرالدة قائلا: "سأدافع عنكم لدى السلطات العليا للبلاد". كما يبدي الشيخ حجيمي معارضة شديدة لهذا الإسلام مستورد من العربية السعودية وقطر، قائلا "ليس علينا أن نغير جلدتنا، وليس هناك ما نتعلمه من الخارج. ينبغي أن نعمل على نشر الكلمة الطيبة ونقي الجزائريين من أي فكر ظلامي". يذكر أنه سبق لمؤسسي التنسيقية المذكورة أن التقوا وزير الشؤون الدينية و كذا وزير الداخلية حيث أبلغوهما الهدف من مسعاهم، الذي أملاه عليهم التنامي المقلق للأئمة السلفيين، وهيمنة خطاباتهم المتطرفة على شرائح واسعة. وتشير آخر المعلومات المتوفرة على مستوى وزارة الشؤون الدينية أن ما يقارب من 80 بالمائة من المساجد عبر التراب الوطني، والبالغ عددها أكثر من 17 ألف مسجدا، يؤمها أئمة من ذوي التوجه السلفي.