دعا نائب الرئيس السوداني جماعات معارضة للمساعدة في إعداد دستور جديد في علامة على تخفيف موقف الخرطوم في الآونة الأخيرة تجاه المسلحين منذ توقيع اتفاقيات بشأن أمن الحدود مع جنوب السودان هذا الشهر. والعلاقات بين السودان وجنوب السودان مضطربة منذ انفصال الجنوب في يوليو تموز 2011 بموجب اتفاقية للسلام أنهت حربا أهلية استمرت عدة عقود وتتبادل الدولتان اتهامات بالاستمرار في دعم متمردين على أراضيهما. وثارت خلافات بين البلدين بعد الانفصال بشأن الحدود بينهما وحول وضع الأرض المتنازع عليها وتقاسم ديون السودان والرسوم التي يتعين على جنوب السودان دفعها مقابل تصدير نفطه عبر السودان إلى جانب خلافات أخرى. وأجبرت التوترات جنوب السودان على وقف إنتاج النفط بشكل كامل الذي يبلغ 350 ألف برميل يوميا في يناير كانون الثاني من العام الماضي ودفعت الدولتين إلى شفا حرب في الأشهر القليلة التالية. لكن النائب الأول للرئيس السوداني على عثمان طه قال يوم الثلاثاء إن الدولتين تتجهان نحو علاقات أكثر دفئا منذ أن وقعا هذا الشهر إطارا زمنيا لحل بعش النزاعات الأكثر خطور تم التوصل إليه في محادثات جرت بوساطة من الاتحاد الأفريقي. ودعا طه كذلك كلا من مالك عقار وعبد العزيز الحلو وهما زعيمان للمتمردين الذين يقاتلون في منطقتين على الحدود مع جنوب السودان للمساعدة في إعداد دستور جديد كان من المفترض أن يعده السودان بعد انفصال الجنوب. وقال طه الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي نادر في الخرطوم إنه يدعو كل القوى السياسية وقوى المعارضة ومالك عقار وعبد العزيز الحلو إلى الانضمام إلى عملية إعداد دستور جديد. وقال انه لا بديل عن الاستمرار في التوصل إلى حلول جزئية وإن عقار والحلو لهما الحق مثل أي مواطن سوداني آخر في المشاركة في وضع الدستور الجديد.