أعلن التلفزيون السوري أمس أن الرئيس بشار الأسد أصدر مرسوما يقضي بالعفو العام عن الجرائم المرتكبة قبل 16 أفريل الحالي وذلك عشية احتفال البلاد بعيد الجلاء والذي يصادف نهار اليوم. وقال وزير العدل السوري نجم حمد الأحمد إن المرسوم يشمل الغالبية العظمى من الجرائم بأنواعها المختلفة وبدرجات متفاوتة وبالنسبة للجرائم الخطرة ينص المرسوم على أن تستبدل عقوبة الإعدام بعقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة أو الاعتقال المؤبد تبعا للوصف الجرمي، كما تستبدل عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة بعقوبة الأشغال الشاقة لمدة 20 عاما وتستبدل عقوبة الاعتقال المؤبد بعقوبة الاعتقال المؤقت لمدة 20 عاما كما يمنح المرسوم العفو عن كامل العقوبة المؤقتة أو المؤبدة للمصاب بمرض عضال غير قابلة للشفاء ولمن بلغ السبعين من العمر بتاريخ صدور المرسوم، ويستثنى من احكام المرسوم "جرائم تهريب الاسلحة والمخدرات" ويقضي المرسوم "بالعفو عن ربع العقوبة لمن انضم من السوريين إلى منظمة إرهابية" كما يمنح العفو عن كامل العقوبة في الجنح والمخالفات وينص المرسوم على العفو عن كامل العقوبة لمرتكبي جرائم الفرار الداخلي والخارجي المنصوص عليه في قانون العقوبات العسكرية، لكنه لا يشمل "المتوارين عن الأنظار والفارين عن وجه العدالة إلا إذا سلموا أنفسهم خلال 30 يوما بالنسبة للفرار الداخلي و 90 يوما بالنسبة للفرار الخارجي"، وكان الأسد قد أصدر منذ اندلاع الازمة السورية منتصف مارس 2011 عدة مراسيم تقضي بالعفو كان آخرها في أكتوبر من العام الماضي مستثنيا منه "جرائم الإرهاب المنصوص عليها في قانون الارهاب"، أكدت مصادر اعلامية أن مرسوم العفو عن مرتكبي الجرائم جاء متزامنا مع ذكرى استقلال سوريا التي تصادف اليوم ، ورغبة في إفراغ الميليشيات المسلحة من العناصر التي تفكر بشكل أو بآخر في إلقاء سلاحها، في الشأن ذاته، أكد قدري جميل نائب رئيس الوزراء السوري أنه لا مخرج من الأزمة السورية إلا من خلال الحوار بالوسائل السلمية، وقال جميل: "نحن الآن أقرب من أي وقت إلى الحل السياسي"، وشدد جميل على ضرورة أن تعمل المعارضة الداخلية والخارجية من أجل بدء الحوار مع وجود النظام، وفي الوقت ذاته قال جميل إن "جبهة النصرة" هي خارج نطاق الحل السياسي، داعيا السوريين إلى التوحد من أجل إخراج "هذه الظاهرة" من الأراضي السورية، وأكد أن "قوى التغيير السلمي" تجري اتصالات غير رسمية مع المعارضة في الخارج وحتى مع بعض المسلحين في الداخل، مشيرا إلى أن بعض أطراف معارضة الخارج أصبحت مقتنعة بضرورة الحوار. الخطيب يدعو النصرة لفك ارتباطها بالقاعدة دعا رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب جبهة النصرة إلى فك ارتباطها بتنظيم القاعدة، وجدد التأكيد على رفض قوى الثورة في سوريا صراحة لفكر تنظيم القاعدة، وفي كلمة له أمس الأول أمام مؤتمر "الإسلام والعدالة الانتقالية في سوريا" المنعقد في مدينة إسطنبول التركية وجه الخطيب ما وصفها ب"نصائح لله" إلى جبهة النصرة، مشيرا إلى أن "الشباب المجاهدين" في الجبهة يتعرضون إلى "كيد عظيم" لذلك فإن عليكم أن "تفكوا ارتباطاتكم مع هذا التنظيم "القاعدة" وارتباطاته من أولها إلى آخرها"، كما طالب جبهة النصرة بتغيير اسمها "مهما كان الأمر ثقيلا" وأن تكون للجبهة قيادات واضحة ومرجعيات ترتبط بمرجعيات سورية معروفة على حد تعبيره، ومن نصائح الخطيب لجبهة النصرة أن يكون هدفها "إعانة الناس على الحق" وعدم الدخول في جزئيات ليس وقتها والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وعدم إدخال البلاد في "متاهات"، وجدد الخطيب في هذا السياق رفضه لأي فكر من خارج البلاد من قبل من سماهم المجاهيل، وفي معرض نصيحته لجبهة النصرة أشار الخطيب إلى وجود ثلاثة أقسام للقاعدة، في العراق اثنان وصفهما بالكبيرين، وواحد أصغر، وأوضح أن القسم الأول جاء من أفغانستان بعد أن اخترقته مخابرات عالمية، والثاني "مخترق من إيران" وقد تم من خلاله "تصفية شخصيات أهل السنة في العراق"، أما القسم الصغير من قاعدة العراق "حسب الخطيب" فهو "مرتبط بالمخابرات السورية وزعيمه أبو القعقاع".