طلب وزير الداخلية في الحكومة الليبية "المؤقتة"، العميد عاشور شوايل إعفاءه من منصبه في الحكومة التي يترأسها علي زيدان دون أن يوضح أسباب الطلب الذي يأتي وسط تزايد أعمال العنف في العديد من المناطق الليبية خاصةً في مدينة بنغازي الساحلية. وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية الملازم أول مجدي العرفي في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الليبية الرسمية "أمس أن العميد شوايل "لم تعد لديه رغبة في الاستمرار في مهامه كوزير للداخلية "، وكشف العرفي أن الوزير شوايل كان قد تقدم خلال الأسبوعين الماضيين بطلب استقالة إلى رئيس الوزراء علي زيدان، مشيراً إلى أنه "لا يزال مباشراً لعمله ويشرف على تسيير وزارة الداخلية إلى حين قبول رئيس الوزراء لاستقالته"، وتعرض عدد من مراكز الشرطة في بنغازي على مدار الأيام القليلة الماضية لهجمات من قبل مسلحين ممن تصفهم السلطات ب"الخارجين على القانون"، فيما كانت مقار عدة وزارات بالعاصمة طرابلس قد تعرضت لحصار من قبل جماعات مسلحة استمر نحو أسبوعين للمطالبة بتفعيل قانون "العزل السياسي" الذي تم إقراره مؤخراً، وفي وقت سابق من الشهر الجاري تقدم وزير الدفاع في الحكومة الليبية المؤقتة، محمد محمود البرغثي باستقالته إلى زيدان إلا أنه تراجع عنها بعد "تفهمه" للظروف التي تمر بها البلاد حالياً بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية، على صعيد آخر دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما الكونغرس إلى توفير مزيد من التمويل لتعزيز أمن السفارات الأميركية عقب هجوم العام الماضي على مجمع دبلوماسي أميركي في مدينة بنغازي شرقي ليبيا، وقال أوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إنه سيتخذ إجراءات أخرى للمساعدة بحماية الدبلوماسيين في الخارج، واعتبر أوباما أنه ينبغي للكونغرس أن يمول طلب الحكومة في الميزانية حتى تتمكن من تنفيذ توصيات اللجنة التي بحثت هجمات العام الماضي، كما رأى أنه من المهم أيضا زيادة العسكريين الذين يقومون على حماية السفارات، وأعلن أوباما أيضا أن إدارته ما زالت تراجع الأمن في المقار الأميركية بالمناطق التي توجد بها تهديدات كبيرة وتعمل على تحسين التدريب وزيادة قدرات المخابرات، وأشار في هذا السياق إلى صدور توجيه لوزارة الدفاع لضمان قدرة الجيش على الاستجابة بسرعة فائقة في أوقات الأزمات، وتعد دعوة أوباما للكونغرس في هذا السياق هي أحدث مسعى من البيت الأبيض لمحاولة تهدئة الجدل بشأن الهجمات على مجمعات دبلوماسية أميركية في بنغازي في سبتمبر الماضي قتل فيها السفير كريس ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين.