فضل عدد من السياسيين التحضير لرئاسيات 2014 في الخفاء، كما هو الحال مع رئيسي الجهاز التنفيذي سابقا مولود حمروش وعلي بن فليس، اللذان يحجمان عن إبداء أي مواقف عن الرئاسيات، ويمتنعان عن التعاطي مع الصحافة حتى في الشأن العام. وسع رئيس الحكومة السابق علي بن فليس الذي خاض سباق الرئاسيات عام 2004 وهزم شر هزمة أمام المرشح عبد العزيز بوتفليقة، لقاءاته، حيث عقد إجتماعا لقيادة أركانه الخميس الفارط بمنزله في إقامة شعباني وضم القاء بحسب المصادر كريم يونس رئيس البرلمان السابق، ومنصور قديدير الذي كان الأمين العام للحكومة فترة تسيير بن فليس للجهاز التنفيذي، كما ويستقبل بن فليس يوميا العشرات من محبيه وأنصاره الذين بقوا أوفياء لخطه منذ ترشحه للإنتخابات الرئاسية قبل تسع سنوات، اللقاءات التي يخصصها المرشح المحتمل للرئاسيات المقبلة ليتذاكر معهم تصوراته بشأن أوضاع والإنتخابات الرئاسية المنتظرة بعد حوالي العشرة أشهر، ولدراسة حظوظ نجاحه إذا ترشح لها. وفي هذا السياق قال خليفة سماتي، البرلماني السابق عن جبهة التحرير الوطني ل"الشرق الأوسط"، أنه يشتغل مع عدد كبير ممن سماهم الأوفياء لخط بن فليس، في خلية أقيمت بالعاصمة تحشد التأييد لصالح ترشح أمين عام الحزب سابقا، مشيرا إلى أن الهدف من المسعى هو إعداد لائحة تحمل توقيعات أكبر عدد ممكن من الأشخاص لمناشدته الترشح للإنتخابات الرئاسة. حيث قال علي بن فليس، في إتصال هاتفي له بخصوص هذا المسعى "إنني ممتن لكل هذا الحب الذي يغمرني به مواطنون من بلدي، ولكني لم أقرر شيئا". وتحاشى بن فليس في تصريحه لذات الجريدة الدولية الخوض في الموضوع. غير أن مقربا منه، فضل عدم ذكر اسمه، قال "سوف يترشح من جديد، هو يريد ذلك، ويعتقد أن الظروف التي تمر بها البلاد تستدعي عودته إلى السياسة وإلى تسيير الشأن العام، ولكنه لا يريد إعلان ذلك حاليا لسبب أخلاقي يتعلق بمرض الرئيس بوتفليقة". الوجه الآخر الذي تشير العديد من التأويلات لإحتمال ترشحه، هو مولود حمروش، وتؤكد المصادر أن لرئيس الحكومة السابق رغبة كبيرة في الترشح وصلت إلى حد محاولته عقد صفقة مع أحمد بن بيتور الذي أعلن ترشحه في وقت سابق و ينص مقترح حمروش لبن بيتور بأن يتراجع هذا الأخير عن الترشح مقابل تعيينه رئيسا للحكومة في حال فوز حمروش بالرئاسيات.