دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس ، الاتحاد الأوروبي وباقي الشركاء الدوليين إلى مواجهة التصعيد الروسي في أوكرانيا بمزيد من العقوبات. كما طالب كل من أوباما والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل خلال مكالمة هاتفية بينهما، روسيا بسحب قواتها من المناطق الحدودية التي تفصلها عن جمهورية أوكرانيا بحسب بيان صادر عن المكتب الصحفي للبيت الابيض، ولفت البيان إلى أن الرئيس الأمريكي أعرب خلال المكالمة عن قلقه حيال ما يحدث في شرق اوكرانيا حيث يقوم انفصاليون موالون لروسيا وبدعم من موسكو بمواصلة حملة مدبرة من التحريض والتخريب لتقويض وزعزعة استقرار دولة أوكرانيا ، وأثنى كلا الزعيمان على “جهود الحكومة الاوكرانية لدفع الاصلاحات الدستورية الى الامام، واللامركزية والانتخابات الديمقراطية”، مشيرين إلى “ضرورة تقديم المجتمع الدولي للدعم الاقتصادي إلى أوكرانيا”، وفقا للبيان ونوه أوباما إلى “أهمية أن تقف الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وباقي الشركاء الدوليين في وجه التصعيد الروسي بالمزيد من العقوبات، من جهتها اتهمت أوكرانيا أمس الأول القوات المسلحة الروسية بزرع ألغام مضادة للأفراد في القرم وعلى تخوم شبه الجزيرة وذلك خلال اجتماع في جنيف حول احترام معاهدة اوتاوا المتعلقة بحظر هذا النوع من الألغام، وقال الوفد الأوكراني خلال هذا الاجتماع حول تطبيق معاهدة حظر الألغام المضادة للأفراد، ان أوكرانيا "قلقة جدا من استعمال الألغام المضادة للأفراد من قبل القوات المسلحة الروسية في أجزاء مختلفة من الأراضي الأوكرانية"، واتهم الوفد الأوكراني القوات الروسية بإقامة حقول ألغام "عند نقاط الدخول بين أوكرانيا وشبه جزيرة القرم"، وبحسب الوفد الأوكراني ، فان القوات الروسية زرعت الألغام في القرم وفى منطقة يرسون على تخوم شبه الجزيرة، وجاء في مشروع بيان للوفد الأوكراني قدمه إلى الاجتماع ان "حقول الألغام محاطة بشريط شائك ومشار إليه بلافتات تحذيرية وعليها عبارة ألغام"، وأضاف مشروع البيان ان أوكرانيا ترغب في "تدمير الألغام المضادة للأفراد في المناطق التي زرعت فيها"، وأشار الوفد إلى انه لا يمكن القيام بعملية إزالة الألغام إلا عندما تستعيد السلطات الأوكرانية "السيطرة على الأراضي التي يحتلها المعتدى حاليا"، وأوضح ان "القرم ما زالت جزءا لا يتجزأ من أوكرانيا"، كما اتهم الوفد الأوكراني القوات الروسية بمصادرة كمية من الألغام من مستودع عسكري أوكراني في القرم، وأشار إلى ان هذه الألغام "تخرج من الإطار الشرعي لمعاهدة اوتاوا"، في الشأن ذاته أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" أندرس فوج راسموسين أن قرار تحويل أوكرانيا إلى دولة فيدرالية يمكن أن تتخذه أوكرانيا فقط كدولة ذات سيادة، وقال راسموسين، في تصريحات أوردتها مصادر إعلامية روسية ، إنه لا يجوز لأحد أن يتخذ هذا القرار وأنه من حق السلطات الأوكرانية فقط، وشدد أمين عام حلف الناتو أن الغرب لا يريد حربا باردة جديدة مع روسيا، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن عزلة سياسية عميقة ستحيط بموسكو ردا على سياستها في أوكرانيا، ودعا روسيا إلى إبعاد قواتها عن الحدود مع أوكرانيا وإجراء حوار سياسي معها.