ارتدت الفتاة العشرينية، فداء هشام الهنداوي، فستان زفافها الأبيض، وأحيت حفل زفافها، في إحدى صالات الأفراح، وسط مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة، غير أن عريسها لم يكن بجانبها، وحاولت تعويض غيابه، بوضع صورته على كرسي بجوارها. بدت على فداء علامات الحزن طوال ساعات الفرح الخمس، ولم تفارق الدموع عينيها، فكل الفتيات ينتظرن هذا اليوم ليكون شريك عمرهن إلى جانبهن، لكن فداء ظلت وحيدة ، فقد حرم إغلاق معبر رفح البري بين غزة ومصر عريسها من الحضور . محمد عبد المطلب السلوت "29عاماً"، زوج فداء والذي يعمل طبيباً في إحدى مستشفيات إقليم كردستان العراق، يحاول منذ أسابيع الوصول إلى قطاع غزة لإتمام مراسم الزفاف، لكن إغلاق معبر رفح حال دونه وزوجته . وتواصل السلطات المصرية إغلاق معبر رفح منذ نحو شهر، باستثناء فتحة لأيام معدودة للمعتمرين، وهو ما خلق أزمة إنسانية لأكثر من 1.8 مليون فلسطيني يقطنون قطاع غزة، الذي يعاني من الحصار الإسرائيلي منذ أكثر من ثماني سنوات. وعلى منصة الزفاف، داخل الصالة جلست العروس وإلى جوارها صورة شخصية لعريسها الغائب، وبجانبها شاشة عرض كبيرة "بروجوكتور" تقلب فيها صور العريس محمد، في حين امتلأت الصالة بالمهنئين. العروس فداء، قالت في حوار مع أحد المراسلين الصحفيين: "معبر رفح حال بيني وبين زوجي في ليلة زفافي، ليلة العمر لم تكتمل بدونه ولم أتمكن من الشعور بالفرحة والسعادة"، داعيةً جميع الجهات المعنية بالعمل على فتح المعبر من أجل أن تتمكن من السفر الى زوجها في أسرع وقت.