بادرت، أمس، القواعد التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين إلى تطليق النشاط السياسي تحت لواء حزب التجمع الوطني الديمقراطي بصفة قطعية وانخراطها رسميا في صفوف جبهة التحرير الوطني، وتسبق هذه الخطوة التي وصفها الأمين العام للحزب العتيد في خطاب قرأه باسمه محافظ الحزب بولاية عنابة، بأيام قليلة من تنظيم الجلسات الوطنية للمؤتمر التاسع المرتقب بفندق الأروية الذهبية في العاصمة ابتداء من 19 مارس الجاري. خطفت المبادرة التي وصفت بمثابة "الزلزال السياسي" بالساحة المحلية بعنابة جميع الأضواء، وانعكس ذلك على الحضور العمالي والنقابي الحاشد الذي غصت به قاعة المحاضرات ب "سينما الكرامة" في قلب مدينة عنابة. وتلا ممثلو الفروع النقابية التي أعلنت ولاءها لحزب بلخادم، بيانا لم يكن خاليا من الرسائل السياسية جاء فيه ما يلي "إنه إيمانا منا ببرامج حزب جبهة التحرير وأفكاره المتجذرة في الأوساط الاجتماعية، ودفاع أمينه العام عبد العزيز بلخادم المستميت عن انشغالات الطبقة الشغيلة وتضامنه المطلق مع قضايا العمال والموظفين في كل مواقعهم، فإننا نعلن بصفة رسمية وعن قناعة تامة دون أية ضغوطات من أية جهة كانت، عن التحاقنا بالحزب من أجل النضال وخدمة الوطن". ورد السيناتور محمد الصالح زيتوني الذي كلفه الأمين العام للحزب العتيد بنقل عبارات الشكر والترحيب والتقدير لأصحاب المبادرة، أنه "ليس بغريب على أحد أن الطبقة العمالية هي من صميم اهتمامات الحزب الذي ظل دائما مدافعا عن العمال وحقوقهم المشروعة في أحلك الظروف، خاصة في خضم هذا الحراك النقابي الذي يطبع هذه الأيام يوميات الجبهة الاجتماعية"، وتابع زيتوني "إننا نناشدكم أن تحافظوا على حقوق الطبقة الشغيلة وتبقوا كالعين الساهرة في سبيل التكفل الأنجع بانشغالات العمال والموظفين، انطلاقا من المبدأ الذي تأسس عليه الاتحاد العام للعمال الجزائريين على يد الزعيم النقابي عيسات إيدير، والقيادة الوطنية لحزبنا كلها تؤكد أن الجبهة مستعدة دوما وأبدا إلى إحالة انشغالات العمال وقضاياهم على السلطات المحلية والمركزية بما يرسي السلم الاجتماعي ويصون الحقوق الدستورية للمواطن في كنف الحوار وروح الديمقراطية". وحرص عبد العزيز بلخادم في الخطاب الذي ألقاه باسمه السيناتور زيتوني محمد الصالح، على بعث رسائل مشفرة إلى منافسيه السياسيين دون ذكرهم بالاسم لما ردد العبارة التالية "إن هذا لدليل دامغ على أن الأفلان متجذر في الأوساط الشعبية التي ترى فيه خير محام على مصالحها، فهو الحزب القادر على حماية وصيانة حقوق المواطنين والطبقة الشغيلة التي تناضل دوما وأبدا من أجل حياة أكرم، خاصة أنه يستمد مبادئه من بيان أول نوفمبر 1954 وحريص على الحفاظ عن خطه السياسي مهما تقلبت الظروف، لأننا لسنا حزبا ولد من رحم الأزمة الأمنية ولسنا حزب مناسبات أو مواعيد انتخابية". يصدح صوت زيتوني مدويا القاعة التي اهتزت على وقع تصفيقات حارة وهتافات وزغاريد النسوة اللائي اجتحن "سينما الكرامة"، ونداءات بحياة عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الشرفي للحزب وأمينه العام عبد العزيز بلخادم. ولم يغفل عضو مجلس الأمة والرئيس السابق للجنة القانونية والحريات وحقوق الإنسان، التذكير ب "منجزات الألفية والأقطاب الصناعية وإنشاء المدارس والجامعات وشبكات الطرقات البلدية والوطنية". وشدد زيتوني على أن رصيد حزبه تعزز مؤخرا بانضمام 16 منتخبا محليا من مختلف الأحزاب السياسية، ووصف المتتبعون للمشهد السياسي المحلي بعنابة هذه الخطوة على أنها نقاط أخرى تحسب في رصيد عضو مجلس الأمة، الذي يدير دواليب محافظة عنابة في المعركة السياسية التي يواجه فيها منذ أيام من يعتبرهم: "المناوئين لتوجهات القيادة الوطنية والذين تحركهم أحقاد دفينة ضد أوفياء النضال وأصلاء جبهة التحرير"، والإسقاط ينسحب على الوافد الجديد إلى الغرفة العليا للبرلمان ذيب نور الدين.