تعيش منتخبات المجموعة الثالثة في كأس العالم ومنها المنتخب الوطني على وقع مشاكل قد تنعكس سلبا على أدائها في العرس الكروي الذي ستحتضنه جنوب إفريقيا ابتداء من 11 جوان القادم وعلى مدار شهر كامل، حيث في كل يوم تخرج وسائل الإعلام لهذه البلدان بأخبار مؤسفة ومقلقة للأنصار تتعلق أساسا بالعلاقة بين اللاعبين والطاقم الفني والإداري، وقد بدأت معها الشكوك تراود الجماهير العريضة في قدرة منتخباتها على الذهاب بعيدا في هذه المنافسة خاصة بالنسبة للمنتخب الإنجليزي الذي يعتبر المرشح الأول في هذه المجموعة للمرور إلى الدور الثاني على الأقل دون عناء، إذ أنه يعيش أزمة غير مسبوقة أرهقت كاهل المدرب الإيطالي كابيللو، ويتواجد المدرب الجزائري في موقع لا يحسد عليه بسبب كثرة المطالب، قلة الإطارات وضيق الوقت . الإصابات، العقوبات ونقص المنافسة ... هواجس تؤرق المدرب ضيق الوقت يدفع بسعدان إلى الاعتماد على الصحافة في عملية البحث عن محترفين جدد كما يعلم الجميع فإن مدرب المنتخب الوطني رابح سعدان يتواجد في موقف صعب جدا بسبب هاجس الإصابات والعقوبات التي تهدد العديد من اللاعبين وكذلك نقص المنافسة لدى ركائز الفريق وهوما جعله يسابق الزمن من أجل إيجاد البدائل المناسبة التي يمكن لها خلافة العناصر المحتمل عدم سفرها مع الخضر إلى جنوب إفريقيا. ومن الجهة المقابلة تقابل قرارات سعدان في كل مرة وابل من الانتقادات من طرف عدة أطراف مما جعله يعيش ضغوطا رهيبة سواء من جهة الاتحادية أوالشارع الرياضي وبمستوى أكبر الصحافة المتخصصة، فهذه الأخيرة أصبحت تلعب دورا بارزا في اتخاذ القرارات بخصوص التشكيلة وذلك بالتأثير على المدرب الذي يستعين بها في انتقاء اللاعبين المحترفين في أوروبا بعدما تنقب عنها الصحافة وتقدمها له، وما يؤكد على شدة تأثر سعدان بالإعلام عموما هوانجرافه وراء المعلومات التي ينشرها وآخرها ما كتب حول اللاعب الذي تم اعتقاده أنه من أصول جزائرية وهو البرازيلي نيمار سانتوس داسيلفا ولكن تأكد فيما بعد أن المعلومة خاطئة وهوما جعل المدرب يتراجع عن قرار معاينته بعدما كان قد وضعه في المفكرة، وهذا ما يبين مدى الضغط الذي يعيشه قبل أشهر أقل من ثلاثة أشهر من انطلاق المونديال، حيث أن عملية الاستقدامات أصبحت لا تتم وفق معايير مدروسة كما ينبغي خاصة وأن الأمر يتعلق بأكبر منافسة كروية عالمية وهوما تبينه بوضوح قضية داسيلفا، فسعدان يريد معاينة أي لاعب ذوأصول جزائرية في وقت قصير وهوما لا يمكن القيام به في وقت ضبط فيه مدبو المنتخبات الأخرى قائمة المونديال بنسبة كبيرة. بين ضغط الاتحادية ومطالب الشارع وما يخشاه سعدان أكثر هوعدم جاهزية ركائز الفريق بحلول كأس العالم سواء تعلق الأمر بالمصابين على غرار مغني وبوڤرة أوناقصي المنافسة كزياني وعنتر يحي اللذين يتعرضان للتهميش في نادييهما، وهوما قد يؤثر على مردودهما في جنوب إفريقيا، والمشكل هو أنه لا يريد إشراك لاعبين جدد ضمن التشكيلة الأساسية خوفا من غياب الإنسجام، وبالتالي فهو يفضل المجازفة بالمحاربين القدامى ولوكانوا غير جاهزين نظرا، حسبه، للوزن الكبير الذي يمثلونه داخل التشكيلة، حيث كان قد أكد بخصوص زياني الذي يعاني مع فولسبورغ منذ نهاية كأس إفريقيا للأمم الأخيرة أنه لن يتخلى عنه مهما كانت درجة جاهزيته، ولكنه لم يسلم من الإنتقادات بمجرد تصريحه بذلك، حيث كثر الحديث عن وجود تكتلات داخل المنتخب تمنع سعدان من إبعاد المحترفين رغم نقص المنافسة لديهم والإصابات التي يعانون منها وهذا ما دفع رئيس الفاف روراوة إلى مطالبة المدرب بإبعاد كل اللاعبين غير الجاهزين مهما كان وزنهم ومنها بدأت المشاكل تتراكم. جلب مدرب جديد إلى جانب سعدان قد يولد مشاكل أخرى وعلى صعيد آخر، فإن المدرب سعدان يواجه مشكلا آخر يتعلق بتدعيم العارضة الفنية بمدرب يتقاسم معه الصلاحيات، ورغم معارضته الشديدة لذلك إلا أن روراوة عازم على تنفيذ قراره في الأيام القادمة أمام كثرة المطالب من كل الأطراف بتعيين مدرب أوأكثر إلى جانب سعدان على غرار كل المنتخبات الأخرى، وبالتالي فيرى البعض أنه في تلك الحال من الممكن أن تطفو إلى السطح مشاكل جديدة على مستوى العارضة الفنية خاصة إذا كانت الصلاحيات مشتركة وهوما سيؤثر على معنويات اللاعبين. مشكل اختيار خليفة بلحاج بين ثلاثة لاعبين ويواجه سعدان مشكلة أخرى تتعلق بخليفة المدافع المتألق نذير بلحاج بعدما أكدت الكاف يوم الخميس الماضي أن هذا الأخير سوف يغيب عن أولى مباريات الخضر في نهائيات كأس العالم أمام سلوفينيا، وسيجد سعدان صعوبة كبيرة في تحديد اللاعب المناسب الذي يمكن أن يغطي الجهة اليسرى أمام تقارب مستوى المرشحين الثلاثة الذين يتواجدون تحت المعاينة ويتعلق الأمر بلاعب طاراغونا الإسباني وليد شرفة ومدافع نيم الفرنسي زارابي إضافة إلى حسين مترف، مدافع وفاق سطيف. ويتعين على الناخب الوطني اختيار اللاعب المناسب في وقت قصير، أي قبل انتهاء أجل إرسال قائمة المونديال إلى الفيفا، وهوما يزيد من الضغط عليه خاصة وأن الجميع ينتظر قراره لإطلاق ألسنتهم للانتقادات. يذكر أن خليفة بلحاج كان مدافع مولودية الجزائر رضا بابوش الذي تم استبعاده من المنتخب مؤخرا. الفضائح قد تنسف كبرياء كابيلو والمنتخب الإنجليزي وبخصوص المنافس الذي يعتبره الكثيرون الأوفر حظا في المجموعة الثالثة وهوالمنتخب الإنجليزي، فإن لا يكاد يخرج من أزمة إلا ويدخل في أخرى، حيث تتابعت الفضائح الأخلاقية داخل تشكيلة كابيللو وكان أبطالها ركائز المنتخب على غرار جون تيري وفيرديناند، وقد شكل ذلك متاعب كبيرة للمدرب الذي أكد أن ما يتمنى أن لا تؤثر سلوكات هؤلاء اللاعبين على مستواهم ومردود المنتخب ككل في المونديال، وكان رد فعل الشارع الإنجليزي عنيفا تجاه هذه الفضائح التي نسفت كبرياء المنتخب الذي يتواجد ضمن قائمة الأوائل المرشحين للذهاب بعيدا في كأس العالم، ولقي تيري وفيرديناند انتقادات جمة وصلت إلى حد مطالبة كابيللو بإبعادهم نهائيا من المنتخب عقابا لهم. ومن جهة أخرى ينتظر أن تظهر توترات أخرى يوم يكشف فيه المدرب الإيطالي عن قائمة اللاعبين الذين سيسافرون غلى جنوب إفريقيا، خاصة وانه قرر هذه المرة الخروج عن المألوف من خلال قراءته لأسماء اللاعبين جهارا أمام الجميع وهوما قد يحدث فوضى نظرا لكون المنتخب الإنجليزي هوأيضا لا يخلومن التكتلات، حيث أن أي لاعب يقصى من المشاركة سيدفع لاعبي كتلته إلى الغضب وبالتالي التأثير على مردودهم. قضية العلاوات تأزم العلاقة بين اللاعبين واتحادية كرة القدم السلوفينية ويعرف المنتخب السلوفيني بدوره مشاكل على مستوى إتحادية كرة القدم وذلك بعدما قدم رئيس هذه الهيئة استقالته بسبب قضية العلاوات، حيث كان لاعبوالمنتخب السلوفيني قد طالبوا من الاتحادية تسديد الأموال التي يدينون بها والمتعلقة بعلاوات التأهل إلى كأس العالم، لكن الاتحادية لم تف بوعدها وهوما دفع بهم إلى التهديد بمقاطعة المونديال وبالتالي فقد وجد رئيس الاتحادية نفسه مرغما على تقديم استقالته أمام عجزه على تلبية مطالب اللاعبين، ويبقى منصب الرئيس شاغرا في وقت لا يزال فيه اللاعبون مصممون على المقاطعة ما لم يتحصلوا على الأموال. الجماهير الأمريكية متخوفة من منتخبها بعد مباراة هولندا وإذا كان المنتخب الأمريكي يعرف نوعا من الاستقرار على جميع المستويات، فإنه لا يخلو من بعض التوترات، حيث ثارت ثائرة الأنصار بعد الوجه الشاحب جدا الذي ظهر به أشبال المدرب برادلي في المباراة الودية الأخيرة أمام المنتخب الهولندي أين انهزموا بثنائية، وصبوا جام غضبهم على المدرب الذي اعتمد على خطة مبهمة أعاقت مردود بعض اللاعبين، كما انتقدوا التشكيلة ككل بسبب غياب الحرارة والكفاح في الميدان، وبالتالي فلم يتوانوا في مطالبة برادلي بشطب عدة أسماء من القائمة التي ستشارك في المونديال خاصة وأنهم يعولون كثيرا على بلوغ أقصى الأدوار، ولكنهم أكدوا أنهم يشكون في قدرة منتخبهم على فعل ذلك بالمستوى الذي ظهروا به أمام هولندا.