شرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمس، في تطبيق قرار عسكري أصدرته مؤخرا يهدف إلى ترحيل عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة الغربية وتفريغ المنطقة تحت مظلة تهمة "التسلل" لتكشف اسرائيل مرة أخرى وجهها القبيح. مدعية أن طردها لكل فلسطيني قدم إلى الضفة من قطاع غزة أوخارج فلسطين، جاء نتيجة وجود هؤلاء بصفة " التسلل"، الأمر الذي لاق استنكارا عربيا ودوليا، فيما تعقد جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين لمناقشة خطورة الوضع. وبررت دولة الاحتلال قرارها هذا، بالقول "إن هذه الإجراءات تضفي الصبغة الرسمية على القوانين الموجودة بالفعل على أرض الواقع وأنها اتخذت لأسباب أمنية" على حد مزاعمها، حيث يسمح قرار طرد الفلسطينيين من الضفة في بعض الحالات خلال أقل من 72 ساعة لأي فلسطيني موجود في الضفة تحت ذريعة " متسلل" لا يحمل تصريحا إسرائيليا كي يقيم في المنطقة. وهو القرار الذي يهدف إلى تهويد المنطقة. في إطار المخطط الإسرائيلي الكبير . من جهتها عقدت جامعة الدول العربية، اجتماعا غير عادي على مستوى المندوبين الدائمين حيث ناقشت قرار دولة الاحتلال القاضي بطرد عشرات الآلاف من الفلسطينيين من القدسالمحتلة والضفة الغربية. الذي يهدف إلى التطهير العرقي التي تتبعها اسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني. وفي ردة فعل لهذا القرار الإسرائيلي ، انتقدت منظمات فلسطينية، عربية ودولية واسعة، كما انتقدته جماعات حقوقية وحتى أحزاب داخل إسرائيل. حيث قال الرئيس السوري بشار الأسد، إن القرار يمثل سياسة للتطهير العرقي، مطالبا بضرورة التحرك الفوري على المستويين العربي والدولي لمواجهة هذه السياسة. فيما اعتبر الأمين العام لجامة الدول العربية عمروموسى، إن الأمر العسكري يمثل قراراً استراتيجياً اسرائيلياً برفض السلام مع العرب ورفض قيام دولة فلسطينية . كما نددت جماعات حقوقية إسرائيلية بالقرار، موضحة أن هذا الأمر من شأنه تعريض كل فلسطيني تقريبا للطرد من الضفة الغربية.مضيفة أن الغالبية العظمى من الفلسطينيين بالضفة، لم يطلب منهم قط الحصول على تصريح بالإقامة صادر عن إسرائيل.في حين قال التجمع الوطني الديمقراطي" العربي داخل إسرائيل، بأن هذا القرار هوبمثابة استمرار لمخططات التطهير العرقي الذي مارسته الحركة الصهيونية عام 1948 وبعده، وبعد عدوان عام 67 ضد الشعب الفلسطيني والدول العربية المجاورة، بهدف تصفية الوجود السياسي للفلسطينيين والقضية الفلسطينية، كقضية تحرر لشعب واقع تحت مشروع احتلالي كولونيالي عنصري.