انطلقت أشغال الاجتماع العاشر للدول المصدرة للغاز بوهران صباح أمس الإثنين في آجالها المحددة بعد وصول ممثلي 11 دولة عضوا و4 دول ملاحظة باستثناء غياب وزير الطاقة الليبي الذي تم تمثيله من قبل بعثة موفدة من الجماهيرية. طالب وزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل في كلمته الافتتاحية لمنتدى الدول الأعضاء بضرورة اتخاذ قرارات تاريخية بالنظر إلى توقيت إجراء الاجتماع العاشر في ظل التدني الرهيب لأسعار الغاز بنسبة 50 بالمائة متأثرة بالأزمة الاقتصادية العالمية والاكتشاف الأمريكي للغاز غير التقليدي الذي يجعله في غنى عن الغاز الطبيعي المستورد من دول المنتدى التي وجدت نفسها في وضع لا تحسد عليه بعد انخفاض الأسعار من 9 دولار للوحدة الحرارية البريطانية التي تقدر ب 27.6 متر مكعب بالسوق الأمريكية التي تضم 70 مليون زبون دائم للطاقة من 9 دولار خلال سنة 2008 إلى مستوى أقل من 3 دولار بداية من سبتمبر 2009 هذه المعطيات تدفع حسب رئيس المنتدى السيد شكيب خليل إلى الخروج من هذا الإجتماع الذي لم يعقد لتبادل الأفكار وإنما للخروج بقرارات وصفها "بالتاريخية" لأن مستقبل الإستثمارات في قطاع الغاز سيبقى مرهونا إلى غاية تواجد نسبة من التوازن من خلال الوصول إلى أسعار عادلة ومستقرة وذلك بفهرسة سعر الغاز بالنسبة للبترول الذي يبقى حسب الطرح الجزائري متعلقا بنسبة سعر الغاز إلى برميل البترول حيث ترى الجزائر أن السعر العادل للغاز ينبغي أن يتراوح بين 12 إلى 13 دولار باحتساب 1/6 من سعر برميل الخام الحالي الذي يعادل 80 دولارا في الوقت الحالي، الأمر الذي دفع شكيب خليل إلى التصريح من فيينا أن الحل الذي قد يفي بالغرض يتمثل أساسا في خفض معدلات الإنتاج غير أن ذلك لقي تحفظا قطريا في المقاربات إذ صرح وزير الطاقة القطري عبد الله بن حمد العطية أثناء تدشينه لمصنع الألومينيوم بالدوحة أن القضية لا تتعلق بخفض الإنتاج لأن الدول العملاقة في تصدير الغاز تربطها التزامات تجاه زبائنها بناءا على العقود طويلة الأجل التي أبرمتها، ليؤكد في الوقت ذاته أن قطر لن تراجع الاتفاقيات التي وقعتها في وقت سابق. شكيب خليل نوه في خطابه أمام المشاركين قبل الشروع في الاجتماع المغلق للدول الأعضاء على محدودية الطلب في الآجال القادمة إلى غاية 2013 بعد تسجيل الاكتفاء الأمريكي من الغاز باكتشاف تكنولوجية le gaz schiste بالموازاة مع التطور التكنولوجي غير المسبوق في مجال التكنولوجيات التي ستشهد غزوا ملحوظا من الطرف الأسترالي مستقبلا. وعليه يضيف السيد شكيب خليل يتعين على المجتمعين الخروج بقرارات تنقذ المشاريع الاستثمارية المستقبلية وتحفظ استقرار وتوازن سوق الغاز كطاقة غير متجددة ونظيفة لا تضر بالبيئة وتتوافق مع بروتوكولات التقليل من حدة التغيرات المناخية، تصنف في خانة القرارات التاريخية التي عهدت الجزائر على إخراجها للعام على غرار اجتماع الأوبك نهاية ديسمبر 2008 الذي ساعد على عودة أسعار االبترول إلى الإستقرار بعد انخفاضها إلى 32 دولارا للبرميل، لتأخذ في الانتعاش بعد تطبيق قرارات وهران التي رفعته حاليا إلى 80 دولارا.