فوزية دادي من أوائل الإعلاميات الجزائريات المبدعات اللواتي التحقن بقناة القرآن الكريم منذ سنة بعد أن قضت أزيد من عشرين سنة في قسم الروبرتاج كما كانت لها جولات عبر القسم الدولي، تتفانى في عملها قصد إيصال تعاليم الشريعة الإسلامية إلى مختلف البيوت الجزائرية، خصوصا فقه المعاملات المالية الذي يعد عصب الحياة بالنسبة للمسلمين وذلك بإشرافها على إنتاج حصة“ مالي مالي “، الأمة العربية اقتربت منها في الصالون الوطني للصحافة وحرية الإعلام وقاربت معها بعض وجهات النظر. "الأمة العربية": تعالت الأصوات مؤخرا بشأن ضرورة الاستعانة بالصيرفة الإسلامية لتكون بديلا عن الصيرفة التقليدية والتي ساهمت بصورة ما في ولادة الأزمة المالية العالمية، وبناء على كل هذا تشرفين في القناة على حصة “ مالي مالي“ التي تعد من بين الحصص التي تطرح النموذج الإسلامي في المعاملات؟ فوزية دادي: العالم يتغير فيما يتعلق بالصيرفة الإسلامية حتى إن المؤسسات المالية العالمية أصبحت تنظر بجدية إلى الصيرفة الإسلامية وخاصة أن الصيرفة الإسلامية لا تستعين بالأدوات المصرفية المعقدة المتبعة حاليا من قبل الأنظمة المصرفية المالية العالمية، نظام الصيرفة الإسلامية يتسم بالبساطة وسهولة ممارسات المالية الأنشطة التجارية وأنشطة الأعمال تحت مظلته الأنظمة المالية العالمية في تغير بعد الأزمة وتتجه نحو تبسيط التعاملات، هذا ماجعلنا نحاول في قناة القرآن الكريم أن نطرح البدائل بالتعاون مع الأساتذة والباحثين المختصين في الميدان الذين أغتنم الفرصة قصد تقديم الشكر الجزيل لهم “الدكتور مسدور فارس، أ.د قدي عبد المجيد... “ . نفهم من كلامك بأنكم في حصة “مالي مالي“ بأنكم تعملون على تقديم الصيرفة الإسلامية كبديل لحل المشاكل المالية التي تعانيها البشرية؟ .. هذا صحيح، فنحن في حصة “مالي مالي “ نعمل جاهدين ومن خلال الإمكانات التي تحوزها قناة القرآن الكريم على طرح الصيرفة الإسلامية بأنها بما تملك من ضوابط وأصول قادرة على المساهمة في منع الأزمات المالية التي على شاكلة الأزمة الحالية التي تسبب فيها الجشع والمقامرة وبيع الديون من الوقوع، كما أنها قادرة على المساهمة في حلها، وذلك عبر آلية إنظار المعسر وإلغاء الفائدة الربوية والاستثمار في الاقتصاد الحقيقي مباشرة، بدلا من ضخ الأموال في القطاع المالي الذي هو سبب الأزمة، حيث وجدنا أن آثار برنامج الإنقاذ المالي الذي تبناه البيت الأبيض تنعكس إيجابا على نتائج المؤسسات المصرفية فيما الاقتصاد الحقيقي يترنح، فمعدل البطالة في تزايد وإفلاس المؤسسات الإنتاجية ومعدلات الإنفاق لم تتحسن، وقد عالجنا من خلال الحصة العديد من المواضيع والتي من بينها الصيرفة الإسلامية، البنوك، القروض، الأسهم،.. هل من جديد على مستوى الحصص الموضوعاتية؟ نحن الآن على مستوى القناة بصدد التحضير لعديد من الحصص الدينية التي تعني بالمواضيع اجتماعية على رأسها حصة تعنى بالأسرة والعقبات التي تعترضها من مشاكل يومية كالطلاق والخصام بين الزوجين، والرقية الشرعية، ... ضف إلى ذلك أن مايميز المشرفين على القناة أن أبوابهم مفتوحة لاستقبال الآراء والتوجيهات فيما يخص خدمة الدين الحنيف متمثلين في ذلك قوله تعالى “ربنا اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه... “ أملهم خدمة القرآن الكريم في الجزائر والعالم ونشر تعاليمه السمحة. . كلمة أخيرة .. للإشارة فقد قامت قناة القرآن الكريم بنقل شعائر صلاة التراويح على المباشر طيلة شهر رمضان المعظم، وهذا مباشرة من جامع الأمير عبد القادر بقسنطينة، هذا مايعد إنجازا كذلك في خدمة القرآن الكريم ومع هذا فإنني أؤكد بأنه لا تثنينا العوائق عن المحاولات، ولا ننصح أبنائنا بالإحباط والتثبيط بل نحثهم على الإيمان بالنفس والثقة في العمل، وعدم الاستسلام إلى اليأس واستلهام العبرة من ابن باديس بالعمر الزمني القصير والعملي الكبير، والإنتاج الكبير من أين انطلق وماذا كانت الثمرة “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".