ندد سليم عثماني، رئيس مجلس إدارة المجموعة الصناعية روبية آن سي آي المتخصصة في إنتاج المشروبات والعصائر، بالواقع المأساوي الذي تعيشه اليوم سوق العصائر والمشروبات غير الغازية، في ظل تراخي السلطات العمومية على أداء دورها الرقابي، مؤكدا أن عصابات منظمة تنشط في السر والعلن من خلال تجهيز مرائب وأقبية العمارات في شكل ورشات صغيرة لتصنيع كميات من القارورات البلاستيكية وأخرى يتم تجميعها من المزابل والمفرغات العمومية، لتعبأ بخلطات غريبة مقلّدة عن مركزات الفواكه، تضاف إليها كميات من السكر والملونات لتطرح في السوق الاستهلاكية. وأوضح سليم عثماني رئيس مجلس إدارة مجموعة "NCA رويبة"، مساء أمس الأول، في ندوة صحفية نشطها مناصفة مع المدير العام للمجمع السيد صاحبي عثماني بنزل "السوفيتال" بالعاصمة أن السوق حاليا متخمة بأكثر من 150 إلى 200 صنف من المشروبات والعصائر وربما أكثر تعرض بأسعار متباينة في المحلات والدكاكين والمساحات التجارية الصغرى والكبرى في المدن والبلديات المعزولة أمام أعين الرقابة، التي يبدو أنها اختارت موقع التفرج بدل التدخل لردع المتلاعبين بالصحة العمومية خصوصا وان الخلطات التي تحضر على أساس أنها "مركزات فواكه" تتم داخل BAINGNOIRE LES وهي بعيدة عن كل المعايير والمقاييس الدولية المعمول بها في مجال الصناعات الغذائية ذات الاستهلاك الواسع. وأضاف عثماني أنه ورغم كل الملتقيات واللقاءات التي نظمت تحت لواء الجمعية الجزائرية لمصنعي المشروبات والعصائر، إلا أن القطاع ما يزال في نفق مظلم وذلك في ضل تقاعس مصالح الرقابة وقمع الغش والتي من المطلوب أن تكثف من نشاطاتها الرقابية خلال موسم الصيف الذي بات موسما للربح السريع بالنسبة للمجموعات الطفيلية التي اختارت أيضا مسعى القرصنة من خلال تقليد العديد من الماركات الوطنية المصنعة محليا والعالمية ذات الشهرة والصيت الكبيرين. على صعيد منفصل، قال صاحبي عثماني مدير عام المجمع أن الندوة الصحفية خصصت لعرض تقييم أولي حول نتائج نشاط المجمع، وأيضا استعراض المشاريع المستقبلية التي من المرتقب إطلاقها قريبا في السوق المحلية من خلال تنويع وتوسيع تشكيلة المنتجات على اختلاف عطورها الغذائية. وفي هذا الصدد، قال السيد صاحبي عثماني إن الشركة بصدد التحضير لحملة تحسيسية يرتقب إطلاقها في غضون الأيام القليلة المقبلة تستهدف المواطن المستهلك مؤكدا أن هذا النوع من النشاطات التوعوية من شأنها ان تساهم على العاقل في التقليص من حده تنامي نشاط الطفيليين. من جانب آخر، قال ذات المسؤول أن مجموعة "NCA رويبة" وإلى جانب حرصها على حماية والحفاظ حصصها في السوق تسعى أيضا لدعم قدراتها التصديرية نحوالأسواق الخارجية خصوصا وأن مجموعة "رويبة" ما فتئت تحسن وتطور من صورتها التجارية من خلال كل المعارض والتظاهرات الجهوية والإقليمية والدولية التي تشارك فيها. وبخصوص تداعيات قانون المالية التكميلي 2009 قال السيد صاحبي، إن المجموعة تثمن جوانب ايجابية عديدة في القانون، لكن تحاول التكيف والتأقلم مع الإجراءات الجديدة التي لاقت انتقادات واسعة من طرف العشرات من المتعاملين الاقتصاديين. أما بخصوص قانون المالية 2010، قال ذات المسؤول إن الوقت مبكر في الوقت الراهن من أجل إبداء الرأي فيه، لأن الحكم يأتي دوما بناء على النتائج الميدانية. أما فيما يتعلق بالأرقام التي يسجلها المجمع، قال السيد صاحبي عثماني إن"رويبة آن سي آي" ما تزال المتعامل رقم واحد في السوق من حيث فئة المنتجات المعبئة في الكرتون بحصة إجمالية عامة تتراوح ما بين 40 إلى 50 بالمائة، كما أن طاقة الإنتاج ارتفعت إلى حدود 500 مليون لتر سنويا حسب إحصائيات 2009 وهي ما تزال تصنع الفرق من خلال تنافسية منتجاتها مقارنة بباقي المنتجات الأخرى. 700 أورو.. سعر المربع الواحد في المنطقة الصناعية بالرويبة على صعيد الاستثمارات الجديدة للمجمع، قال السيد سليم عثماني إن سعر المتر المربع الواحد في المنطقة الصناعية بالرويبة بلغ 700 أوروأي مايعادل بالنقد المحلي حوالي 80 ألف دج وهذا سقف خيالي يبقى عائق كبير أمام المستثمرين الراغبين في توسيع استثماراتهم وبالتالي خلق مناصب شغل جديدة، موضحا أن العقار الصناعي يبقى من أهم المشاكل التي تحول دون تحقيق الوثبة المنتظرة ليس بالنسبة لمجمع "رويبة" فقط، بل يتجرع تبعاته المتعاملون الاقتصاديون على اختلاف مجالات نشاطاتهم، لاسيما الراغبين منهم في توسيع استثماراتهم. وقد ربط السيد سليم عثماني توفير مناصب الشغل بمدى جدية السلطات في حسم ملف العقار الصناعي وإيجاد فضاءات أخرى إضافية من شأنها أن تساعد المستثمرين على رفع قدراتهم الإنتاجية لان بدون توسيع الاستثمارات ورفع طاقات الإنتاج فإن مشاريع التشغيل وامتصاص البطالة تبقى محدودة جدا.