عاش مؤخرا حي البناء الريفي ببلدية المنيعة مسلسل رعب حقيقي، وذلك بعد أن انهار أحد الأسوار الطوبية الداخلية الهشة لإحدى العائلات متسببا في جرح شابتين تبلغان من العمر 14 سنة و24 سنة، حيث وفي غفلة منهما انهار الحائط ليلا متسببا في إصابتهما بجروح بليغة استدعت نقلهما على جناح السرعة لمصلحة جراحة العظام بمستشفى "العقيد محمد شعباني" بالمنيعة، وقد أظهرت الفحوصات الطبية أن الفتاة الصغرى بحاجة ماسة لعملية جراحية في إحدى العيادات الخاصة بمدينة ورڤلة، ولكن قلة ذات اليد جعلت الأسرة تناشد أصحاب البر والإحسان للتكفل بإبنتهم، علما أن عائلة "محفوظ" المنكوبة تتكون من ستة أفراد بعد وفاة الوالدين، وتعيش في منزل لا يحفظ للإنسان كرامته، وقد كانوا من بين ضحايا الفيضانات التي ضربت المنطقة في جانفي 2009 ولا يزالون في انتظار الاستفادة من الإعانة لمخصصة للمنكوبين، كل ما سبق أعاد من جديد سيناريو مماثل تماما عرفته المنطقة الغربية ببلدية حاسي القارة التي تبعد عن المنيعة بخمسة كيلومترات، وذلك في شهر فيفري من السنة الجارية، حيث انهار حائط طوبي تابع لأحد البيوت الهشة بطول ستة أمتار وعرض مترين ونصف مؤديا لوفاة مواطنة في عين المكان كانت بالقرب منه، ويتعلق الأمر بالسيدة "ب، ف " البالغة من العمر 64 سنة، والتي تم نقلها لمصلحة حفظ الجثث بمستشفى "العقيد محمد شعباني " من طرف أعوان الوحدة الثانوية للحماية المدنية بالمنيعة، وقد خلف الحادث ردود أفعال غاضبة من المواطنين الذين دعوا لتسريع عملية توزيع السكنات التي تم إنهاء الأشغال بها بكل من بلديتي المنيعة وحاسي القارة في إشارة إلى 130 سكن واقع بتراب بلدية حاسي القارة بالقرب من دار الضيافة، و300 سكن بحي بلبشير ببلدية المنيعة، إضافة إلى تسوية وضعيات المستفيدين من إعانات البناء في أقرب الآجال خصوصا أن المنطقة التي عرفت تهاطل أمطار طوفانية في السنوات الأخيرة كان آخرها مطلع السنة المنصرمة لا تزال تنتظر التفاتة جادة من الجهات المسؤولة في الدولة بغية دفع عجلة التنمية بها وفق المعطيات على الأرض التي تشير إلى وجود الآلاف من السكنات الهشة والطوبية المهددة بالانهيار، والتي ما فتئ أصحابها يدعون لضرورة التكفل بهم وفق معايير تكتنفها الشفافية في عمل اللجان التقنية، وتلك المكلفة بتوزيع الحصص المعتمدة من السكنات والإعانات المختلفة .