كثر الجدل حول لحوم "جانيتو" القادمة من الهند، وتضاربت الفتاوى التي تحرم وتحلل، حتى ما عدنا نعرف أين الحقيقة في كل فتوى، لأن الفتوى لم تعد على الهواء، ولكن على "الهوى"، هوى أصحاب المصالح الذين لا يريدون أن تسوّق لحوم جانيتو، وفتاوى أخرى على "الهوى" تؤكد أن اللحوم حلال، لتبقى الحقيقة هي الغائبة الوحيدة في أئمة وملتحين أفتوا حتى بجواز تقديم رشوة للجمارك من أجل إخراج السلع من المطار. والمشكلة ليست في لحوم "جانيتو" إن كانت تجوز أو لا تجوز، ولا يهم على كل حال إن جازت أم لا، ما دام أننا نأكل كل يوم لحوم بعضنا جيفة. ما يهم في القضية الحقيقية: هل بإمكان شرائح كبيرة من الشعب اقتناء لحم "جانيتو" أو لحم جلفاوي، أو حتى لحم الحمير لو بيع على أنه بقري في الأسواق؟ الذين أفتوا لم يفتوا بأن ترك الفقراء بلا خبز لا يجوز وحرام، ولم يستطيعوا أن يفتوا أن ما تسببه سونلغاز من خسارة في الوسائل الكهرومنزلية في البيوت حين انقطاع التيار دون أن تعوض الناس حرام، أهل الإفتاء لم يستطيعوا أن يفتوا فتوى حق في الذين لا شغل لهم ولا مشغلة سوى رفع الأيدي. وبمقابل هذا، ينالون 40 مليون سنتيم باردة على قلوبهم، في الوقت الذي يضرب الشباب في حاسي الرمل ويموتون جوعا من أجل الحصول على منصب عمل "كمنوفريا" لدى المؤسسات الأجنبية، أليس هذا حرام؟ أم فقط "جاتكم" الفتوى غير على لحم جانيتو حلال ولا حرام.. الناس يا مشايخ فتاوى السندويتش ستفطر على "الضفادع"، فهل هذا حرام أم حلال؟