عاد مسلسل علاء "البطاطا" المادة الأساسية ذات الاستهلاك الواسع لدى المواطنين الجزائريين ليصنع ديكور أغلب أسواق التجزئة للخضر والفواكه، حيث قفز سعر الكيلوغرام الواحد في ظرف 4 أيام فقط من 35 دج إلى حدود 55 دج ثم إلى 60 دج، وهو مرشح للارتفاع أكثر في غضون الأيام القليلة المقبلة عشية عيد الأضحى المبارك في ظل تراخي وتقاعس مصالح المراقبة وقمع الغش عن أداء دورها في مكافحة المحتكرين والمضاربين في أسواق الجملة. ولا يستبعد العديد من تجار التجزئة في أسواق الخضر والفواكه الذين تحدثت إليهم "الأمة العربية"، أمس، أن تصل أسعار البطاطا إلى السقف الخيالي الذي بلعته الشتاء الماضي عند حدود 85 دج، لأن كل المؤشرات والمعطيات المسجلة على مستوى أسواق الجملة للخضر والفواكه في ولايات الوسط تشير إلى ذلك، موازاة وتقاعس وتهاون مصالح وزارة التجارة المكلفة بالمراقبة وقمع الغش عن أداء دورها وتحمّل مسؤولياتها في وقت كان الأجدر بها في هذا الظرف، أي قبيل عيد الأضحى، أن تكثف حملاتها الرقابية لردع المحتكرين والمضاربين بالمادة الأساسية في غذاء الجزائريين. المواطنون ساخطون ويتساءلون عن الدور الرقابي وحسب هؤلاء التجار، فإن أسعار البطاطا أخذت خطا تصاعديا بداية من نهاية الأسبوع الماضي، حيث كان سعر الكيلوغرام الثلاثاء الماضي لا يتعدى 30 دج وفقز بداية من يوم السبت إلى 40 دجو، وأول أمس الأحد إلى 55 دج، وبالأمس فقط لامس سعر الكيلوغرام من البطاطا 60 دج. من جهتهم، أبدى المواطنون استياءهم وسخطهم من الفوضى العارمة والتلاعب بالأسعار والمضاربة التي عششت في معظم أسواق التجزئةو متسائلين عن دور لجان المراقبة التي تحدثت عنها الوصاية كثيرا دون أن يكون لها أثر في الميدان. أسعار اللحوم أيضا قفزت إلى مستويات خيالية من جانب آخر، عرفت أيضا مختلف أنواع الخضر باستثناء البصل الذي ظل سعره مستقرا عند 25 دج زيادات كبيرة على غرار الجزر والخس والطماطم والكوسة، وهي تشكيلة يتزايد عليها الطلب خلال فصل الشتاء وعشية المناسبات الدينية، وهو الوضع الذي يحفز حسبهم عصابات المضاربة وشبكات الاحتكار للنشاط أكثر، حيث يقبلون على شراء كميات كبيرة في أسواق الجملة وحتى على مستوى الحقول ليعاد بيعها بعد مدة بأسعار خيالية. ولم تستثن موجة الغلاء هذه حتى أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء، حيث عاودت منحاها التصاعدي منذ أسبوع، إذ بلع سعر الكيلوغرام الواجد من لحم الخروف حدود 1000 دج ولحم البقر 800 دج بعد أن كان سعره لا يتعدى 650 دج قبل أسبوع فقط. وحسب العديد من المواطنين، فإن غلاء سعر اللحوم لا يعود إلى غلاء أسعار الماشية وقلة العرض مثلما يوحي الجزارون، بل لأن الطلب تزايد ومن المرتقب أن يرتفع أكثر خلال الأيام القليلة المقبلة من طرف العائلات التي لا تشتري الأضاحي، وهذا الوضع حسب المواطنين فرصة سانحة للتجار للرفع الأسعار مثلما يحلو لهم. سيناريو الشتاء الماضي يتكرر هذا العام وكان الجزائريون قد عاشوا الخريف والشتاء الماضيين، أسوأ موجة غلاء شهدتها الأسواق منذ عشريات عندما بلع الخس سعر 160 دج حاليا سعره 120 دج والبطاطا 85 دج والجزر 80 دج والبصل 70 دج، الأمر الذي دفعهم إلى استهلاك العجائن كحل للهروب من الأسعار الملتهبة التي أثقلت كاهلهم، خصوصا الشرائح محدودة الدخل. والغريب في الأمر أن شبكات المضاربة والاحتكار تنشط بكل حرية وتستحوذ على المحاصيل على مستوى الحقول المنتجة في منطقة "المتيجة" بشكل يوحي بأن الوصاية المكلفة بالمراقبة وقمع الغش انسحبت بطريقة شبه كلية من الأسواق، مما يطرح أكثر من استفهام وتساؤل.