"الثروة الحيوانية الصحراوية في خطر"، هكذا وصفت العديد من الهيئات والمنظمات الناشطة في الحقل البيئي بالجزائر الوضع، مؤكدة أن فصائل نادرة من الغزلان وكذا الطيور المهاجرة وتشكيلة واسعة من الزواحف ما تزال عرضة للصيد العشوائي من طرف شبكات تنتحل في العديد من الحالات صفة "السياح في الصحراء"، لكن في الحقيقة تقتحم المناطق المحضورة للصيد، في ظل غياب المراقبة التي كان من المفروض أن تضمنها مصالح وزارة البيئة وتهيئة الإقليم وكذا المديريات الجهوية للغابات التي تنشط تحت مضلة وزارة الفلاحة والتنمية الريفية. ويتسبب الصيد العشوائي في الصحراء في إحداث ضرر كبير بالمحيط الايكولوجي وكذا بتر دورات التكاثر لأصناف عديدة من الكائنات الحية في الصحراء، وقد سبق أن أعدت العديد من المنظمات الناشطة في المجال الايكولوجي العديد من الدراسات، حيث أماطت اللثام على جملة من الخروقات والتجاوزات التي تحدث خصوصا في ولايات وسط والجنوب الأقصى للصحراء حيث تتواجد أصناف نادرة من الغزلان والجمال وطيور التلال الصخرية الصحراوية، ومن ضمنها النسور وكذا بعض أنواع الزواحف التي تستغل في الصناعات الصيدلانية. وكان بعض الرعايا الخليجيين قادمين من المملكة العربية السعودية بالدرجة الأولى يقصدون الصحراء الكبرى الجزائرية بقوة في بداية سنوات الثمانينات، المهمة صيد الغزلان الصحراوية الجزائرية قبل أن يتراجع عددهم في بدايات سنوات التسعينيات بسبب الأوضاع الأمنية السائدة وقتئذ، لكن عاد الخليجيون إلى الجزائر مع بداية العشرية الجارية لنفس المهام. وقد تساءل العديد من مسؤولي الجمعيات والمنظمات البيئية عن الأسباب التي جعلت من وزارتي البيئة وتهيئة الإقليم والفلاحة والتنمية الريفية تتخذان موقف المتفرج حيال هذا النزيف الفظيع للثروة الحيوانية الصحراوية، مؤكدين ان الوضع حاليا بلغ خطوطه الحمراء، لاسيما بعد أن سجلت حالات صيد في عز الدورات التكاثرية لغزلان ونسور الصحراء من طرف رعايا أجانب وأيضا مواطنين جزائريين ويتخذون جميعا صفة السياح. ولفت الفاعلون الأساسيون في المجال الايكولوجي في الجزائر إلى أن الصحراء الجزائرية تتمتع بثروات حيوانية نادرة وأيضا تتمتع بإمكانيات كبيرة لإقامة واستحداث محميات طبيعية لمختلف الأصناف من الحيوانات والطيور الصحراوية، لتكون مقصدا للسياح الأجانب، وبالتالي تحصيل الملايين من العملة الصعبة، لكن للأسف هذه الثروة يتهددها الانقراض تدريجيا في ضل تقاعس السلطات عن أداء دورها التنظيمي والرقابي، وأيضا قصور وعقم البرامج التحسيسة على قلتها التي تبادر بها المديريات الولائية للبيئة في الجنوب الكبير. وقال خبراء إيكولوجيون جزائريون أن عدد الغزلان في منطقة العرق الغربي والشرقي جنوب الواحات أصبح يتناقض من سنة الأخرى بعد أن كان معدل تضاعفها في سنوات السبعينيات عاليا.