صنعت الثلوج التي تساقطت مؤخرا وغطت سفوح ولاية برج بوعريريج منظرا خلابا كسا أعالي جبال الجعافرة حلة بيضاء فرشت لها الثلوج بساطا بلغ سمكه أحيانا 40 سم.وأشار أحد قاطني المنطقة بأن هذه المناظر الخلابة بحلتها البيضاء تبدومثالية لتطوير النشاطات السياحية الشتوية غير أن المكان لا يزال يفتقر لمنشآت فندقية ولومتواضعة على غرار بيوت الشباب. وشكا من جهته الطباخ المتقاعد بوبكر. س تذمره قائلا "يفوق سمك الثلوج المتهاطلة على بعض المناطق (كبوندا) و(قلة) فضلا عن قرى أخرى ذات تصميم قبائلي تعتلي سفوح الجبال 50 سم ولكن ليس بوسع هذا الموقع الجذاب أن يستقبل في بلاطه الناصع البياض (الثلج) العائلات والزوار أوالأطفال لأنه على الرغم من رحابة صدره فهو يفتقد لأدنى المنشآت التي يمكن تسخيرها لهؤلاء الزوار من أجل قضاء عطلة نهاية الأسبوع". في حين تم مطلع الأسبوع إزالة الثلوج عن الطرقات المؤدية إلى هذه القرى بواسطة كاسحات الثلوج. وأضاف بوبكر الذي قطع عهدا على نفسه بأن لا يفارق هذا المكان مهما حصل "قليلا ما يأتي الزوار لاستمتاع بهذه البانوراما الساحرة التي ارتدت ثوبا أبيضا حاكته لها الثلوج وطرزته الشمس بنور إشعاعها فأضحى براقا يسطع بضيائه كاللؤلؤ المكنون". وتحدث بدوره عبد القادر ذوالستين ربيعا المزارع صاحب قطعة أرض صغيرة مخصصة لزراعة الزيتون " ظلت الثلوج تكسوا الأعالي 4 أيام على الرغم من سطوع شمس دافئة نسبيا وهوالوقت الكافي لإعطاء نفحات برد منعش يغذي صدور الغابات ويخلق للأطفال جوا للمرح واللعب المفضل".
منشآت لبعث الحياة في هذه المناطق
جبل بودنة على ارتفاع (1.364 متر) وجبل طفيرج (1.326 متر) وجبل شقبو(1.029 متر) "كان بوسع هذه المواقع أن تتميز بإقامة منشآت استقبال صغيرة تأوي العائلات والتي من شأنها أن تبعث الحياة في شريان هذه المناطق" حسب ما أكد عبد القادر الذي يذكر بحنين يلهب صدره بعديد المنازل الكائنة بالبلدية وعدة قرى التي تخلى عنها أصحابها " على الرغم من استفادتهم بالغاز والكهرباء" كما أنهم يرفضون التنازل عنها لاستغلالها سياحيا". وأكد عبد القادر كذلك بأنه تم التقدم بطلب للسلطات المحلية من أجل إنجاز فندق صغير بجعافرة وهوما جعله في حيرة من أمره "الطلب الذي لا يزال ينتظر إلى يومنا هذا الإجابة عنه وتلبيته". وأشارت مديرية السياحة إلى أنه من المتوقع القيام بمشروع لإنجاز "حديقة للتسلية" وذلك بالقطاع الغابي التابع للدولة وتحديدا بشمال الولاية ولكن فيما يتعلق بالاستثمار السياحي على غرار إنجاز فندق فإن ذلك يأتي في إطار مبادرة خاصة وللأسف هناك نقص حقيقي في الأراضي التي تصلح للبناء على مستوى شمال الولاية".
الدولة على استعداد لمرافقة ودعم المبادرة المحلية
وفيما اعترف مسؤولو الشباب والرياضة بأنه "لا وجود لأي مشروع لإقامة بيت للشباب بدائرة جعافرة أضاف آخرون بقطاع السياحة بأن مبادرة إنجاز مثل هذه المنشآت أوفندق صغير من اختصاص المنتخبين المحليين الذين بوسعم تسجيل مشاريع مصغرة من أجل تطوير السياحة على مستوى بلدياتهم". وأوضح المسؤولون المعنيون بأن هذا الأمر يقوم في حقيقة الأمر على ضرورة "المرافقة بين وزارتي السياحة والشباب وتقديم مساعدات مالية لتدعيم المبادرة المحلية وليس هناك من هوأدرى من المنتخبين المحليين بما تحوز عليه السياحة في مناطقهم المعنية". وذهب مدير السياحة بالولاية منير مصادية إلى أبعد من ذلك مشيرا إلى إن قطاعه "اتخذ عديد الإجراءات في محاولة لدفع عجلة التنمية السياحية في جميع المناطق المدرجة على مستوى الولاية لكنه لم يجد للأسف آذانا صاغية من طرف المنتخبين". وبعد تساقط الثلوج التي غطت سفوح الجبال بشمال الولاية فإن هذه المواقع الخلابة الساحرة لم تعرف أي إقبال للزوار من المدن تاركين بذلك مزارعي الزيتون ينعمون ويتلذذون ببساط ثلجي ليذوب ببطء ويتغلغل في مسام التربة الكثيرة الحصى وسط بساتين الزيتون المتناثرة. كما يزيد الماء الناتج من ذوبان الثلج في رفع منسوب مياه الوديان ويعمل على تهييج شلالات المياه المتدفقة ببعض قرى وبلديات "تفرق". وأشار سليم طالب من الجعافرة يحضر لشهادة الليسانس في الحقوق بجامعة سطيف إلى أن سياحة الجبال قد تتطلب تضافر الجهود". وبالنسبة لهذا الشاب يبدوأن الإدارة المحلية لديها رغبة جامحة في الاستفادة من المواقع الخلابة لهذه المنطقة على غرار المنتخبين" وما عليهم إلا " فتح قنوات للاتصال" فيما بينهم.