أكد وزير الطاقة والمناجم، يوسف يوسفي، أن جميع استثمارات الشركة الوطنية للمحروقات "سوناطراك" بخير ولم تتأثر إطلاقا بموجة الاضطرابات التي تعم أرجاء واسعة من الجماهيرية الليبية منذ 17 فيفري الماضي، موضحا أن "سوناطراك" ستواصل عملياتها سواء على صعيد التنقيب والاستكشاف أو الاستغلال في ليبيا وقفا للاتفاقيات المبرمة بين الطرفين والتي تعود إلى أكثر من 10 سنوات، وأن الحكومة لا تفكر في الوقت الحالي في أي إجراء لإجلاء العمال الجزائريين في أحواض النفط في ليبيا. وأكد يوسفي على هامش الزيارة التي قادته، أمس الأول، إلى قواعد المنشآت النفطية في الجنوب احتفالا بالذكرى ال 40 لتأميم المحروقات، أن "سوناطراك" حققت اكتشافا مهما للنفط في مجموعة آبار جنوب ولاية غدامس 750 كلم جنوب العاصمة طرابلس بالشراكة مع المجموعة الليبية للنفط، يضاف هذا الاكتشاف إلى مجموعة اكتشافات حققتها الشركة سواء بشكل فردي أو مشترك في ليبيا خلال العامين الماضيين 2009 و2010. وتتركز معظم استثمارات "سوناطراك" في ليبيا في منطقة أحواض "غدامس"، والتي لم تطلها لحد الآن الاضطرابات الحاصلة في البلاد، لذلك لا نية للحكومة في الوقت الراهن لإجلاء عمال "سوناطراك" من المنطقة.وبالإضافة إلى ليبيا التي اقتحمتها "سوناطراك" على مدار السنوات العشر الماضية، تنشط الشركة أيضا في عدد من بلدان القارة الإفريقية، خصوصا في مصر ومالي والنيجر وموريتانيا. "سوناطراك" ملزمة بتحسين تحكمها في التكنولوجيات والهندسة من جانب آخر، أكد يوسفي بأن مجمع "سوناطراك" ملزم بالدخول بقوة في القرن 21، لاسيما من خلال التحكم في التكنولوجيات والهندسة وتطوير التكوين والموارد البشرية، موضحا أن رهانات سونطراك عديدة الرهان، الأول يكمن في رفع تحدي المساهمة بشكل نشيط في تمويل الاقتصاد الوطني، وأيضا مطالب قوية للتحكم في التكنولوجيات الجديدة المتعلقة بكافة فروع الصناعة الطاقوية وتعزيز الكفاءات الوطنية للهندسة وكذا تطوير الموارد البشرية والتكوين. وصرح وزير الطاقة في مداخلة له في إليزي أمام عمال مجمع "سوناطراك"، أن هذا التحدي الجديد يهدف أساسا إلى "التخلي عن عقلية استيراد كل شيء" في مجال قطع الغيار الصناعية ومواد البناء الخاصة بجنوب الوطن. وتأسف يوسفي لغياب اندماج صناعي وطني في كافة منشآت وتجهيزات المجمع في منطقة جنوب الوطن. أوبك ستتخذ الإجراءات اللازمة لتأمين السوق النفطية وعلى صعيد الأسواق الخارجية التي يبدو أنها بدأت تتأثر مرحليا بالاضطرابات التي تشهدها العديد من المناطق في الوطن العربي، قال يوسفي إن منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" ستتخذ الإجراءات اللازمة لتأمين السوق النفطية في حالة حدوث توسع رقعة الاضطرابات، على اعتبار أنها ستخلق نوعا من عدم التوازن في السوق النفطية الدولية. وفي هذا الصدد، قال يوسفي "لا أعتقد أن سوق النفط ستعرف اضطرابا محسوسا بسبب ما يحدث في ليبيا. ولكن في حالة حدوث اضطرابات حقيقية واتساع رقعتها أكثر، فإن منظمة أوبك ستتخذ قرارات من أجل تأمين السوق"، ولم يشر إلى ماهية هذه القرارات. وبلغ سعر نفط البرنت بحر الشمال لتسليم أفريل عتبة 120 دولار، صبيحة أمس، قبل أن يتراجع نسبيا إثر الاضطرابات التي تعرفها ليبيا التي تعد من أهم الدول المنتجة للنفط في المنظمة، في حين قفز سعر البرميل المرجعي بالولايات المتحدة "لايت سويت كرود" لتسليم أفريل بأكثر من 4 دولارات في ظرف دقائق، حيث بلغ 5ر102 دولار.