كشف رئيس حركة مجتمع السلم أبوجرة سلطاني، من تلمسان، على هامش عرض كتابه الجديد تحت عنوان أنظمة في وجه الإعصار أنه يعد واحدا من بين مؤيدي تغيير الدستور الحالي الذي أصبح حسبه لا يستجيب مع التطورات الحالية التي تعيشها البلاد، معتبرا في ذات السياق أن الطرق الأنسب للتغيير تكون من خلال الإصلاحات الشاملة التي بإمكانها أن تعمل على تحسين وضع الجزائر. واعتبر أبوجرة، قرارالرئيس بوتفليقة القاضي برفع حالة الطوارئ خطوة جديدة وأمرا منطقيا نحوإزالة الآثار الناجمة عن سنوات الجمر، حيث أنه بتجسيد هذا الاجراء سيقود حتما إلى جزائر جديدة بدستور جديد، وهياكل ومؤسسات جديدة تنبثق عنها انتخابات حرة ونزيهة وأضاف سلطاني الذي اشرف على بيع كتابه بالتوقيع بنزل اقادير وبمبادرة من المكتب التنفيذي للحركة أن السلطات العليا في البلاد عازمة على فتح صفحة جديدة لن يخرج عن الحراك الشعبي العام الذي تشهده الساحة الوطنية، ولذلك أكدنا مرارا أن مفتاح الإصلاحات هوالتعديل الشامل للدستور الذي سوف يفتح ورشة واسعة للإصلاح السياسي، والبداية هي الاستماع لصوت الشباب وتنفيذ مشاغلهم وفي سؤال حول إمكانية تأثر الجزائر بعدوى الثورات العربية، خاصة وان الكتاب يؤرخ سقوط نظام أشار سلطاني إلى أنه من حسن حظ الجزائر أنها جربت هذه الاضطرابات بين 88 1998 ودفعت الجزائر ثمنا باهظا من دماء أبنائها، ولكن هذه التضحيات لم يتم استثمارها بشكل جيد لوضع قطار الديمقراطية على سكة الحريات والانفتاح والكرامة والتداول السلمي على السلطة، فالجزائر اليوم أمامها فسحة سوف لن تطول وعلى الساهرين على أمن الوطن واستقراره أن يبادروا بالإصلاحات المطلوبة قبل أن يتحول الاستثناء المؤقت إلى قاعدة دائمة وتطرق الكتاب الجديد أنظمة في وجه الإعصار الذي صدر عن مؤسسة الشروق للنشر والإشهار، وجاء في 334 صفحة، إلى إرهاصات الثورة التونسية التي أدت إلى سقوط نظام حكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، وقال أبوجرة سلطاني أن هذا الكتاب هومحاولة لقراءة الوضع في تونس من خلال استعراض الأسباب التي أدت إلى ذلك، ورؤية حول ما يجري من تحولات في العالم العربي والإسلامي ونفى أبوجرة سلطاني أن يكون كتابه "أنظمة في وجه الإعصار" تاريخيا أوسياسيا أوكرونولوجيا إعلاميا، وإنما كما قال هومحاولة لقراءة الوضع التونسي الذي كان مستقرا ومفخرة للعالم العربي وللكثير من الدول الأوربية، كما أنه يحلل الوضع في تونس والأسباب التي أدت إلى اندلاع ثورته التي قال إنها لم تحمل أي لون سياسي وبلا ناطق رسمي، كما تعرضت إلى "ثورة الاتصال وحزب الفايسبوك" والفجوة الرقمية التي كشفت عنها تلك الثورة ولعل من أبرز ما جاء في هذا الكتاب الذي قال أبو جرة إنه انتهى من تأليفه في 14 فبراير أي بعد فرار بن علي بشهر واحد، الأسباب الثمانية لما حصل في تونس ومنها تحول هذا البلد إلى منتجع سياحي جذاب للأجانب واتساع دوائر الفساد وشيوع أخباره في كتاب "حاكمة قرطاج" وما تسرب في موقع "ويكيليكس" وما جاء في موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، إلى جانب تحول الحزب الحاكم إلى دولة تهمش كل من ليس في الحزب وانتشار المحسوبية، إضافة إلى ميلاد جيل جديد يتواصل مع العالم الخارجي عبر شبكة الانترنت والفايسبوك كما ثمن أيضا الشيخ ابوجرة سلطاني قرار رئيس الجمهورية القاضي برفع التجريم عن الصحافي.