يبدو ان موقع "ويكيليكس" المثير للجدل لن يكفّ عن نشر وتسريب وثائق سرية فاضحة، بحيث ذكرت وثيقة أمريكية سرية مسربة لموقع "ويكيليكس" إن الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين أمر في العام 2006 بعرقلة البرنامج النووي الإيراني، وذلك بعد محادثات مع مسؤولين أمنيين إسرائيليين. وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن رئيس لجنة الطاقة النووية الإسرائيلية غدعون فرانك الذي شارك في جهود متواصلة لوقف تطوير البرنامج النووي الإيراني، التقى في 7 فيفري العام 2006 مع السفير الأمريكي في تل أبيب جيمس جونز وأبلغه بتوسع بنتائج اللقاءات السرية التي عقدها مع رؤساء المؤسسة الأمنية وأجهزة الاستخبارات في روسيا. ووفقا للبرقية الدبلوماسية التي بعثها جونز إلى واشنطن وتسربت إلى "ويكيليكس"، فإن فرانك قال للسفير الأمريكي إنه التقى مع عدد من المسؤولين الروس وبينهم وزير الدفاع سيرغي إيفانوف ووزير الخارجية سيرغي لافروف ورئيس الوكالة الروسية للطاقة النووية ورئيس الحكومة السابق سيرغي كيريينكو وقال فرانك إنه راضٍ نسبيا من الموقف الروسي وأنه على ما يبدو أن مواقفهم تجاه إيران أصبحت أكثر تشددا، لكنه أضاف أن "الكرملين يتصبب عرقا ويشعر بهؤلاء الذين يخشون من مواجهة مع إيران وأولئك الذين يخافون من إيران نووية". وأضاف رئيس لجنة الطاقة النووية الإسرائيلية إن الإيرانيين هددوا الروس بأنهم قادرين على "إثارة حالة فوضى في الشيشان". ووفقا للبرقية المسربة، فإن نائب رئيس لجنة الطاقة النووية الإسرائيلية ايلي ليفيطا أظهر إطلاعا واسعا وأطلع السفير الأمريكي على أنه يعرف أن الحكومة الروسية تخضع لضغوط يمارسها رؤساء المحافظات في جنوبروسيا بعدم الدفع باتجاه مواجهة مع إيران. وقال فرانك إن كيريينكو أبلغه بأنه يعتزم عرقلة عملية إرسال قضبان الوقود النووي إلى مفاعل بوشهر لفترة طويلة جدا وأنه لا يعتزم في هذه المرحلة إرسال "وقود طازج" للمفاعل في إيران. وأضاف فرانك إنه أبلغ المسؤول الروسي بأن هذه الخطوة الروسية تنطوي على أهمية كبيرة بالنسبة لإسرائيل. وبحسب فرانك فإن كيريينكو قال له إن روسيا ستبرر التأخير المقصود أمام إيران بوجود "مشاكل تقنية" وأن "الإيرانيين ليسوا في مكانة تسمح لهم بالتذمر". وقال كيريينكو إن بوتين شخصيا أمر بتنفيذ هذه العرقلة المقصودة. وقدر فرانك خلال لقائه مع السفير الأمريكي في تل أبيب أن الروس سيخسرون 50 مليون دولار جراء تأخير إمداد إيران بالوقود لمشروعها النووي. وأضاف إن الروس أبلغوه بأنهم أجروا تغييرات في المواد التي من المقرر أن ينقلوها إلى مفاعل بوشهر من أجل إبطاء تطوير البرنامج النووي الإيراني. وتظهر البرقية التي كشفها "ويكيليكس" أن فرانك والسفير الأمريكي بحثا في كيفية جعل المجتمع الدولي يعوض روسيا على خسارتها في أعقاب تأخير إمداد مفاعل بوشهر وذلك بهدف "إبقاء الروس معنا" في ما يتعلق بمحاربة البرنامج النووي الإيراني.