طعنت زعيمة حزب العمال في نتائج الانتخابات الرئاسية للتاسع من أفريل الجاري وأشارت إلى عدة خروقات شابت العملية الانتخابية وهذا ما اعتبرته تزويرا فاضحا، كما شكّكت حتى في نسبة المشاركة ونسبة التسعين بالمئة التي حصل عليها الرئيس بوتفليقة وشبّهت حالة الجزائر بجمهورية الموز، وإن كانت الجزائر كذلك –" واش أداك يا مخلوقة تشاركي في انتخابات جمهورية الموز" - كل هذا كنا سنفهمه لو أن لويزة حنون كانت في الصف الآخر لكن والحال وزعيمة حزب العمال كانت من مناصري تعديل الدستور وتسفيه الدّاعين إلى مقاطعة الانتخابات، مؤكدة بثقة في حملتها الانتخابية أن الانتخابات ستكون شفافة ونزيهة داعية الجميع للمشاركة فيها. فماذا حدث بين إفراغ الصندوق وغلقه لتنقلب حنون على حظها الذي بلغ 4.22 بالمئة، والأمر نفسه بالنسبة لجهيد يونسي الذي رافع لصالح انتخابات قال عنها إنها لن تكون مغلقة مؤكدا أن لا مجال للتزوير وهذا ما كان يفهم منه أن يونسي كان يملك معطيات مؤكدة تُظهر أنه لن يكون هناك تزوير.. عموما ما وصل إليه المترشحون من خيبة لا يدل إلا على شيء واحد هو خيبة عميقة وضربة في الصميم بسبب ضآلة ما حققوه وهم الذين كانوا ينتظرون تعزيز تواجدهم بأرقام تفتح لهم الشهية لانتخابات قادمة في غياب مترشحين من الوزن الثقيل، إلا أن الصفعة كانت قوية وحفظت للكبار مكانتهم وأعطت للصغار حجمهم الحقيقي، ومع الأسف فات الأوان وسبق السيف العذل، والأصفار المحققة والأربعة بالمئة لن تتحوّل إلى أربعين كما تشتهي لويزة التي تقول إن الفارق بينها وبين بوتفليقة كان ضئيلا لو لم يحدث تزوير. مع الأسف المعارضة عندنا حين تخسر وتُضرب على القفا وتخطئ في حساباتها ليس في هذه المرة فقط بل في كل مرة، لا تنسحب بشرف وتسلم المشعل لدماء جديدة يمكنها تغيير الموازين ولكنها تبكي الحظ العاثر وسوء التدبير، فكم خسارة منيت بها أحزاب المعارضة التي تدخل في كل مرة الانتخابات ثم تؤكد أنه لولا التزوير لاكتسحت المجالس وكل المقاعد، وإن كان الأمر كذلك فلماذا لا يطالب الذين صوّتوا على هذه المعارضة- والتي تقول إنها فازت- بحقهم وبأصواتهم؟ المشكلة عندنا صارت أكبر من معارضة وسلطة لأنها باتت تتكشف لنا معارضة تشتكي أكثر مما تقرر وتتكلم أكثر مما تفعل، وإن كانت السيدة لويزة قد خاب أملها في انتخابات كانت من أول وأشرس المدافعين على نزاهتها خلال حملتها الانتخابية لتصدم اليوم في كل شيء حتى في ما حقّقته من نتائج، فالجدير بكل من يسمعها أن يقول "واش أداك لواد الانتخابات يا مخلوقة" ..؟