يعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم قراره بشأن حجم المرحلة الاولى من الانسحاب العسكري من أفغانستان الشهر المقبل، في خطاب قد يرسم الخطوط الرئيسية لاستراتيجية خروج من هذه الدولة بعد حوإلى عشر سنوات على اجتياحه. ونقلت مصادر اعلامية، عن مسؤول أمريكي كبير، إن أوباما سيلقي "الخطاب حول افغانستان اليوم "، وهو ما اكده مسؤول اخر .فيما لزم البيت الابيض الغموض بشان حجم وسرعة الانسحاب، مشددا على انهما سيتقرران على ضوء "الوضع الميداني". وكانت صحيفة وول ستريت جورنال، ذكرت ان البنتاغون طلب من اوباما الابقاء على التعزيزات العسكرية التي ارسلت إلى افغانستان حتى خريف 2012. وبحث الرئيس بانتظام مسالة الانسحاب مع فريقه للامن القومي، خلال لقائه مع القائد العسكري على الارض الجنرال ديفيد بترايوس في البيت الابيض. وبحسب مصادر اعلامية، فان ايا كان القرار الذي سيتخذه اوباما، فهو سيسعى لايجاد مخرج لمعادلة صعبة تتطلب عدم تعريض التقدم "الهش" الذي تم تسجيله على الارض للخطر، وهو ما اقرت به ادارته نفسها، وفي الوقت نفسه الاخذ بالراي العام الامريكي. ومن المتوقع بالتالي ان يسعى اوباما المرشح لولاية ثانية في انتخابات نوفمبر 2012، لتوجيه رسالة مفادها ان الحرب التي بدات في اعقاب اعتداءات 11 سبتمبر 2001 لن تستمر إلى ما لا نهاية وقد اقرت قمة الحلف الاطلسي في لشبونة في نهاية 2012 مبدأ نقل المسؤوليات الامنية إلى القوات الافغانية بحلول العام 2014. غير ان عديد القوات الامريكية في افغانستان تضاعف بثلاث مرات منذ وصول اوباما إلى السلطة في جانفي 2009 حيث شدد الرئيس على ضرورة منع القاعدة من التمركز مجددا في أفغانستان لاستخدامه قاعدة من اجل شن هجمات جديدة على الاراضي الامريكية.الا ان اصوات ترتفع بشكل متزايد في الكونغرس للمطالبة بوضع حد للعمليات في هذه الدولة وقد قدرت كلفتها بحوإلى عشرة مليارات دولار في السنة، ولا سيما بعد تصفية زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في عملية شنتها وحدة كومندوس امريكية في 2 ماي في باكستان المجاورة. وكما عند وضع استراتيجيته في افغانستان التي اعلنت في نهاية 2009 بعد مشاورات استمرت ثلاثة اشهر، سيترتب على اوباما ان ياخذ بالاعتبار العلاقات بين واشنطن واسلام اباد التي يصفها البيت الابيض بانها "اساسية الا انها معقدة"، وقد ازدادت توترا مع عملية قتل بن لادن. ويشتبه بتواطؤ قسم على الاقل من اجهزة الاستخبارات الباكستانية الواسعة النفوذ مع المتطرفين الاسلاميين الذين يستخدمون المناطق القبلية شمال غرب باكستان المحاذية لافغانستان قاعدة خلفية لشن عملياتهم، والذين تستهدفهم الولاياتالمتحدة بانتظام بواسطة الطائرات بدون طيار. كما يعلن اوباما قراره في وقت يشتد التوتر مع الرئيس الافغاني حميد كرزاي الذي وجه انتقادات لاذعة مؤخرا إلى القوات الاجنبية، ما اثار ردا نادرا وشديد اللهجة من السفير الامريكي المنتهية ولايته كارل ايكنبيري.