أكدت صحيفة الوطن السورية القريبة من النظام، أمس، أن الجيش السوري يستعد لاقتحام مدينة البوكمال شرق سوريا التي تشهد وضعا "متفجرا" بسبب ما وصفتها ب قيام "مجموعات ارهابية مسلحة" باشعال الاضطرابات في هذه المنطقة على الحدود مع العراق. وأوضحت الصحيفة ذاتها، نقلا عن مراقبين، إن رد السلطات السورية كان حاسما بإرسال الجيش إلى بؤر التوتر الحدودية لأنها تخشى من ان تنشأ حركة تمرد مسلحة في احدى المناطق الحدودية حيث تستطيع ان تحصل على خطوط تموين لوجستي ودعم سياسي. من جهته، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان مدنيا قتل واصيب اربعة اخرون أمس الأول في منطقة البوكمال حين اطلقت قوات الامن النار لتفريق تجمع مناهض للنظام. ومن جانبها، تحدثت وكالة الانباء السورية الرسمية، عن مقتل عنصرين في قوات الامن السبت "بعد مهاجمة المجموعات المسلحة لمبنى قيادة منطقة البوكمال واستيلائها على الأسلحة فيه بينما انتشر بعض المسلحين على اسطح الأبنية".واضافت إن ثلاثة عناصر من قوات حفظ النظام قتلوا وخطف اثنان اخران. ومنذ انطلاق الاحتجاجات منتصف مارس في سوريا، يتهم النظام مجموعات مسلحة تسعى الى زرع الفوضى في البلاد بالوقوف وراء الاضطرابات. وفي المقابل، أكدت صحيفة الوطن أن الوضع عاد إلى طبيعته في مدينة حماة شمال سوريا التي شهدت في الاسابيع الاخيرة تظاهرات ضخمة ضد نظام بشار الأسد. وأوضحت الصحيفة، أن الجهود المكثفة والحثيثة التي بذلها محافظ حماة الجديد انس عبد الرزاق الناعم مع مشايخ المدينة يوم الخميس الماضي، أسفرت على انهاء حالة العصيان المدني التي دامت 13 يوما، وأضافت أنه منذ يوم الجمعة تركت المجموعات الحواجز، وبعضها قام برفعها وازالة أنقاضها وبقاياها لتبدأ شركات القطاع العام ومؤسسات الدولة بالتعاون مع الأهالي منذ صباح السبت ) بحملة واسعة النطاق لازالة الحواجز ومخلفاتها من الشوارع الرئيسية. وكان سكان حماة اقاموا حواجز لمنع قيام الجيش بعملية عسكرية. وقتل ما لا يقل عن 25 مدنيا منذ 5 جويلية في هذه المدينة التي ارسلت اليها دمشق دباباتها ردا على تظاهرة ضخمة للمعارضين شارك فيها نحو 500 الف شخص بحسب منظمات حقوقية. وعقد "مؤتمر انقاذ وطني" في اسطنبول جمع أكثر من 300 معارض سوري من تيارات مختلفة اعلن تنديده بالقمع الدامي للتظاهرات. وتشهد سوريا منذ منتصف مارس الماضي، حركة احتجاجية غير مسبوقة تطالب بتنحي الرئيس بشار الأسد ويواجهها النظام بحملة قمع دام اسفرت حتى الآن عن أكثر من 1400 قتيل، فضلا عن اعتقال أكثر من 12 الف شخص وفق ناشطين حقوقيين.