تتعرّض حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية هذه الأيام، إلى حملة شرسة من أجل اقتلاعها من الجذور والقضاء عليها، لاسيما بعد الانتصار المذهل الذي حققته خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة وهذا باعترافه، حيث تقوم بعض الدول العربية وإسرائيل بشد الخناق عليها وذلك بمنع وصول الأسلحة إليها، بدءا بقصف قافلة غزة في الأراضي السودانية من طرف إسرائيل وقتل من كان على متنها تحت ذريعة تهريب الأسلحة، إلى قيام الحكومة المصرية باتهام حزب الله بمحاولة المساس بالنظام، إذ قام الأمن المصري بإلقاء القبض على عناصر قال بأنها تنتمي للحزب اللبناني وأخيرا إصدار محكمة الأمن الأردنية حكمها بالسجن ضد أشخاص بتهمة التجسس لصالح حركة حماس الفلسطينية، الأمر الذي يرى فيه المحللون السياسيون أنه بداية لتنفيذ مخطط إسرائيلي تشترك فيه دول عربية من أجل خنق المقاومة الفلسطينية. يرى المحللون السياسيون أن الحرب الضروس التي تشنها حاليا، الحكومة المصرية وكذا الإعلام المصري، ليس فقط من أجل ضرب حزب الله، بل اعتقال عناصر قيل بأنها تنتمي لحزب الله يكمن بالدرجة الأولى في محاربة المقاومة الفلسطينية المحاصرة، واقتلاع جذورها، لاسيما وأن عملية الاعتقال تمت بناء على معلومات قدمها جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد" إلى الاستخبارات المصرية، وهذا بغض النظر عن تدمير الأنفاق التي يتم عبرها إيصال السلاح إلى المقاومة في القطاع، حيث أعلنت مصر، أول أمس، أنها قامت بتدمير ما يقارب عن أربعين نفقا في رفح لمنع اختراق غزة عبر الأنفاق، في حين أن الطائرات الحربية الإسرائيلية تنتهك يوميا الأجواء المصرية ولا تحرك الحكومة ساكنا، الأمر الذي يوضح جليا -حسب ما يراه المتتبعون للقضية- أنها محاولة لشد الخناق على المقاومة. كما أن الإعلام المصري الرسمي، هو الآخر لعب دوراً أساسيا في شنّ حملات عدائية ضد المقاومة، الأمر الذي أفقدها زمام المبادرة الذي كانت تتمتع به عندما كان إعلامها رائداً في الوطنية، ووقفت في خندق واحد مع الحكومة المصرية. اتجاه حزب الله اللبناني والمقاومة الفلسطينية، إثر الأزمة الأخيرة المتعلقة باعتقال خلية، قيل إنها تخطط للقيام باغتيالات واستهداف مصالح حيوية في مصر، فضلا عن إيصال الأسلحة إلى الفلسطينيين. ومن جانبها، المملكة الهاشمية تفرض طوقا على المقاومة الفلسطينية، إذ أصدرت، أمس، حكمها بالسجن لمدة خمس سنوات على ثلاثة أفراد، قالت إنهم متهمين بالتجسس لصالح حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الأمر الذي يوضح -حسب المحللين السياسيين- أن القضية وراءها مخطط إسرائيلي أمريكي هدفه خلط أوراق اللعبة في المنطقة وتنفيذ أجندتها ولعل أبرزها تطويق المقاومة الفلسطينية ومنع وصول أي دعم إليها.