استعد المقاتلون الموالون للمجلس الوطني الانتقالي الحاكم في ليبيا المنضوي تحت لواء المعارضة لتجديد تقدمهم إلى مدينة سرت الساحلية أمس، بعد أن قصفت طائرات حلف شمال الأطلسي أهدافا في تلك المدينة مسقط العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي للقضاء على مقاومة قواته. وبحسب مصادر إعلامية، تقدمت القوات المناهضة للقذافي حتى أصبحت على بعد بضعة مئات من الأمتار من قلب سرت وهي أحد المعاقل الأخيرة للمقاومة المؤيدة للقذافي في ليبيا إلا أنهم تراجعوا مع قيام حلف الأطلسي بشن هجمات. وتقع سرت بين العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي بشرق ليبيا وكلاهما يسيطر عليها الآن المجلس الوطني الانتقالي الذي أطاح مقاتلوه بالقذافي الشهر الماضي بعد ستة أشهر من حملة لم تنته بعد. ويمثل الاستيلاء على سرت دفعة كبيرة للمجلس الوطني الانتقالي في الوقت الذي يحاول فيه ترسيخ مصداقيته كحكومة وسيكون ضربة للقذافي الذي يعتقد على نطاق واسع انه مختبيء داخل ليبيا. وصرح مسؤولون بالمجلس الوطني الانتقالي أن الموالين للقذافي أثبتوا أنهم مازالوا يشكلون خطرا من خلال شن هجوم أمس الأول على مدينة غدامس . وقال المجلس أن أنصاره عثروا على مقبرة جماعية تضم رفات أكثر من 1270 شخص قتلتهم قوات الأمن التابعة للقذافي في مذبحة عام 1996 في سجن جنوبيطرابلس. وهذه المقبرة أول دليل مادي على مذبحة سجن أبوسليم التي لم يكشف عنها النقاب لسنوات وإن كانت ساهمت بشكل أساسي في الإطاحة بالقذافي. ووفقا لمصادر إعلامية، نقلا عن روايات لناجين تحدثوا إلى منظمات لحقوق الانسان فانه بدءا من فجر يوم 29 جوان 1996 صف الحراس السجناء في أفنية سجن أبوسليم.حيث أطلق أفراد أمن يقفون على سطح السجن الرصاص من بنادق الية على السجناء قبل ان يستخدموا مسدسات من مسافات قريبة للإجهاز عليهم. وكانت الانتفاضة التي أطاحت بالقذافي اشعلتها احتجاجات ذات صلة بمذبحة أبوسليم. ففي فيفري تظاهرت أسر السجناء الذين قتلوا هناك عام 1996 في مدينة بنغازي بشرق البلاد للمطالبة بالإفراج عن محاميهم. ولم يقع قتال يذكر أمس الأول على الأراضي الواقعة غربي سرت حيث تقدم مقاتلو المجلس الوطني إلى أقرب مسافة من قلب المدينة. وعلى الجانب الشرقي تقدمت القوات لمسافة 15 كيلومترا من وسط المدينة ليبلغ اجمالي تقدمها أكثر من 25 كيلومترا. حيث ذكرت مصادر إعلامية، أن القصف المكثف لحلف الأطلسي ساعد قوات المجلس في إحراز هذا التقدم. وأضافت انها سمعت دوي قصف مدفعي وكان موسى ابراهيم المتحدث باسم القذافي، نفى تقارير قالت إن القذافي وعائلته استغلوا ثروة ليبيا النفطية. وقال إن القذافي وعائلته من أفقر المواطنين. وتشير روايات من مقاتلين تابعين للمجلس الوطني الانتقالي وأشخاص تمكنوا من مغادرة سرت إلى أن القوات الموالية للقذافي تحاول منع المدنيين من مغادرة المدينة لاستخدامهم دروعا بشرية. وبعد مرور شهر من طرد قوات القذافي من طرابلس ومعظم انحاء البلاد ما زال المجلس الوطني الانتقالي يواجه تحديات لحكمه من منطقتين رئيسيتين هما سرت وبني وليد وهي بلدة تقع على مسافة 170 كيلومتر جنوب شرقي طرابلس. ويقول حكام ليبيا الجدد انهم لا يستطيعون البدء في عملية اجراء الانتخابات قبل السيطرة على سرت وبني وليد. فيما حالت الخلافات على الحقائب الوزارية دون تشكيل حكومة مؤقتة مما ادى إلى زيادة الغموض بشأن مستقبل البلاد.