لم يبلغ بعد قطاع السياحة النتائج المرجوة المخطط لها قبل 6 سنوات مباشرة بعد عقد الجلسات الوطنية الأولى للسياحة في 2005 و أعلن في ختامها على برامج " طموحة " تمد على مراحل حتى آفاق 2025 حيث تشير كل المؤشرات و المعطيات المدعمة بالأرقام التي حملتها و نشرتها مكاتب الخبرة و الاستشارة المحلية و الأجنبية التي تشتغل حول ملف السياحة في الجزائر بمناسبة اليوم العالمي للسياحة الذي يصادف 27 سبتمبر من كل عام أن القطاع ما يزال لا يستغل سوى 20 بالمائة من طاقاته و إمكانياته كما أن الترسانة القانونية التي أقرت بهدف ضبط و تطوير الاستثمارات لم تساير بشكل جيد الاهتمام و الاستعداد الدولي لاقتحام السوق الجزائرية الأمر الذي تسبب في انكماش الاستثمارات الأجنبية و عدول العديد من المجمعات العالمية الكبرى عن خططها لدخول السوق الجزائرية . ويعترف العديد من متتبعي ملف الاستثمار السياحي في الجزائر أنه ورغم كل الأرصدة المالية الضخمة التي خصصت لدعم مردود القطاع سيما على مستوى بناه التحتية إلا أن النتائج تبقى دون المأمول بالرغم من المؤهلات الكبيرة التي تتمتع بها الجزائر في هذا المجال إن على مستوى الشريط الساحلي أو في منطقة الهضاب و شمال الصحراء و الجنوب الكبير حيث لم تفلح مختلف البرامج المسطرة الخاصة بترقية الوجهات والمقاصد السياحية الجزائرية في استقطاب العدد المتوخى من السياح المحليين والأجانب و الأدهى أن تشكك العديد من مكاتب الخبرة و الاستشارة في أرقام الوزارة الخاصة بعدد الوافدين على الجزائر من مختلف صيغ السياحة .و على نقيض كل هذه المعطيات المتشائمة بخصوص راهن و مستقبل القطاع نجد خطاب الوصاية دائما "ورديا "حيث جدد أمس وزير السياحة إسماعيل ميمون من ولاية تيبازة التي اختيرت لانطلاق فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للسياحة تأكيده أن قطاعه حدد هدف استحداث قرابة مليون منصب عمل حتى سنة 2020 أي في غضون 9 سنوات المقبلة بمعدل 100 ألف منصب عمل سنويا هذا الرقم و حسب المتتبعين لمستويات تطور القطاع مبالغ فيه بالنظر إلى بطؤ وتيرة انجاز البنى و الهياكل الأساسية السياحية التي من شأنها امتصاص هذا الكم الهائل من اليد العاملة و أيضا قصور برامج التكوين و الرسكلة التي تجعل من القطاع مواكبا للتطورات الحاصلة على الصعيد العالمي حيث تم إدراج النشاط السياحي من طرف المرصد العالمي للسياحة قبل ثلاث سنوات في خانة الصناعات التي ستكون بديلة للنفط من حيث الإيرادات خلال نصف قرن المقبل أي بداية من 2050.كما أن حديث الوزير عن المخطط الوطني للصناعات التقليدية الذي تم تبنيه من طرف الحكومة على مراحل حتى سنة 2020 و إقرار آليات جديدة لتدعيم هذه الصناعات ما يزال يراوح مكانه حيث عبر العديد من أصحاب المقاولات في هذا المجال عن استياءهم من قلة برامج الدعم و المرافقة الأمر الذي رهن مستقبل مؤسساتهم التي أنشئت في معظمها في إطار برامج صندوق التامين على البطالة " كناك " و صيغ الدعم الأخرى في إطار صناديق دعم التشغيل المحلية . وفي انتظار أن يتم مراجعة الآليات المتبعة في ضبط مقاربات هذا القطاع خصوصا على صعيد الاستثمارات يبقى مستقبل القطاع رهين إرادة السلطات العمومية و جديتها في التعاطي و التعامل مع هذا الملف الحساس . حسب الأمين العام للمنظمة العالمية للسياحة: 940 مليون سائح عبروا الحدود الدولية في سنة 2011
قال الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية طالب الرفاعي، في رسالة للمشاركين في الاحتفالات و الفعاليات المقامة بالجزائر، أن الاحتفال بيوم السياحة العالمي لسنة 2011 المنظم تحت شعار "السياحة ..رابط قوي بين الثقافات" يدل على أهمية دور السياحة في تذليل العوائق القائمة بين الثقافات، وفي تعزيز التسامح والتفاهم والاحترام المتبادل، وهي القيم التي ينبغي أن يقوم على أساسها مستقبل يعمه المزيد من السلام. وأشار ذات المسؤول إلى عبور 940 مليون سائح للحدود الدولية عام 2011 هو مؤشر على تنامي حجم الصناعة السياحية عالميا .