استطاع، أول أمس، شباب بلوزداد أن يظفر بتأشيرة التأهل إلى الدور النهائي في منافسة كأس الجزائر، بعد تغلبه على اتحاد عنابة بهدف مقابل صفر بملعب الثامن ماي بسطيف. دخلت عناصر بلوزداد اللقاء بقوة وكانت أول فرصة خطيرة في د (10) عن طريق نيبي الذي فوّت على فريقه فرصة هدف محقق بعد تمريرة رائعة من فنير. ردّ عنابة كان سريعا وكاد الهادي عادل في د (11) أن يفتتح باب التسجيل برأسية بعد تنفيد مخالفة من بودار، وبعدها استرد الشباب سيطرته. وفي د(23)، عمل ثنائي بين آيت واعمر ونيبي هذا الأخير يسدد من بعيد كرته تمرر بقليل. الشوط الثاني عرف سيطرة بلوزدادية وبالكامل ففي د (49) آيت واعمر يفتح ناحية فنير الذي بدوره مرّر لحريزي هذا الأخير لم يحسن التفاوض مع الشباك. فلاح في د(74) كاد أن يكلف فريقه هدفا بعد أن أخطأ في إبعاد الكرة الذي وجدت رجل ربيح، هذا الأخير يسدّد لكن لسوء الحظ تصطدم بأحد المدافعين إلى الركنية. عزيمة بلوزداد كانت حاضرة فوق الميدان وصنعت الفارق، حيث أجرى المدرب حنكوش تغييرا ذكيا عندما أقحم براجة مكان آيت واعمر حيث أنعش هجوم بلوزداد وجاء على إثره هدف الفوز في د(87)، عندما انطلق بكرة من وسط الميدان وراوغ مدافعين، سدّد كرته، ردها الحارس حوامد لكن فنير وبدون تردد وضع الكرة في الشباك مهديا آلاف الجماهير التأهل إلى النهائي. فنير ونيبي ثنائي خطير كان ثنائي الهجوم فنير ونيبي خطيرا على دفاع اتحاد عنابة نظرا للتفاهم الكبير بين اللاعبين، حيث قادا كل الهجمات البلوزدادية الخطيرة، فبعدما أخفق نيبي في فتح باب التسجيل تمكّن زميله فنير من التوقيع وإهداء التأهل. فلاح كاد أن يفعلها كادت أن تعود الجماهير البلوزدادية خائبة من سطيف وكاد فلاح أن ينال ما لم ينله من قبل من شتم وتحميل للمسؤولية عندما أخطأ في إبعاد كرة بودار، بعد خروجه غير الموفق، لكن فلاح كان تركيزه منصبّا على ركلات الترجيح الأمر الذي أفقده توازنه في المواجهة. بودار شكّل مصدر خطر على بلوزداد كان صانع ألعاب عنابة، بودار، مصدرا خطيرا على شباب بلوزداد بفضل توغلاته وتمريراته المدققة للكرات، المهاجم لم تجد كراته من يودعها الشباك بالرغم من أنها كانت توضع كلها فوق رؤوس المهاجمين، كما أن الهادي عادل ضيّع بدوره ثلاث كرات سانحة للتسجيل. مدرب ولاعبو عنابة رفضوا التصريح رفض كل من مدرب اتحاد عنابة لطرش ولاعبوه التصريحات للصحافة وبقوا قابعين في غرف حفظ الملابس لمدة لا تقل عن ساعتين بعد أن نالوا سخط الرئيس منادي الذي عاتبهم عن الإقصاء بعد صرف الملايير دون فائدة. قالوا عن التأهل حنكوش: "كنا أكثر إرادة من عنابة" أعرب مدرب بلوزداد، حنكوش، عن سعادته الكبيرة بتأهل فريقه إلى الدور النهائي، حيث صرح: "كان التخوف باديا في الدقائق الأولى نظرا لطبيعة المباراة لكنّنا عرفنا كيف نساير الفترات العصيبة التي عرفها الشوط الأول، أما المرحلة الثانية فكنا أكثر عزيمة من عنابة وسيطرنا على وسط الميدان حيث استولينا على عدد معتبر من الكرات، أظن أننا نستحق التأهل عن جدارة واستحقاق، والحمد لله فقنا التوقعات وبلوزداد في النهائي". قرباج رئيس بلوزداد: "أهدي التأهل لمنادي" فرحة عارمة غمرت رئيس بلوزداد، محفوظ قرباج، عقب إحراز الشباب التأهل إلى نهائي كأس الجمهورية، حيث عبر عن شعوره دون تمعن وقال: "قلت لكم من قبل عندما أجريت قرعة الثمن والربع نهائي التي أوقعتنا مع تلمسان أن في حالة ما إذا فزنا على هذا الأخير سننال اللقب، والحمد لله حلمي في طريقه إلى التحقيق، المهم أنا الآن أسعد إنسان على كوكب الأرض". وعن المنحة المخصصة لهذا التأهل أكّد قرباج أنه "بقدر ما أرصد لهم منحة خاصة لن تكون كافية نظير المجهود الذي بذله أبنائي والعزيمة القوية التي تحلوا بها". ولم يتمالك قرباج لسانه حيث واصل ساخرا: "أهدي هذا التأهل لرئيس اتحاد عنابة منادي وأقول له أنني فزت عليك في المعركة النفسية التي خططت لها". منادي رئيس عنابة: "نهائي هذا الموسم لا نكهة له" بلهجة المتذمر من الهزيمة النكراء والإقصاء المر على يد بلوزداد لم يكن في وسع رئيس اتحاد عنابة إلا أن يصرّح دون احتشام بأن نهائي هذا الموسم الذي سينشطه شباب بلوزداد وأهلي البرج لا يملك أي نكهة نهائي كأس الجزائر، لأن الفريقين الكبيرين –حسب رأيه– لن يكونا حاضرين، يقصد سطيف وفريقه عنابة، "ليس لدي ما أقوله عن المواجهة، بلوزداد كانت الأفضل منا على الإطلاق وفي جميع الجوانب، لكن نهائي هذا الموسم ليس له طعم لأن عنابةوسطيف خرجتا من هذه المنافسة". بوقجان: "الحمد لله نحن في النهائي" خليل كان من بين أحسن اللاعبين فوق الميدان حيث تحلّى برزانة قوية في الدفاع وساهم حتى في نقل الخطر إلى منطقة الخصم بفضل توغلاته السريعة، بوقجان سار على نهج زملائه ولم يتمالك نفسه هو كذلك إذ رقص وتغنى حتى فقد صوته من شدة الصراخ، وقال: "لا أصدق ما يحدث، الحمد لله، تأهّلنا للنهائي والعاقبة للكأس السادسة". فنير: "لا يوجد أي مشكل بيني وبين منادي" السم القاتل لدفاع عنابة، المهاجم فنير، الذي رد الصاع صاعين لفريقه السابق بعد التهميش و"الحڤرة" التي تعرض لهما آنذاك من طرف منادي، لكنه تحلى بروح رياضية عالية وأكد أنه لا يوجد أي مشكل بينه وبين عنابة ولا يكنّ أي حقد للرئيس منادي "ليس لدي أي مشكل مع منادي ولا حتى عنابة التي دافعت عن ألوانها في وقت سابق، لكنني الآن أدافع عن بلوزداد وأصنع أفراح الجماهير الوفية فالحظ كان معي ووفقت في ذلك وأتمنى أن نحصل على اللقب". أنصار بلوزداد اكتسحوا الملعب رغم الحرب النفسية والتصريحات المثيرة للجدل التي أحدثها مسيرو عنابة قبل موعد اللقاء، حيث حاولوا أخذ الحصة الكبيرة من التذاكر وأكدوا للجميع أن عنابة سترحل كلها إلى سطيف، إلا أنهم تلقوا صفعة من جماهير شباب بلوزداد التي اكتسحت ملعب النار والانتصار وألهبته بالألعاب النارية والمفرقعات حيث فاق عددهم بكثير عدد جماهير". الهوليغانز التي بقيت تتفرج عن الحلة التي صنعوها باللونين الأحمر والأبيض. راية الحراش كانت بجانب عنابة تنقل العشرات من محبي اتحاد الحراش إلى سطيف وجلسوا بجانب أنصار اتحاد عنابة وعلقوا راية صفراء وسوداء رغم أنهم لم يكونوا طرفا في المواجهة، حيث عادوا خائبين إلى العاصمة عكس الجماهير البلوزدادية التي عادت فرحة. إدارة بلوزداد عقدت اجتماعا طارئا قبل اللقاء عقدت إدارة شباب بلوزداد اجتماعا طارئا قبل بداية المواجهة وحضر الاجتماع رئيس عنابة، منادي، والمسيرون إلى جانب لجنة التحكيم، هذا الاجتماع كاد عن يفضي عن عدم إجراء اللقاء حيث هدّد قرباج بمقاطعة اللقاء بعد تغيير حكم المباراة في آخر لحظة حيث عوض حواسنية بحيمودي، الجميع فهم أن بلوزداد عرفت كيف تنقل الضغط إلى عنابة قبل أن تمارسه هذه الأخيرة، ليفوز قرباج على منادي في الحرب النفسية. حرق ثلاث مركبات بالبويرة لم يكمل أنصار بلوزداد فرحتهم حيث تعرضوا في البويرة، وبالضبط في بلدية العجيبة، للرشق بالحجارة، إذ واجهوا عددا من المشاغبين والمخرّبين الذين رشقوا كل ما هو مرقم بعدد "16"، ليختلط الحابل بالنابل بين المناصرين وهؤلاء المشاغبين، واستعمل الطرفان الأسلحة البيضاء الأمر الذي أدى إلى إصابتهم بجروح، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد حيث تم حرق ثلاث سيارات كانت تقلّ مناصرين من بلوزداد ليزداد بعدها الأمر سوءا، ما جعل عناصر الدرك والجيش الوطني تتدخل لتهدئة الوضع. الموكب تشتّت والكل أخذ طريقا يعرفه بقي الطريق الوطني رقم خمسة مغلقا ومحاصرا بعدد من المشاغبين الذي لم يفوتوا الفرصة لإحداث أعمال العنف، الأمر الذي جعل موكب المناصرين يتشتت وينقسم، حيث بقي بعضه قابعا في نصف الطريق أمام حواجز الدرك الوطني، والبعض الآخر عاد إلى سطيف وأصحاب الحظ الذين يعرفون المسالك حيث عرفوا كيف يتسللون وينجون من ذلك الكمين، فجزء عاد أدراجه للوراء وأخذ طريق المسيلة، وجزء أخر ذهب على بجاية والجزء الآخر على تيزي وزو، وهو ما جعل العاصميين يصلون إلى ديارهم في حدود الثالثة والرابعة صباحا.