عاد المصريون أمس إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في جولة الإعادة من المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية، بينما يسعى حزبا الحرية والعدالة والنور لتعزيز تقدمهم الملحوظ في نتائج الجولة الفائتة.ويصوت سكان تسع محافظات مصرية على مدار يومين لاختيار مرشحي المقاعد الفردية -التي تمثل ثلث إجمالي المقاعد- في أول انتخابات عامة تشهدها البلاد منذ إسقاط الرئيس محمد حسني مبارك في 11 فيفري الماضي. هذا وتحسم هذه الجولة 52 مقعدا فرديا يتنافس عليها 104 مرشح في 27 دائرة انتخابية، حيث لم يفز خلال الجولة الأولى سوى أربعة مرشحين؛ إثنين من حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين وإثنين مستقلين. وكما تسعى الأحزاب الليبرالية للصمود في المعترك الانتخابي بعد تراجع نتائجها في الجولة الأولى لصالح تيارات الإسلام السياسي، يخوض 24 عضوا من حزب النور التابع للتيار السلفي مواجهات مباشرة مع مرشحي الإخوان. وتتم جولة الإعادة وسط إشراف قضائي كامل بمشاركة نحوعشرة آلاف قاض في محافظات القاهرة والإسكندرية بالاضافة إلى العديد من المدن المصرية . علي صعيد آخر، شددت التيارات الإسلامية على مناصريها ضرورة توخي الحذر لتلافي ما أخذ عليها من سلبيات خلال الأسبوع الماضي، لاسيما فيما يتعلق بالدعاية للمرشحين أمام المقار الانتخابية مع التنبيه على عدم الانجرار وراء أي استفزازات قد تصدر من المرشحين الآخرين. وأكدت الدعوة السلفية ضرورة الالتزام بالأخلاق الإسلامية وعدم ممارسة أي مخالفات، وشددت في بيان لها على ضرورة المحافظة على الصورة المشرفة الحضارية التي ظهرت خلال الجولة الأولى من الانتخابات حتى تعبر مصر إلى بر الأمان والاستقرار، على حد تعبير البيان. وبدوره طالب حزب الحرية والعدالة كل المتنافسين في الانتخابات بالتحلي بروح المنافسة الشريفة وعدم اللجوء إلى أساليب "ملتوية" ضد الحزب، وحذر من انتحال البعض للصفة الحزبية وممارسة بعض المخالفات القانونية كالدعاية خلال فترة الصمت الانتخابي وتقديم هدايا ورشى انتخابية من شأنها تشويه صورة الحزب، وجاء ذلك في بيان أصدره الحزب عشية موعد الاقتراع.