رحب ممثلوا المستثمرات الفلاحية المتخصصة في تربية النحل بفكرة المعارض والصالونات كفضاء للإشهار والترويج للمنتوج وكسب المزيد من الزبائن مطالبين بتشجيع المنتوج الجزائري ومناشدين في سياق حديثهم المعنيين بالتكتل لمعالجة مشكل مزاحمة المنتوج الأجنبي السوق المحلية رغم الإختلاف الشاسع بين المادتين جودة ونوعية . حيث كشف فيه مختصين من المنطقة ذاتها _ من المشاركين على هامش فعاليات الطبعة الأولى لمعرض الإنتاج والإبداع الذي افتتح في 2 فيفري بقصر المعارض لحي “المدينة الجديدة”بوهران المتواصل إلى غاية 15 من نفس الشهر_ أن العسل الأجنبي يمر بعملية التسخين قبل مرحلة التعليب والتسويق ليبقى سائلا وأن هاته العملية تفقده الكثير من المواد الأساسية المهمّة في العلاج ليتحول العسل من الشفاء إلى مادة غذائية منزوعة من أهم الفيتامينات فيما كشف محدثونا من مستثمرة بن لكحل أن الدول المستورد منها تعاني من تلوث صناعي حاد يحول دون بلوغ التغذية الصحية الصافية الكاملة للنحل إذا تلعب الظروف الطبيعية والعوامل المناخية دورا هاما في تركيب مادة العسل وإحداث التمايز بين نوعية وأخرى وبإمكان إقليمالجزائر الذي ينتج حاليا نحو 12 نوعا أن يحتل الريادة عالميا في أشهر أنواع العسل مقارنة بالغطاء نباتي والمؤثرات المناخية الناذرة وانخفاض مستويات التلوث مقارنة بالدول المتطورة وليس ببعيد شهدت أمريكا ظاهرة خطيرة لهروب النحل بسبب ارتفاع درجات الغازات والسموم المنبعثة من المناطق الصناعية. هذا وشجع ارتفاع مؤشرات الطلب من المستهلك الجزائري منتجينا على العطاء أكثر حيث أكد محدثينا من البويرة أن ثقافة التغذية الصحية المتوازنة التي تعطي أهمية قصوى لمادة العسل عادت من جديد إلى الواجهة مؤكدين أن العسل الأبيض أو الفاتح المشهور بالدول الأوربية بعسل المائدة يعتبر من أجود أنواع العسل وأكثرها منفعة ويمكن تناوله كمادة مدعمة لمختلف الوجبات نظرا لما تحتويه مواده من قيمة علاجية وغذائية عالية مستخلصة من النحلة التي تأتي بالرحيق من زهو ر الحمضيات الغنية بالفتامين سي الفاتح للشهية والأكثر من مفيد للأطفال والنساء الحوامل ويستعمل خاصة كمضاد للتسمم والإلتهابات الصدرية،الحلقية والحساسية فيما يتميز عسل الغابة المتعدد الأزهر والأعشاب الطبية المعروف بالعسل الأسود _حسب ذات المصادر_ بارتفاع نسبة الأملاح المعدنية المساعدة على التآم الجروح والآثار ويشتد اسوداد كلما تأخر جني المحصول حيث تتغذى الحشرة من أعلى نسبة من حمضيات الأشجار والأملاح المعدنية والنباتات والأعشاب الطبية الجبلية والغابية بمعنى أن تركيب العسل يختلف باختلاف المصدر النباتي الذي جمع منه،هذا وتواصل المستثمرة الفلاحية بن لكحل المتخصصة في تربية منذ أكثر من 40 سنة مسيرتها في الإنتاج والتكوين مشيرة إلى أن هدفها الأسمى هو الإستثمار في مختلف أنواع العسل الأكثر طلبا انطلاقا من عسل السدر إلى عسل الإكليل ومن أعالي تكجدة وهبت عائلة بن لكحل بطون النحل أكثر أنواع العسل الجبلي جودة ونوعية فيما يتحل عسل غذاء الملكة المرتبة الأولى علميا نظرا لقيمته الصحية البالغة ورغم أسعاره المرتفعة إلى أن الصيادلة والأطباء بمختلف تخصصاتهم الحديثة والبديلة استغلوا فرصة معرض وهران لاقتناء عسل الملكة التي هيأها الله لتكون الصيدلية الملهمة للعديد من المدارس والمشافي في إطار ما يعرف بطب النحالة ،ولكل نوع فوائده وطريقة استعمال تحدّدها النبتة التي اقتاتت منها الحشرة،وتبقى الأسعار تتأرجح بين مؤيد من المنتجين ومعارضين من المستهلكين حيث تراوحت أسعاره ما بين 2000 إلى 4000 دج فيما بلغ سعر 10 غرامات من عسل غذاء الملكة 1000 دج ومن لم يمكّنه جيبه من اقتناء هاته المادة يستفيد من شرحات مجانية لطرق وكيفية إنتاج العسل إضافة إلى الغذاء الملكي والصمغ والشمع وغبار الطلع وفوائده والوصفات الطبية الخاصة به التي يفضلها الكثير من المرضى على المواد الصيدلانية والطب الحديث.ورغم أن إنتاج العسل وطنيا الموسمين الأخيرين انخفاضا كبيرا مقارنة بسنة 2009 حسب ما كشفت عنه المنتجين لأسباب أرجعوها إلى تذبذب توزيع الأمطار وضعف الإنتاج النباتي إلا أن الجودة والنوعية لا تزال تفرضمنطقها وتجدر الإشارة إلى أن من خصائص مادة العسل أنها تتجمد نتيجة التركيبة السكرية العالية و جزئيات حبوب الطلع ماعدا عسل السدرة الذي يظل سنوات سائلا قبل أن يتجمّد،هذا ويحتاج الفرد الواحد استهلاك 30 غرام من العسل يوميا حسب ما توصل إليه خبراء الصحة والتغذية عالميا.