من المنتظر أن تكون الفرصة مواتية جدا للحارس الدولي لمولودية الجزائر للعودة إلى قمة النجومية من جديد، وذلك تحسبا لمباراة الجولة الثانية من تصفيات كأس إفريقيا للامم 2013 المقررة يوم 29 فيفري الجاري بالعاصمة الغامبية بانجول أمام منتخب غامبيا. حيث ورغم أن المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش لم يكشف بعد عن القائمة النهائية التي ستسافر إلى بانجول، إلا أن كل المعطيات المتوفرة توحي بأنه سيعتمد على بطل ملحمة أم درمان كأساسي في هذه المباراة الهامة لكونه الأكثر استعدادا من الناحية البدنية والنفسية والتكتيكية من زملائه الآخرين، خاصة رايس مبولحي الذي فقد الكثير من تنافسيته، مما أدى إلى انخفاض مردوده ومستواه، وبالتالي فإنه قد يتدحرج إلى المركز الثاني هذه المرة بعدما سيطر على منصب الحارس الأول لمدة طويلة، وهذا في وقت تؤكد فيه بعض المصادر المقربة من محيط الطاقم الفني الوطني بأن هذا الأخير قد لا يوجه له الدعوة إطلاقا. وبالمقابل، يعيش شاوشي أحلى أيامه مع العميد في الدوري المحلي واستطاع لفت انتباه الناخب الوطني، حيث أن هذا الاخير قرر اعادته إلى صفوف الخضر رغم ان رئيس الفاف محمد روراوة كان قد قرر شطب اسمه نهائيا من المنتخب الوطني، على خلفية المشاكل التي احدثها في مباراة الخضر امام المنتخب المغربي لحساب الجولة الثالثة لتصفيات كأس إفريقيا للامم 2012 والتي جرت في عنابة خلال شهر مارس 2011 الماضي، إذ تصرف شاوشي بشكل لا رياضي على مرأى الجميع احتجاجا على عدم إقحامه أساسيا. ومن جهة أخرى، فإنه يلقى الدعم الكامل من مدرب الحراس للمنتخب الوطني عبد النور كاوة، حيث كان له الفضل في إقناع التقني البوسني باستدعائه إلى تربص الحراس الذي جرى في مركز تدريب المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، فضلا عن التعاطف الكبير الذي يلقاه من الأنصار. محبو شاوشي "هذه فرصتك الذهبية فلا تضيعها بسلوكاتك الصبيانية" ويرى محبو حارس العميد وما أكثرهم أن شاوشي عليه اغتنام هذه الفرصة الذهبية التي منحت له لتثبيت مكانته في المنتخب والبرهنة على أنه الحارس الأول في الجزائر، والأهم من ذلك هو تحليه بالروح الرياضية والإنضباط والتحكم في الأعصاب وتسيير المباراة بكل ذكاء دون اللجوء إلى العبارات الإستفزازية والإحتجاجات المتكررة على الحكام وعلى لاعبي الخصم، لأن الإمكانيات التي يتمتع بها تؤهله ليكون أحد أفضل الحراس في إفريقيا لو تحلى بالأخلاق الرياضية، ولكن ذلك لن يتحقق إلا بانتهاج أسلوب خاص معه من طرف الطاقم الفني، لا سيما الإكثار من التحضير النفسي لكونه يتعرض دوما لمضايقات وضغوط شديدة من طرف الأنصار، ويعتقد هؤلاء بأن هذه الفرصة لن تتكرر له مجددا، وبالتالي فهو مطالب بضبط النفس وتقديم مردود عالي أمام غامبيا لاستعادة النجومية التي افتقدها منذ المباراة الفاصلة أمام منتخب مصر في أم درمان ذات 18 نوفمبر 2009. دوخة مرشح لمنصب الحارس الثاني وعلى صعيد آخر، هناك تنافس شديد بين كل من حارس شبيبة بجاية محمد سيدريك، حارس اتحاد العاصمة محمد الأمين زماموش وعز الدين دوخة، حارس اتحاد الحراش، من أجل افتكاك المنصب الثاني والثالث... وإذا كان دوخة قريب جدا من التفوق عليهما بالنظر إلى مستواه الحالي مع الصفراء، فإن زماموش قد يجد منافسة كبيرة من الحارس البجاوي الذي يملك هو الآخر إمكانيات معتبرة، غير أن عامل الخبرة قد يؤهل "زيما" للسفر إلى غامبيا في انتظار ما ستكشف عنه قائمة حاليلوزيتش، والتي من المؤكد أنها ستحمل الكثير من المفاجآت. بلحاج "غيابي عن مباراة غامبيا لن يؤثر على مسيرتي ولا أخشى المنافسة من مصباح" وبدوره، سيجد مدافع العملاق الإيطالي ميلان، جمال مصباح، الطريق أمامه معبدا لإثبات مكانته الأساسية في المنتخب، وذلك لتأكد غياب منافسه في منصب الظهير الأيسر نذير بلحاج الذي اعتذر عن المشاركة لأسباب عائلية، حيث أرجع لاعب نادي السد القطري غيابه عن مباراة غامبيا إلى ظروف عائلية لا علاقة لها بمشكلته مع زوجته الأولى. وقال بلحاج في تصريحات لموقع السد "تحدثت مع المدير الفني للمنتخب الجزائري، وأكدت له عدم قدرتي على المشاركة في هذة المباراة في ظل ظروفي العائلية الخاصة، والتي أرتبط بها في فرنسا خلال هذا التوقيت. وما أريد قوله، إن ظروفي العائليه الحالية ليس لها علاقة تماما بالمشكلة السابقة مع زوجتي الأولى والتي انتهت علاقتي بها تماما". وعن منافسته القوية مع الظهير الأيسر لميلان الإيطالي جمال مصباح وفرصة كل منهما في المشاركة في صفوف الخضر، أشار مدافع السد إلى أن غيابه عن مباراة غامبيا لن يؤثر على مسيرته مع المنتخب، لأنه الأهم أن يكون في كامل تركيزه بنسبة 100 بالمائة، ولذلك طلب من المدرب السماح له بعدم المشاركة، وأضاف قائلا "دائما أسعى وأجتهد للتواجد مع محاربي الصحراء، وكثيرا ما لعبت أنا ومصباح مع بعضنا البعض وأحيانا أخرى جلست على مقاعد البدلاء، وهذا لا يحزنني إطلاقا، خاصة والكل يسعى لخدمة منتخب بلاده". وعلى صعيد آخر، وصف بلحاج غيابه عن مباراة فريقه المقبلة أمام العربي في الجولة السادسة عشر لدوري النجوم، وصفه بالعادي والطبيعي، خاصة وأنه لن يكون له تأثير كبير فى ظل المجموعة المميزة التي يمتلكها نادي السد من لاعبين على مستوى عال. وحول المنافسة على اللقب وفقدان الزعيم للصدارة، قال نذير "مشوار الدوري ما يزال طويلا ولقب البطولة لن يحسم إلا فى الحظات الأخيرة، والأهم الآن أن نستعيد قوتنا ونحافظ على تركيزنا لحصد المزيد من النقاط للمنافسة بقوة حتى النهاية".