لا تزال بلدية أولاد رابح النائية، الواقعة على بعد 90 كلم شرقي الولاية جيجل، تعاني الحصار جراء ما تعيشه القرى والمشاتي التابعة لها من عزلة بسبب الثلوج المتراكمة على الطرقات والمسالك. ولم يفك الحصار إلى حد اليوم إلا عن قريتي قرايو وعين الجنة، في حين لا تزال طرق أغلب المشاتي مغلقة في وجه حركة المرور، رغم الجهود المبذولة من قبل السلطات المحلية والجيش الوطني الشعبي العازم على كسب معركة الثلوج ببلدية أولاد رابح في أقرب وقت ممكن، وهو ما تبيّنه الوسائل الهامة التي وجهت إلى تراب البلدية لاستخدامها في فتح الطرقات ومد المواصلات لأغلب المشاتي المعزولة، على غرار بوشكاب والعناب والريشية وبوطويل. قد عبّر مواطنون يقطنون بمركز بلدية أولاد رابح عن غبطتهم بعدما تم فتح، أمس الأول، الطريق الذي يربط المنطقة ببلدية باينان التابعة إداريا لولاية ميلة، حيث صار المتنفس الوحيد لسكان أولاد رابح للاتصال بالعالم الخارجي والتنقل نحو بلديات ميلة المجاورة، وكذا نحو الولايات الأخرى، لا سيما أمام المعضلة الجديدة التي ألمّت بمواطني أولاد رابح، الذين عزلوا عن دائرة سيدي معروف، وكذا عن إقليم ولاية جيجل، بعد أن وقع انزلاق كبير على مستوى الطريق الولائي رقم 41 الرابط بين بلديتي أولاد رابح وسيدي معروف، وبالضبط في منطقة بومسعود، فرغم محاولات السلطات المحلية المتتالية “لترميمه”، إلا أن الفشل كان مآلها، حيث يتطلّب معالجة هذا المشكل، تخصيص مشروع قطاعي بغلاف مالي معتبر لإعادة حركة السير على المحور المتزحزح للطريق المذكور. ونتيجة لذلك، اقتصر عمل الناقلين على نقل المواطنين من مركز البلدية إلى النقطة السوداء المذكورة، فيما يتكفل ناقلو سيدي معروف بنقلهم إلى مركز بلدية سيدي معروف. وفي ظل تراكم الثلوج وانقطاع طرقات المشاتي، سجلنا الغياب التام للتلاميذ عن المدارس الابتدائية وكذا بمتوسطة زواغي إبراهيم وثانوية أولاد رابح الجديدة، في حين عاد تلاميذ متوسطة المرجة باحتشام إلى جو الدراسة لتحسن الأوضاع تدريجيا بتلك المنطقة. ويبقى الهاجس الأكبر بالنسبة لسكان أولاد رابح نقص قارورات الغاز، فرغم تزويد البلدية يوميا بهذه المادة الضرورية، إلا أن شكاوى المواطنين ومعاناتهم لم تتوقف لهول واقعهم المتردي وخشيتهم من عودة تساقط الثلوج التي تتواصل هذا الاسبوع، ولولا تدخلات عناصر الدرك الوطني أثناء بيع قارورات الغاز بمركز البلدية لوقعت فوضى كبيرة، جراء الشجارات والملاسنات بين المواطنين أنفسهم على خلفية عدم احترام بعضهم للطوابير المشكّلة أمام الشاحنات الناقلة لقارورات الغاز.