صدر عن "دار الفيروز" للإنتاج الثقافي أول ديوان شعري للشاعرة نجية حمزي، والذي استعرضت عبره تجارب عاطفية من حياة الإنسان المليئة بالأحاسيس المتدفقة تجاه فراق الأحباب والحنين للأوطان ولهفة الشوق لشريك الحياة، وبين العتاب واللوم، والدعوة إلى التحلي بالصبر ومكابدة الوحدة وفعل الطاعات.. تستوقفنا 'حمزي' بكلمات صادقة بسيطة وكأول قصيدة كتبتها جاءت بعنوان اليتيم والتي عبرت من خلالها عن الألم الذي اعتراها من فقدان أمها أومصباح الدار كما تسميها، ومما جاء في مطلعا أَنَا يْتِيمْ والِيتيِمْ ما عَنْدُوشْ دْوَاهْ.. ألي قَربتلُوا بالكلام جْرَحْنِي..حتى قَلْبُوا قْسَا عْلِيَا زاد جْفَاهْ.. قُلتلُوا يا قلبي أصْبَرْ أوخَبِي. تضمن الديوان الذي جاء من الحجم الصغير في 64 صفحة، عشرين قصيدة من الشعر الشعبي، حملت عناوين متنوعة تدل بعمق عن الفكرة التي أرادت أن توصلها للقارئ من ضمنها الوحدة، أصبر يا قلبي، الغريب، فراق الحبيب، اليتيم، فراق لحباب، لميمة وغيرها من الأشعار التي امتازت بلغة شعرية غير متكلفة بأوزان أودلالات ثقيلة لتأخذنا في رحلة الأحاسيس الثائرة كأمواج البحر المتلاطمة. وما يمكن قوله، إن القارئ لديوان أمواج البحر يستشعر لا محال بالإيقاع الرنان والتصوير الفني للبيئة الجزائرية. ولكن ما يلاحظ كذلك، أن الشاعرة تحمل جبالا من الهموم على كاهلها وأثقالا من الأوجاع في نفسها، عبّرت عنها في قصائد كثيرة كالقلب المجروح، النسيان، الوحدة والفراق، إلى جانب تغنيها بحسن المرأة الجزائرية في قصيدتي 'عيشة' و'يا الريم' ما يبرز مكانتها في حياتها. وفي هذا السياق، تقول 'نجية حمزي' أنها بدأت في كتابة الشعر الشعبي في الثالثة عشر من عمرها ثم توقفت لظروف عائلية خاصة، كان من بينها وفاة والدتها التي سبب لها جرحا نفسيا عميقا، مضيفة أنها عادت للكتابة منذ سنتين بعد أن استرجعت ثقتها بنفسها، وكانت لها مشاركات في عكاظية بومرداس في 2010، وفي ملتقى الشعراء بالبويرة وبسكرة في 2009، وكذا في حصص ثقافية عبر إذاعتي البهجة الثقافية. وتأمل 'نجية حمزي' الملقبة بنادية أن يتم تقييم كتابتها من قبل النقاد العارفين بمبادئ الشعر الشعبي الذي يعد من ضمن الآداب التي تستحق الدراسة باعتباره من مقومات الذاكرة والهوية الشعبية الجزائرية، مشيرة إلى ضرورة إيلاء العناية به في الساحة الثقافية الجزائرية على عدة مستويات منها الجامعات، والمؤسسات الإعلامية لاسيما وأن هناك أسماء بارزة في الذاكرة الجماعية للمجتمع الجزائري. وقد اختارنا بعض الأبيات من قصيدة 'بلاد الجزائر' حتى نقرب للقارئ ما تفتقت به قريحة نجية: أنا بغيت أنشوف بلادي.. أوننظر فيها بعيوني خليت فيها حب ولادي.. أولعزاز الي تركوني بلادي حلوى وجميلا.. أوناسها كلهم كرام في قلبهم ما كاين حيلة.. يد واحدة في السلام أنا بغيت أنشوف الصحراء.. ونشوف ناسها لفهام معاهم السمر يحلى.. وحديثهم يشفي لسقام. أنا بغيت نشوف بلادي.. أرجالة معروفين بالهمة أووجهم أصمر أوبهي.. فوقهم عرجون الدڤلة مال بعيد ايبان ايلالي.. ونشوف رجالها لفحولة