عائلات "الحراڤة" تعتصم مجددا وتهدد بتصعيد اللهجة أطلقت عائلات الحراڤة العنان لنفسها في تعداد مختلف السبل التي تمكنها من استرجاع أولادها، وامتد بها الأمر إلى التلويح باختطاف تونسيين بهدف المقايضة بهم في محاولة لتأكيد درجة المعاناة التي يقاسونها في ظل بقاء مصير الشباب الجزائري مجهولا، ومعه معاناة التنقل شبه اليومي إلى تونس على أمل العثور على أخبار تخص المعنيين الذين غادروا سواحل عنابة في ليلة 07 أكتوبر من العام الماضي، ولولا المكالمة الهاتفية التي تلقتها إحدى العائلات من إبنها لاعتقد الجميع أن الحراڤة لقوا حتفهم في عرض البحر، حيث أشار في ساعات الصباح الأولى من اليوم الموالي أن خفر السواحل التونسيين قد القوا القبض عليهم لتنقطع المكالمة نهائيا. وعبر المعتصمون عن قمة استيائهم من التماطل الكبير إزاء قضية أولادهم وعدم الإسراع في تسويتها، بحيث فاقت مدتها السبعة أشهر دون أية معلومات مقنعة عن مصيرهم سواء من السلطات التونسية وحتى الجزائرية والتي اكتفت بنفي توفرها على معلومات بخصوص الشباب الأربعين. من جهتها نفت السلطات التونسية على لسان مدير الشؤون الخارجية الجزائرية تواجد الحراڤة في السجون التونسية . وكانت عائلات40 شابا حرڤا الذين غادروا الوطن اتجاه البلاد الإيطالية 2008 قد هددت فيما سبق بالإضراب عن الطعام وجلب عائلاتهم للاعتصام أمام مقر وزارة الخارجية وذلك بعد أن وجهوا نداء لرئيس الجمهورية والسلطات العليا وحتى رئيس الجمهورية التونسية زين العابدين.مطالبين من جهة أخرى وزير الخارجية مراد مدلسي بالتوسط مع السلطات التونسية لمعرفة مكان حجزهم، واسترجاعهم إلى الوطن الأم و التدخل لحل مشكلتها . والأمر يتعلق ب 40 حراڤا غالبيتهم من مدينة عنابة تتراوح أعمارهم بين 17 و27 سنة من بينهم طلبة ثانويين وكذا شبان من مدينة براقي والحراش إلى جانب حراڤة من تونس والمغرب الذين أكدوا لأهالي الحراڤة الجزائريين أن أبناءهم فعلا محتجزون من طرف السلطات التونسية بعد أن تمكنت عائلة الحراڤة التونسيين من زيارة ذويهم داخل السجون. للتذكير فإن عدد الحراڤة هو36 من مواطنين هم مقيمون جميعا بعنابة والعاصمة إلى جانب شخص مغربي وثلاثة تونسيين أبحروا خلسة من التراب الجزائري قريبا من منطقة عنابة متجهين إلى البلاد الإيطالية واستعملوا في ذلك قاربين في تاريخ 07 اكتوبر 2008 ، إلا أن أخبارهم انقطعت عنهم عدا المكالمة الهاتفية الصادرة من أحدهم، إلى والده في ليلة نفس اليوم، يشعر فيها أسرته بأن القاربين قد تعطلا عن السير بسبب نفاذ الوقود وأن قاربا جزائريا ثالثا مر بهم وتبين له أن القاربين معطلان، فتجاوزهما ولما قربا من الأراضي الإيطالية اعترضته دورية أمنية إيطالية فأشعرها بوجود قاربين داخل المياه الإقليمية التونسية محملين بمجموعة كبيرة من الشباب،عندها تم إشعار السلطات البحرية التونسية بالأمر وتولى أعوان الدورية الأمنية التونسية إلقاء القبض على القاربين، وبانتهاء المكالمة انقطعت أخبارهم، رغم الزيارات المتكررة التي قامت بها العائلات للأراضي التونسية والتي تجاوزت 20 زيارة.