تأسف على محاولات المعمريين إسترجاع ممتلكاتهم هنا في الجزائر دعا، أمس، أول مدير للإذاعة والتلفزيون الجزائري عبد القادر نور على هامش الملتقى الوطني حول "تاريخ وأعلام منطقة الحضنة" الذي إحتضنته قاعة المطالعة بمدينة المسيلة الأسرة الثورية وفي مقدمتها وزير المجاهدين محمد الشريف عباس إلى ضرورة ترسيم تاريخ 19 سبتمبر من كل سنة لكي يصبح عيدا وطنيا لإعلان الجمهورية الجزائرية، ويحتفل به على غرار الأعياد الوطنية الحالية وذلك للمكانة الكبيرة التي يحتلها بإعتباره أنه يصادف تاريخ تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية سنة 19 سبتمبر 1958، وحسب عبد القادر نور الذي كان من بين الصحفيين الذين يشتغلون في صوت العرب التي كانت تبث من القاهرة وأحد الثلاثة الناطقين بإسم الثورة، بأن يوم 19 سبتمبر هو يوم عظيم وعزيز في الثورة الجزائرية كيف لا وهو الذي شهد تأسيس الحكومة المؤقتة ومن الواجب على الأسرة الثورية والمجاهدين الذين بقوا على قيد الحياة أن يسعوا جاهدين من أجل ترسيمه كعيد وطني للإحتفال به كعيد وطني للجمهورية، مشيرا خلال مداخلته إلى أنه لم يقبل أن تظل الإذاعة والتلفزيون الجزائري تحت حكم وإمارة المستعمر الفرنسي الغاشم قبل الإستعمار ولم يقبل هو ورفقائه أن يبقى منطقة مستعمرة داخل التراب الجزائري، مبرزا الدور الهام والكبير الذي لعبته مظاهرات 11 ديسمبر 1960 التي مكنت من إعطاء سبعة أحداث قوية وكبيرة للثورة وفي مقدمتها ملحمة 20 أوت 1955 و 19 ماي 1956، بالإضافة إلى مؤتمر الصومام وتأسيس الحكومة المؤقتة والدور الإعلامي الهام الذي تركته مظاهرات 11 ديسمبر بإعتبار أنها فضحت الهمجية للمستعمر، كما تأسف المتحدث على ما يسمعه هذه الأيام عن محاولات المعمريين إسترجاع ممتلكاتهم هنا في الجزائر قائلا "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة"، وهو نفس ما ذهب إليه الديبلوماسي والسفير الأسبق في كل من السعودية وموريطانيا الصالح بلقبي الذي أبرز هو كذلك الدور الذي لعبته مظاهرات 11 ديسمبر بإعتبار أنه كان من بين محرري بيان إضراب الطلبة بتاريخ 19 ماي 1956، مؤكدا على أن فرنسا عملت كل ما في وسعها لكي تفصل الشعب الجزائري عن قيادته بعد أن كاد الجنرال ديقول أن يطبق القوة الثالثة، كما تطرقا الرجلان إلى رجالات وأعلام المسيلة خلال الإستعمار وبعده وما قدموه من مساهمات، في الوقت الذي أوضح الدكتور أحمد مسعود على أن الثورة إنطلقت من الريف إلى المدينة وأننكسة معركة الجزائر كانت لها إيجابيات عديدة، خاصة وأن ظروف الولاية الرابعة هي التي كانت وراء إنطلاق المظاهرات التي كانت تنطلق عفوية حسب ما جاء في الوثائق، خاصة وأن ديغول كان ينتظر من كل تلك المظاهرات أن تقف وتساند الجنرال ديغول ضد المعمريين قبل أن يتلقى ضربة قوية من المتظاهرين الذين فضحوا همجيته وهمجية المستعمر.